المختصر/
ربما تظن عزيزي القارئ أن في العنوان خطأ, و لكن الأمر ليس كذلك. السؤال المطروح: هل تؤيد عمل الرجل؟ ماذا لو وضعنا هذا السؤال في استفتاء شعبي؟ يبدو ضرباً من الجنون؛ إذ لا أحد يمانع أو يقف ضد عمل الرجل. حسناً دعنا نضيف عبارة بسيطة على السؤال و ننظر هل ستتغير الإجابة أم لا. السؤال يصبح كالتالي: هل تؤيد عمل الرجل بجانب المرأة؟ في هذه الحال ستكون إجابة الأغلبية بـ ( لا ) و قليل بـ ( نعم ) لماذا؟
لنطرح سؤالاً آخر بنفس الصيغة, هل تؤيد عمل المرأة؟ بالتأكيد لن نجد طرفاً معارضاً بدليل أنها كانت تعمل منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا في بيئة عمل تناسبها من دون أي اعتراض. لو أضفنا عبارة ( بجانب الرجل ) على السؤال لكانت المعارضة بأغلبية ساحقة و خصوصاً أننا في مجتمع مسلم محافظ – و الحمد لله.
من هنا يتضح لنا أن المشكلة ليست في مفهوم العمل, و ليست تمييزا بين جنسين, و إنما يكون الاعتراض بسبب بيئة العمل حيث يعمل الرجل بجانب المرأة و هذا فيه ضرر عليهما.
جاء هذا المقال ليكشف مكر وسائل الإعلام التي تصور المعارضين لبعض القرارات الخاصة بعمل المرأة و كأنهم يعارضون من أجل سلب حقوق المرأة أو الوقوف ضدها, مع أن المعارضين هم أغلبية المجتمع و في مقدمتهم العلماء. و في المقابل يتم إظهار الليبراليين و أصحاب الرأي الآخر و كأنهم منقذو المرأة الساهرون على حقوقها. حتى تنجح الخطة كان لابد من استخدام بعض الأساليب الماكرة و منها على سبيل المثال حينما يُطرح السؤال بشكل غير دقيق,هل تؤيد عمل المرأة؟
و من الأمثلة على استخدام أساليب التلبيس و التدليس ذلك القرار الصادر مؤخراً بتأنيث بعض المحلات النسائية. زعموا أن هذا القرار هو من أجل رفع الحرج عن المرأة حينما تتعامل مع البائع (الرجل), و هذا هدف نبيل. من يقرأ عبارة ( تأنيث المحلات النسائية ) يظن أن العاملات في المحل هن من النساء فقط, حيث تبيع المرأة للمرأة من دون وجود رجال. الواقع يظهر عكس ذلك فالمرأة تعمل إلى جانب الرجل و تتعامل مع رجال, إذن لم نخرج بنتيجة فبدلاً من أن تكون المرأة مشترية و تتعامل مع بائع, أصبحت بائعة تتعامل مع رجال! و كانت العبارة (تأنيث المحلات النسائية) مجرد غطاء.
كثيرة هي الأغطية التي تستخدم في بلدنا عند إصدار بعض القرارات الغير مقبولة اجتماعيا و ذلك بهدف تمريرها بسلام, و أشهر تلك الأغطية ذاك الذي يرافق معظم القرارات ( حسب الضوابط الشرعية ). ظهرت الحاجة لهذا التمويه و التدليس لأن القرارات تصدر عن فئة قليلة تم تمكينها لتسير الأمور بأهوائها التي غالبا ما تصادم قيم المجتمع و مبادئه.
المصدر: لجينيات
http://www.almokhtsar.com/node/32077
__________________________________________________ _
هل تعتقدون أن هذه القرارات سطحية وبسيطة ولن تضر أحد ؟
أنظرو النتيجة النهائية (المنتظرة)
https://www.mqataa.co/vb/showthread.p...816#post281816