هاشم عبده هاشم
@@ بالرغم من كل ما بذل ويبذل لتجسير الفجوة بين وزارة العمل وبين رجال المال والأعمال لمواجهة البطالة بين السعوديين إلا أن المشكلة تبدو أكبر بكثير من كل "التفاهمات" التي تمت حتى الآن..
@@ فالوزارة تتخذ قرارات.. لا تعجب كثير منها أرباب العمل ومؤسساته وشركاته..
@@ وأصحاب العمل على اختلاف أنشطتهم وتفاوت مواقفهم.. يتصرفون بصورة تزعج الوزارة كثيراً..
@@ ومعدلات البطالة ولا سيما بين خريجي الجامعات وخريجاتها تتزايد عاماً بعد عام بالرغم من تأكيدات الوزارة على أن تلك المعدلات تشهد انخفاضاً جيداً..
@@ وما صرح به الوزير الدكتور غازي القصيبي ونشر يوم الثلاثاء الماضي بان معدل البطالة قد انخفض إلى 9.8من شهر صفر الماضي مقارنة ب(11.2%) في شعبان 1424ه، هو محل نظر الكثيرين من متابعي أحوال سوق العمل.. وطالبيه أيضاً..
@@ وقد لفت نظري - في التغطية الصحفية التي نشرتها صحيفة الوطن - استمرار وتصاعد شكوى نائب وزير العمل الدكتور عبدالواحد الحميد من بعض أصحاب العمل..
@@ وبصورة أكثر تحديداً.. فإن الدكتور الحميد يشكومن مسألتين هما:
1- إسناد المشروع لمقاول آخر بالباطن يقوم بطلب تأشيرات مكررة على نفس المشروع بعد أن تكون الوزارة قد منحت المقاول الأساسي ما يحتاج إليه من تأشيرات تمكنه من تنفيذ المشروع..
2- إصرار رجال الأعمال على استقدام عمالة من جنسية محددة.
وهو ما يخلق - كما يقول الدكتور الحميد - مشاكل في حال انسحبت هذه العمالة من السوق لأي سبب.
@@ هاتان المسألتان وسواهما وإن أعاقت المضي في سياسة السعودة.. وقللت من فرص حصول المستحقين على وظائف في الشركات والمؤسسات الأهلية.. إلا أنها لا تبدو مستحيلة الحل..في ظل تطارح البدائل والحلول الممكنة..
@@ غير أن المشكلة الأكبر والأخطر التي تقض مضاجع الكثيرين..وتؤذن بمضاعفة معدلات البطالة بين الخريجين والمؤهلين والتي تتطلب من الوزارة وغيرها من الوزارات المعنية وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي، جهداً عالياً وتخطيطاً سليماً ومبتكراً هي: مصير هذا الكم الهائل من المبتعثين للخارج في اطار برنامج خادم الحرمين الشريفين الأخير..
@@ فإلى أين سيتجه هؤلاء بعد تخرجهم.. وحصولهم على شهادات البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه.. ولم يتم ابتعاثهم لحساب جامعة.. أو وزارة.. أو مصلحة.. أو جهة بعينها؟
@@ هذا العدد الهائل من الخريجين المتوقع عودتهم بعد (5) أو (7) سنوات أين سيتجهون؟!
@@ إن سعادتي البالغة لفتح باب الابتعاث على مصراعيه إلى أكثر دول العالم.. في أوروبا والأمريكتين ودول شرق آسيا واستراليا وسواها.. تكاد تختنق بفعل تزايد المخاوف لديّ من احتمال أن يتحول أكثر هؤلاء إلى (بطالة جديدة)..
@@ صحيح أن لدينا مدناً اقتصادية ضخمة.. وكلها تتطلب كفاءات عالية ومهارات متميزة..
@@ وصحيح أن هناك نمواً متزايداً في البلد وان هذا النمو يتطلب مستويات رفيعة من العلم والتأهيل والتدريب..
@@ لكن الأكثر صحة هو كما نعرف.. أن الجامعات الجديدة لها بعثاتها الخاصة بها.. وان تلك البعثات تتم في إطار برامج (الإعادة) ووظائفها المعتمدة سلفاً..
@@ كما أن المدن الاقتصادية لها خططها وبرامجها وبعثاتها المخصصة والمدروسة والمحددة..
@@ وفي نفس الوقت فإن جميع المشاريع والمؤسسات والبرامج التوسعية لا تبدو مستعدة لاستقبال عمالة لم تشارك في صنعها.. أو إعدادها.. بما يلبي احتياجاتها وتتوافق مع خططها وبرامجها..
@@ أقصد من هذا الكلام..
@@ أن على وزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية التعاون مع أجهزة الدولة المختلفة لتوجيه اهتمامها الأكبر.. أو على الأقل المتوازي مع اهتماماتها بأوضاع سوق العمل الحالية.. وبما هو قادم.. وبمخرجات ذلك البرنامج الضخم، إذ من المتوقع أن يصبح لدينا أكثر من (50.000) خريج بدرجات عالية وليس لهم وظائف محددة..
@@ وكم أتمنى أن أكون مخطئاً في هواجسي هذه... وأن اطلع على خطة مشتركة أعدت سلفاً لاستيعاب مخرجات هذا البرنامج بتلقائية وبسهولة.. وبقدرة فائقة على استثمار خبراتهم ومؤهلاتهم العالية قبل أن يتحولوا إلى عبء جديد على الاقتصاد وكارثة ضخمة على المجتمع لا سمح الله.
@@@
ضمير مستتر @@ (المستقبل لا تصنعه الأحلام والطموحات فقط.. وإنما يصنعه ويعززه التخطيط السليم.. والرؤية العلمية الواضحة).
...
تعجبني بعض كتابات هذا الرجل