كمل القصة يا أبا علي

ج10
[/URL]

بدر...
ابن السنة والنصف, برآءة الطفولة الجميلة في عينيه, يشغل أمه بكلمات يرددها تتمناها كثير من الزوجات
يدخل المطبخ فيرمي كل ما تصل يديه إليه , ويعاقب من أمه . يسير في ارض الاستراحة فيعبث بالتراب ويعاقب من اخته .حركة دائبة لاتكل ولاتمل , صياح وبكاء . وفرح ولعب ولهو...
ماما , ماما وين بابا .ويكررها لتصرخ أمه في وجه .
وتنادي : يا علي خذ اخوك اشغلني وراي شغل .
يمشي بدر الصغير في الاستراحة يتأمل في الوجوه التي حوله وبمكونات الاستراحة.
يمارس لعب الطفولة البريء ,والخوف عليه من الجميع من أن يمس بأذى او سوء.
يسير ويسقط ,يرتدي سروالا طويلا اسود اللون وفنيلة بيضاء . لون وجهه ابيض وشعره أسود طويل يغطي حواجبه الخفيفة , وعيونه عسليه كبيرة الحجم . وجسمه سمين من شاهده قال هذا ابن الثلاث سنوات .

وفي لحظة من غياب الرقيب , الأولاد في قسمهم لاهون , والنساء في سمرهم مستمتعون.يأكلون ويشربون وعن خلطات الشعر وانواع الماركات يتحدثون .
وتأتي لحظة من لحظات الضعف , ضعف في المكان وتحصينه وضعف في متابعة هذا الوليد الصغير ,
و يجد بدر الفرصة سانحة ليمارس حريته " باب الاستراحة مفتوحا"
فيخرج بدر الى الشارع في وقت غفلة من الجميع وسكون من المارة , معقول ؟؟ويضيع بدر!
الوقت بعد العشاء , خرج بدر والقمر لم يكن بدرا . والظلمة تغطي المكان .
لايراه الا الله تعالى , الرحمن الرحيم , الله الذي هو ارحم به من أمه.
وبدأيسير ويسقط وإذ به يجد نور استراحة اخرى فيذهب اليها ويدخل على قسم من اقسامها, ولكن لم يلتفت اليه احد , الكل مشغول هنا وهناك ومن سوف يشاهد طفلا او يتوقعه بين هذه الجموع ؟؟
ام علي : بدر بدر , اكيد يخرب شي ء, عالية شوفي اخوس وينه ؟
عالية : ماحصلته يمه. لكنها لم تبحث عنه جيدا
ام علي : أكيد عند الرجال , ان شاء الله ماعليه الاستراحة فيها حارس والأبواب مسكره.
وتجد الطمأنينة من الحضور لاتخافين, ماعليه اتركيه يلعب مع البزران.
...وفي قسم الرجال يتذكر علي اخاه بدرا
علي : يابدر يابدر , اصبروا معليش ياشباب ابشوف البزر وين راح .
يبحث ولم يجد بدرا فيقول :اكيد عند امي .
بدر الآن يسير في قسم النساء في استراحة قريبة من استراحة أهله .
تشاهده شغالة وتأخذه لمكان تجمع النساء .
الشغالة : مدام هذا بيبي صغير .
المرأة : وشلون دخل .
الثانية : وديه لقسم الرجال .
الثالثة : لاحطيه عند الحارس , لاتورطينا
الرابعة : "امرأة عقيم لم تنجب من 15سنة" تعالي هاتيه تكفين ودي اشوفه , ماشاء الله تبارك الله .وتطبع قبلة على خده اللين ذو الرائحة الزكية من طيب ام علي المعتق .
بدر يصيح ولايعلم كيف يحكي وكيف يشكو .هو فاقد لأغلى شيء في الحياة " الام"
يردد... ماما ماما .ولامجيب.
الرابعة : اتركوه انا اتولى امره , ماعليكم منه .
الثانية من النساء : خافي ربس ترا أمه الحين تتقطع صياح عليه .حطيه عند حارس الاستراحة.ولابلغوا الشرطة يودونه لاهله.

تتصل الرابعة على زوجها :الو سعد, ابشرك حصلت وليد ضايع والطاهر ان ماله اهل ودي يجلس معي لو الليلة طلبه , تكفي , ودي اشمه واضمه واشري له ثياب جديدة , وحليب وحفايظ والعاب حلوه .
ابيه يقول لي ماما ماما يمه يوه زي باقي الحريم , تكفى ,اوعدك وعد ارجعه لاهله اذا حصلناهم.
سعد : انت صاحيه؟ . تحصلين اهله يدورون عليه . انت ناويه تفجعين امه, خافي ربس , الله يبي يرزقنا وليد اوبنيه.
زوجته : وهي تبكي وتصرخ في وجه زوجها سعد . 15ستهة ابي افرح هالمره اعوذبالله,
ماعمري طلبتك شي ء. اقولك الولد الليلة عندي وبكرا نرسله لاهله .
سعد : طيب اسمعي , ابحط جوالي عند حارس الاستراحة عشان لو سألوا اهله عنه نطمنهم عليه
" وينسى سعد وضع جواله عند الحارس"
زوجته:اجل مشينا.بسرعة
سعد : والعشاء ؟
زوجته: مانبي عشاء , ابروح اشري اغراض للوليد والعاب و سيارة تفتح ابوابه كبيرة, وحلويات.
واختي ترضعه عشان اصير خالته من الرضاع , وش رايك؟؟
سعد : انت انجنيتي؟؟ كيف ترضعين الولد من اختس , والام ماسمحت؟؟ وبعدين اللي يشوفس يقول الولد يبي يجلس عندس سنة!!
زوجته:اسرع مافي وقت لازم نروح الصيدليه نشري له حليب اطفال .
مضى من الزمن ساعة وبدر الصغير خارج استراحة اهله . والآن يركب وهو يصيح ماما ماما, فتحاول ان تشغله ببعض ماتبقى من حلويات في يدها رغبة في اسكاته .
ويصل سعد الى الصيدلية
سعد : دكتور ابي حليب ؟
الصيدلي: من أي نوع ؟
سعد : لاأدري , اريد شيء اصلي. المسألة ذمه يادكتور.
الصيدلي: ماتدري , ليه , كم عمر الولد ؟؟
سعد: والله يادكتورماعندي علم؟
الصيدلي: تقريبا؟
سعد : سنتين.
يعطي الصيدلي الحليب حسب طلب سعد ويمضي مسرعا الى السيارة ليجد الصغير نائما
سعد : جبت الحليب .
زوجته : اسكت وليدي نايم لاتزعجه .
سعد :صار وليدس , طيب وين نروح ؟
زوجته : للسوق اشري له العاب .
سعد : اقول وش رايس تعوذين من الشيطان ونروح نحطه عند الحارس هذي مسؤولية وانا ماعندي استعداد بكرا اهله يزهمون على الشرطة وندخل بمتاهات مالنا فيها حاجة , واصلا طال الزمن اوقصر تبين ترجعينه لامه , فاهمه .
زوجته : اقول لا انت تبي ترفع ضغطي؟ , اذا تبين ازعل خذه , والله ماتشوف وجهي .
سعد : طيب الى متى؟
زوجته: الين اشبع منه , ويمكن احصل امه واتفاهم معه يمكن عنده عيال وملت منهم .
سعد : مااحد يمل من عياله اويفرط فيهم .
زوجته : المهم رح للسوق.
وجاء وقت العشاء في استراحة ام علي , الكل ينادي أبناءه,
ام علي : علي ازهم اخوانك , وشف الصغير بدوره وين راح؟ مهوب عندك؟؟
علي : دورت عليه قبل شوي ماحصلته مهوب عندكم؟؟
ام علي : مهوب عندنا , وشلون ضاع ؟؟!
بدأ اهل الاستراحة الاخرى التي دخل اليها بدر يخرجون ,
أنوار الاستراحة خافته بناء على تعليمات صاحبها للحارس
ام علي : تكفون ياعيال شوفوا يمكن الولد عند الحارس ولانايم عند الشجر
عالية : يمه , يمكن غرق بالمسبح؟؟
ام علي : وجع يوجع قلبس , تفاولين على ضناي , وتضربها على كتفها تنبيها لها.
روحوا دورو لي بدر .
الاخوات : تعشي يابنت الحلال , يبون يلقونه , وين يبي يضيع ؟؟ مستحيل ؟
ام علي :تعشوا , اذا جاء الوليد اتعشى معه , اعشيه بيدي يمكن ماتعشى , او اسوي له رضعه قبل ماينام .
علي : يمه بدر ماحصلناه , ماخلينا شي ء , حتى كلمنا الحارس قال ماادري عنه .
ام علي : في حالة انهيار والدموع تنسكب بغزارة .
وهل تلام وقد فقدت جنينها , والله ان الدمع لايكفي مهما خرج , لأن المفقود بدر
روح البيت صغير العائلة. بسمته ,ألعابه, شغبه محطات لمحبته .
اه ثم اه أي حزن حل بأم علي’ وابوعلي يسهر بعيدا غافلا عن ماحلّ بأسرته .
وتصرخ ام علي في وجه علي بشدة .
علي ,رح دور وليدي جنيني بدر . رح ولاتجي الا والولد معك تفهم ولا لا , امش.
انت ماتسمع لاتوقف , رح , حرام عليك
واخذت تنادي بأعلى صوتها كالمهبوله في الاستراحة بدر بدرررر .
والآن تهم بالخروج لتبحث بنفسها عن بدر ,وليس عليها حجابها .فتمسكها اختها الكبرى وتقول لها:
تعوذي بالله من الشيطان اذكري الله . حرام اللي تسوينه بنفسس .يبون يلقونه انت تعالي استريحي.
ام علي : شوفي خبزته طايحه بالارض وهذي رضاعته , ياويلي يمكن نايم وهو جوعان , وبدأت تبكي بحرقة , وسقطت من هول ما أصابها ومن حولها يقرأون عليها من آيات الله تعالى.
"اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"
وهنا.. اعتذر لكم فمازال في السطور بقايا حرقة وحرمان وحزن .
اعتذرا لمن فقدت جنينها أياما أوشهورا ولم تجده .
واعتذر لمن لم ترزق بالمولود ذكرا أو أنثى "زينة الحياة الدنيا"
لا تصبرون؟؟! تريدون بقية الاحداث
إن كنتم لاتصبرون؟؟
فمامصير من فقد ابنه ولايعلم ماذايفعل به؟؟ أيصبر ؟
نعم ,يصبر ويحتسب وله أجر:
"إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب"
يتبع غدا,,,ِ

رائع ابو علي عندك قدرة على السرد والقرب من الواقع
كأننا نشوف مسلسل درامي
فعلا هذا مايحصل بالبيوت
ان كانت قصتك واقعية فأنت رجل رائع وام علي أروع اللي استعادت تفكيرها وما طلعت
وان كانت من بنات افكارك فأنت مبدع في التصوير
لكن فيه شي خرج عن الواقع المألوف ما ودي اقوله ابشوف رد الاخوان خاصة رد الاخ مملوح احسه قاعد لك ..
تحياتي ابو علي

ج11
إن اجتماع النساء له طعمه الخاص ,فهمومهن مشتركة , وجلوس المرأة إلى من يعز عليها وفضفضتها لهمومها عادة درجت عليها بعضهن , في جلسات النساء لا بتر للمواضيع , الكل هنا يشارك , ولاأحد يمارس دور الخبير ,فتجد الوقت يمضي لأن الحديث لايمل ولأن الكلام لايكرر, فكرة من هنا وقصة من هناك
وطريقة من أخرى تجارب وقضايا وتهويل وتبسيط . صبغات وخلطات رجيم وماركات لا بل اسهم وعقارات وسياسة واقتصاديات , وتضييع لبعض الصلوات ولهذا يكثر عندهن قول " نسيت أصلي"!!
لذا كثير من النساء اقتربن من بعضهن أكثر من الرجال وحرصن على الدوريات والاجتماعات
لأن البيوت مهما كبرت لاتسمح بأن يخدش كرامتها خادش أو ينتقدها منتقد أو يعبث بها عابث .
ولأن الرجال متحررون والمرأة مقيدة وان خرجت فمعها الأولاد والبنات والخالات والعمات.
الطعام مشكل قهوة وشاي وبيالات و فصفص ومكسرات وورق عنب وفطائر ومقبلات , ثم لاتسأل كيف لايجتمع الولد مع البنات ؟؟ واللباس مشكل ,طويل وقصير وفتحات ومسكرات حياء مرة ووقاحة مرات
بيوتنا ......مناظر طبيعية خالية من معاني الود والمحبة والأنس فلا اجتماع بيننا ولا سهرات .
إلا ماشاء الله. نحن الذين حولناها إلى معارض للأثاث والتحف من جميع البلدان والنتيجة خسارة للوقت والمال بالنقد والشيكات ,وربما تباع بعض البيوت ولم تسكن بعض الغرف والصالات.
أما مجلس مجتمع الشباب فأبرز سماته التحفظ حينا والاستعراض حينا آخر , المواضيع فلسفية , الكل يمارس نفوذه وعنتريته ,والمزاح الثقيل مرة والهدوء الزائد مرات . للرجال برامجهم في قضاء الوقت يأتي التلفاز والورق في الطليعة ومنهم من يجيد السباحة ولعب ألعاب السوني .
طعامهم معدود فلا خيارات أمامهم طالما الرز موجود .
لباسهم مجنوز" جينز"
الآن الكل سيذهب من الاستراحة مغادرا بعد يوم شاق قامت فيه ام علي بالتنسيق واعداد مايلزم لهذه الحفلة التي حرصت فيها على الاجتماع بأهلها وتحملت الكثير من اجل سعادة ابنائها وبناتها ,وهكذا تصنع الامهات الماجدات ,عاشت فترات الفرح والسعادة والأنس بكل الحاضرين وشاركوها الفرحة والابتسامة والتعليق "وسواليف الحريم" المعروفة .
وقفت ام علي تجمع مع شغالتها وبناتها إغراض الحفلة وهي تحاول أن تصبر نفسها إلا إن الدمع يتسابق إلى النزول مع كل ذكرى عطرة للوليد المفقود "بدر" , تتذكره وصورته لاتذهب وكأنها طبعت بحجم كبير
في خيالها . حزمت الأمتعة اتعبها التفكير والتذكر ولا احد يرحمها ويحس بها سوى الله .
علي : يمه , نمشي للبيت , اخاف ابوي يقلق علينا.
ام علي : اصبر شوي , انت بلغت الشرطة عن اخوك يمكن يلقونه؟
وأخذت تبكي , وحق لها البكاء والعويل .
علي : قومي يمه نبلغ بالشرطة ونروح البيت
ام علي : تصرخ مرة اخرى في الاستراحة بدر بدرررر. ثم تأخذ قطعة قماش وتربط رأسها عصابة.
وتخرج وتركب السيارة , ويذهب الجميع للشرطة , حيث قابلهم الضابط وسجل محضرا بالحادثة
ثم خرجوا للبيت , السيارة هي السيارة والوجوة لم تختلف وعاد جميعهم إلا الغالي بدر
ام علي لم تفتر من النحيب والبكاء وبين الفينة والأخرى تطلب من علي البحث
ضاقت بها السبل وانقطعت , ولم يبق سوى طريق واحد مفتوح هو حبل الله وسبيل الحق سبحانه ,مجيب دعوة المضطرين أنيس المنقطعين, من يكشف السوء,من وجده لم يفقد شيئا ومن فقده لم يجد شيئا, رب رحيم رحمن غفور تواب , له مقاليد السموات والأرض, قوله لشي ء كن فيكون , جل ربا وتقدس إلها , رب الأرباب ومسبب الأسباب , من عبده وافتقر إليه شرف وسعد في الدارين.
القائل "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
هل تتخيل في يوم ما لاسمح الله أن تفقد ابنك ,
تخيل أنك فقدته لدقائق معدودة,
هل تملك هذا التخيل ؟؟

أخي ابو علي
سأعتبر نفسي ناقدة أدبية وان كنت كذلك
تحتاج أخي لمزيد من قراءة القصص والكتب الادبية لتصقل تلك الموهبة الادبية لديك
لانك جيد في السرد تتابع الحدث لكن ينقصك الحبكة وهي صقل الحدث والتتابع والتركيزعليه دون التشعب في احداث جانبية لاتعود للقصة بهدف
تحياتي لك

نقد الجميع بدون استثناء محل تقدير

ج12


ام علي في الطريق للبيت وابوعلي عاد للتو من صديقه وبدأ يقرأ
رواية مكتوبة من النت تعالوا نشاهد ماذا يقرأ :
"كان الأخوان عائدين من الجنوب بعد أن شارفت إجازتهما الصيفية على الانتهاء،
كلمنهما قد استقل هو وعائلته سيارته ( السوبربان)،
وبعد أن تناول الجميع طعامالغداء على جانب الطريق
ركب كل منهما سيارته دون أن...

يكلّف نفسه نظرةخاطفة للتأكد من وجود جميع أفراد أسرته،
ولو فقد أحدهم فسيجزم أنه مع أبناءعمًه،

عادت الفتاة ذات العشرين ربيعاً من قضاء حاجتها لتجد المكان خالياًمن أهلها.
كادت أن تجن ويذهب عقلها من هول الصدمة!!
يـــا الله أين ذهبوا؟وماذا أفعل؟ وأين أذهب؟

ظلت تبكي وتصرخ حتى كادت ضلوعها أن تختلف،
وأخيراً قررت أن تتلفع بعباءتها وتمكث بعيدا عن الطريق
ولكن قرب المكانالذي فُقدت فيه، لعل أهلها إن فقدوها أن يعودوا من قريب!!

بعد فترة منالزمن، مرًت سيارة فيها ثلاثة من الشباب،
كانوا عائدين إلى مدينتهم، حين لمحأحدهم سواداً
فقال للسائق: قف؟ قف؟ صيد ثمين!!.
وقفت السيارة وأقترب السائقمن الفتاة، وإذا به يسمع نحيباً

وما إن اقترب منها حتى صرخت الفتاة في وجههصرخة خائف
وقالت: أنا داخلة على الله ثم عليك، أنا فقدت أهلي، وأسألك بالله أنلا يقترب مني أحد.

ظهرت نخوة الشاب التي تربى عليها، فلم تكن هيئته تدل علىتدينه،
ولكنها نخوة المسلم التي لا تخون صاحبها،

قال لها: لا عليك ياأختاه، واعتبري من يقف أمامك أحد محارمك إلا فيما حرًم الله،
قومي ولا تخافيفلا يزال في الدنيا خير،
ولن أتركك حتى تجدي أهلك أو تصلي إلى بيت أهلك سالمة.

اطمأنت الفتاة لكلام الشاب الشهم، وركبت معه وزميلاه السيارة،
وأصبحتترمق الطريق علّها ترى سيارة والدها،
وفي أثناء الطريق أحست بيدٍ تريد لمسها،
فقالت وهي ترتعد من الخوف: ألم تعدني أنك ستحافظ عليّ؟... أين وعدك؟

أوقف السيارة، وبعد أن أخبرته الخبر، أخرج مسدسه ووجهه إليهما
وقال: أقسم بالله لو اشتكت مرة أخرى من أحدكما أن أفرغ المسدس في رأسه !! أليس عندكماحميّة، فتاة منقطعة وفي أمس الحاجة لكما وأنتما تساومانها على عرضها.
مضى فيطريقه وقبيل غروب الشمس رأى سيارة ( سوبربان ) مسرعة،
نظرت الفتاة وكلّها أملأن تكون سيارة أبيها، نعم إنه أبوها وعمها،
صاحت: إنه والدي !!

وقفت السيارة ونزل منها رجل هو أشبه ما يكون برجل فقد عقله وأختلّ شعوره.
نزلت الفتاة وعانقت والدها، وهو يتفحصها كالذي يقول هل حدث لك ما أكره؟؟



ردت الفتاة قائلة: لا عليك يا والدي فقد كنت في يد أمينة ( تشيرإلى السائق )
ووالله إنه لنعم الرجل أما صاحباه فبئس الرجال.

عانق الأبوالدموع تتحادر من وجنتيه ذلك الشاب الشهم،
وقال له: حفظك الله كما حفظت عاري،ثم أخذ عنوانه واسمه،
وطلب منه اللقاء عند الوصول.

وبعد أسابيعاجتمع الجميع بعد أن طلب الأب من الشاب
أن يحضر هو ووالده ومن يعزّ عليه في مناسبة تليق بالحدث.

انفرد والد الفتاة بالشاب، وقال له:
يا بني لقدحفظت ابنتي وهي أجنبية عنك،
وستحفظها وهي زوجة لك، والأمر يعود لكما.

لم تمانع الفتاة أن تسلم نفسها لهذا الشاب الذي حافظ عليها
هي غريبة عنه في أن يكون زوجاً لها على سنّة الله ورسوله،
وكانت المكافأة التي لم يكن ينتظرها الشاب عبارة
عن عمارة سكنية أهداها له والد الفتاة، حيث سكن في شقةمنها وأجّر الباقي.

من يفعل خيرا يحصد خيرا...

وبعدين وش صار كمل الله يرضى عليك تراك حمستنا وقطعتنا الله يسامحك

وصلت ام علي للبيت فتحت الباب ودخلت , ابوعلي منسدح وفاتح الحاسب يتنقل من منتدى لآخر ومن موقع لآخر , لم يكن يعلم أن ابنه بدر لم يرجع مع اهله , وأن هاتفه المغلق ساعد في تأخر الخبر المؤلم اليه , وعندما صعدت ام على أعلى البيت ووجدت ابوعلي قالت على الفور
ابوعلي قم قم بسرعة الولد ضاع ضاع يابوعلي .
ابوعلي : متضايق ومنصدم من هول الفجيعة ,من اللي ضاع ؟؟ وشلون .توس تقولين ؟؟
ام علي : الصغير بدر , اتصلنا عليك جوالك مسكر, وش تبين اسوي انت تخليت عنا ورحت تجلس مع ربعك , خلك مكاني , كل شي على راسي .
ابوعلي : اسمعي مهو هذا وقت المحاسبة الولد ضاع تفهمين ,مشينا اركبي , ولاتدرين اجلسي , انا اروح انت تعبانه توس جايه من الاستراحة
ام علي : رجلي على رجلك . هذا وليدي بابوعلي .
ابوعلي : اجل , مشينا , وبإذن الله مانرجع إلا والولد معنا , اكيد بلغتوا الشرطة .
ام علي : بلغنا وعمموا على الأقسام .
ابوعلي : تذكرين ياام علي اسم الاستراحة ؟؟
ام علي : ليش تسأل ؟؟
ابوعلي : عشان ندور عنده .
ام علي وفر جهدك , اقول لك ماخليت شي ء.
ابوعلي :نحاول عطينا اسمه .
ام علي : اسمه استراحة الأمل
ابوعلي يمشي باتجاه الاستراحة والأمل يحدوه أن يجد الصغير هنا اوهناك فلعل يدا حانية ترعاه اوامرأة تحتويه , وبعد نصف ساعة يصل للاستراحة .
ينزل ويسأل الحارس .
ماشفت ياصديق بيبي ولد صغير قريب هنا ؟؟
الحارس : مافي معلوم .
ابوعلي : متأكد؟؟ طيب خذ جوالي انت حصل سوي اتصال معلوم
الحارس : معلوم ,مرة مرة انا مافي شوف بيبي , لوشوف انا اسوي كول .
ابوعلي يركب السيارة ويخبر ام علي بماجرى
ام علي : مشينا نسأل عنه بالمستشفيات ؟
ابوعلي: وش يوديه هناك ؟؟
ام علي : يمكن احد شافه وقال اوديه هناك .
ابوعلي ماظنيت لكن , ابتصل من البيت على المستشفيات الحكومية اختصر الوقت .
ام علي : ودنا نمر الجريدة ونسوي اعلان عنه وبعدين نمر الحدايق وندور في الأحياء ونوزع صورته.
ابوعلي : الصبح بإذن الله , نامي والصباح رباح .
ام علي : انا انت صاحي وليدي جنيني ضايع وتبين انام !!
ابوعلي : وش اللي بدينا نسويه ولاسويناه
ام علي : صدقت , بس لازم ندعي ربنا الرحمن الرحيم , الله قادر يرجعه لي .
وترفع ام علي يدها للسماء وتدعي بحرقة والدموع تنسكب من عينيها .

الساعة الآن تقترب من الرابعة فجرا , والصغير المفقود يعيش في حضن امرأة منحته كل شيء إلاحنان أمه الأصلي ,صحيح حملته بين يديها وجلبت له كل شيء , ولكن لتصنعه لها ؛لأن الله كتب عليها العقم .. لحكمة لايعلمها الا هو .
أذن المؤذن لصلاة الفجر
ام علي تغفو من شدة التعب وتقوم مثل المفزوعة
زوجة سعد تغط في سبات عميق .
ابوعلي يقوم ليصلي صلاة الفجر .
سعد يسمع صوت الاقامة ويقوم متثاقلا .
وبعد الصلاة تتوالى الأحداث ونقترب من ميعاد الفرحة الكبرى
موعد لقاء الأحبة او لنقل اجتماع الحبيبين بدر وأمه
التي صارعت وتحملت فقده , ودموعها سالت وقلبها يخفق ولايزال .
فرحة الام بالابناء اذا غابوا عنها دائما اقوى من الرجل فكيف بمن ضاع وليدها وهو معها .
ستلوم نفسها وسيلومها من حولها لماذا لم تحافظ عليه .

لكن الله حفظ الوليد من ان يغرق في مسبح اويسقط في حفرة اويفترسه حيوان اويخطفه بشر
حفظه من كل سوء بل وسخر له من يقوم بالعناية به اشد العناية .
لكن كيف يمكن لهذه المرأة ان تجد مكانه لتسير اليه , حتى لوكان بعيدا؟

لو وجدته ستحمله وتقبله لن تسمح له ان يتركها ابدا ولن تستطيع قوة على وجه الأرض ان تحرمها منه , ستغسله وتلبسه وتطيبه وتسهر معه ثم تسأله أين كان ؟ ستلومه ثم تقبله مرات ومرات .

هل نحن نحب ابناءنا مثل حب ام علي لابنها بدرا؟؟

يتبع غدا,,,