جمعية الفقراء : نموذج للمسؤولية الواعية
د. هاشم عبده هاشم
@@ أعجبتني كثيراً فكرة إنشاء أول (جمعية حرفية لتأهيل الفقراء في المملكة) لما تمثله من لفتة ذكية لمشكلة حقيقية تواجهها الطبقة المسحوقة... ويعاني منها الفقراء الموجودون بيننا في المدن قبل القرى..
@@ ذلك أن معظم أفراد هذه الفئة من المواطنين شباباً وشابات لا يملكون (قوت يومهم) فكيف يستطيعون توفير تكاليف التدريب بهدف رفع كفاءتهم وتحسين مستوى جاهزيتهم للتقدم لشغل وظائف بسيطة ولكنها تتطلب خبرة معينة.. أو مهارة محددة..؟
@@ ومن باب أولى ألا يتمكن هؤلاء الشباب والشابات من الحصول على فرص استثمارية مهما كانت متواضعة نظراً لاستحالة توفر رأس المال المطلوب لاقامة تلك المشروعات المتواضعة.. حتى يتمكنوا من الإنفاق على مراحل تأسيس المشروع الواحد وتشغيله والإنفاق عليه وتحقيق المردود المأمول من ورائه بعد ذلك..
@@ ولمن لم يتابع فكرة قيام هذه الجمعية، أقول إنها "تُعنى بتدريب وتأهيل الفقراء وتوفير مواقع للبيع لهم على مستوى المملكة".
@@ وبمعنى آخر.. فإن فكرة الجمعية تتلخص في (التدريب المنتهي بمشروع) وتسعى إلى مساعدة متوسطي ومحدودي ومعدومي الدخل والعاطلين عن العمل وذوي الاحتياجات الخاصة على إيجاد مورد مالي لهم.. وذلك من خلال تدريبهم على امتلاك حرفة وتوفير مواقع مؤقتة ودائمة للبيع بدءاً باستثمار الأراضي البور بمساعدة أصحابها وكذلك بمساعدة أمانة المدينة التي يوجدون بها.
إن الحرف المستخدمة - منذ البداية هي: أعمال الألمنيوم.. والبرمجة.. وشؤون الحاسوب.. وأعمال الديكور.. والدعاية والإعلان وصناعة الهدايا ومتطلبات الأفراح والمناسبات وأعمال الخشب والزجاج والسيراميك والحدادة والنجارة والبلاط والدهانات والخياطة والتطريز والبهارات والتوابل والحلويات والموالح والخبز والتجميل وتصفيف الشعر وتنسيق الزهور وتكوين الفخار وصناعة البخور والعطور وشباك الصيد والتشكيلات الجبسية والخط والصياغة والفنون التشكيلية وغيرها.. كما صرح بذلك لجريدة الوطن أحد أعضاء الجمعية الجديدة الدكتور أحمد هاشم مؤخراً..
@@ وسبب إعجابي بالفكرة.. ليس لأنها تجسيد حقيقي لخط جديد من التفكير الحضاري والإنساني في أوضاع فئات مستحقة من أبنائنا وبناتنا.. فحسب، وإنما لأنها عبرت بذلك عن نمط راق من تحمل المسؤولية بصورة عملية، وذلك بتلمس حاجات حقيقية وملموسة لأعداد كبيرة ومتزايدة من الشباب والشابات الذين لا يفكر فيهم احد.. ولا يوليهم أي منا اهتماماً كافياً في ظل الأولويات الساعية إلى معالجة المشاكل والأزمات الكبرى التي يعاني المجتمع منها...
@@ ولذلك فإن من فكروا.. وخططوا.. ونفذوا الفكرة يستحقون الشكر والتقدير والمؤازرة..
@@ لكن ترجمة هذا الشكر وذلك التقدير وتلك المؤازرة لا بد وأن تكون عملية ومن خلال عدة مصادر نذكر منها:
@@ أولاً: وضع ميزانية خاصة توفرها الدولة من الاعتمادات المخصصة لوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العمل.. وكذلك من فوائض الميزانية والدخل العام.. لمدة لا تقل عن (5) سنوات حتى تتمكن الجمعية من وضع البنية الأساسية للمشروعات المحورية والأساسية وتبدأ في جني المردود المطلوب.
@@
ثانياً: صندوق المئوية.. وهو القائم أساساً على فكرة خلاقة مماثلة هدفها تحريك دوافع العمل وتشجيعه بين الشباب وتهيئة فرص وظيفية وأعمال منتجة لهم..
@@ ثالثاً: مساهمات الشركات الوطنية الكبرى وفي مقدمتها شركة أرامكو.. وشركة سابك.. وكذلك البنوك والشركات والمؤسسات الأهلية الاخرى..
@@ رابعاً: المؤسسة العامة للتقاعد ومؤسسة التأمينات الاجتماعية ومصلحة الزكاة والدخل وبقية الصناديق والمؤسسات الاخرى التي تحقق دخولاً طائلة ولا يستفيد منها العمال والموظفون بدرجة كافية.
@@ خامساً: الغرف التجارية.. وكبار رجال المال والأعمال.. وتجار الأراضي والعقارات وغيرهم من أهل الخير والعطاء، وما أكثرهم في بلادنا..
@@ ذلك أن مشروعاً حيوياً كهذا.. يجب أن تتكاتف لدعمه كل الجهود.. وتوظف كل الامكانات والطاقات.. لإنجاحه بشتى الوسائل..
@@ غير أن تولي سمو أمير منطقة مكة المكرمة مهمة الإشراف المباشر على هذه الجمعية الوليدة كفيل بأن يدفع بها أماماً.. ويحولها إلى مشروع ضخم.. ينسجم تماماً مع توجهات سموه.. وتطلعاته.. وطموحاته لتغيير صورة الحياة في المنطقة.. وإطلاق هذا النموذج وتعميمه على سائر مناطق المملكة الاخرى..
@@@
ضمير مستر
@@(الأفكار والمبادرات الكبرى.. تبدأ صغيرة.. وتكبر.. كلما توفرت العزيمة.. وصدق الإرادة.. وسلامة التوجه).
المصدر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
خبر رائع
اخيرا بدأ التوجه الصحيح لدمج الفقراء بالمجتمع
وتحويلهم الى منتجين بعد ان كانوا عقبه على انفسهم وعلى مجتمعاتهم
وعقبال ما نشوف عتاولة الاقتصاد يسلكون طريق خدمة المجتمع