إذا خالف التاجر الثري.. تركوه
م. طلال القشقري
الأربعاء 28/12/2011
بعضُ شوارع جدّة، ليس من الدِقّة وصفها بأنها غير نظيفة، إنما من الدِقّة، كلّ الدِقّة، أن تُوصف أنها.. قذرة!.
من هذه الشوارع.. تلك الأجزاء التي تُجاور المداخل الخلفية لمحلاّت السوبر ماركت، وفيها حاويات نفايات البضائع التي تُعبِّق المكان برائحةٍ كريهة تُشمُّ على بُعْدِ فرْسَخ، حتى لو كانت فارغة، وتلصق آثار نفاياتها على الأرصفة والأسفلت، مثلما تلصق لصقة جونسون على ساق إنسانٍ فيها شعر كثيف، ولا يُزيلها أقوى مُنظِّف، مع احترامي الشديد لتايد وداك وصابون كامي!.
وكثير من مُلاّكُ محلاّت السوبر ماركت هم نموذج للتُجّار الذين يأخذون من مدينتهم كلّ شيء، ولا يُعطونها أيّ شيء، وإلاّ فماذا يخسرون لو نظّفوا وعقّموا الحاويات بصفة دورية؟! بل ماذا يخسرون لو تكفّلوا ماديا بتجديد الأرصفة والأسفلت حول محلاّتهم بصفة دورية؟! لا من باب التعاون على البرّ والتقوى، ولا من باب ردّ الجميل لمدينتهم، فهذه مثالية انقرضت، بل من باب إصلاح ما أفسدوه!.
والأمانة.. آخ من الأمانة، أتمنى أن يكون لها من اسمها حظٌّ كبير، فـ(طناشها) عن هذه المحلاّت، وعدم تطبيقها اللوائح البلدية التي تُلْزِم المحلاّت بإصلاح ما أفسدته من الشوارع لا يمكن فهمه إلاّ كونه مُجاملات للتُجّار، تضرّ جدّة ولا تنفعها!.
هذه الأمانة التي لو ارتدّ مواطنٌ فقير عند إنشاء بيته أقلّ من متريْن عن بيت جاره، بالخطأ، وبسنتيمترات، لأقامت الدنيا عليه ولم تُقْعِدها، ولَغرّمته، ولَمَا صرّحت له بإدخال الماء والكهرباء، حتى يُزيل ما يُخالف أنظمتها، فلماذا تُعامِله بهذا الحزم؟! ولا تُعامِل هؤلاء المُلاّك لمحلاّت السوبر ماركت بمثل هذا الحزم؟!
أم هو إذا خالف فيهم التاجر الثري.. تركوه؟! وإذا خالف فيهم المواطن الفقير.. أقاموا عليه النظام؟!.
http://www.al-madina.com/node/347776
http://www.al-madina.com/node/347776