في محاضرة بدار اليوم حول أثر الاقتصاد العالمي على المحلي
التويجري: السوق السعودية مقبلة على طفرة مختلفة عن عام 1970
عمر الكندي - الدمام
أقيمت في دار «اليوم» للإعلام أمس الأول السبت محاضرة بعنوان «الاقتصاد العالمي وأثره على الاقتصاد المحلي» ألقاها الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، عميد كلية الإدارة الصناعية سابقا بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن, التي شهدت حضورا كبيرا من رجال أعمال ومهتمين بالاقتصاد وأستاذة جامعيين وطلاب.
أسئلة في الاقتصاد
في البدء قدم الأستاذ صالح الحميدان مدير عام دار «اليوم» للإعلام نبذة مختصرة عن الدكتور والمناصب التي تقلدها والأدوار الوطنية التي لعبها الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري , ثم بدأ المحاضر بمقدمة تطرق فيها إلى أن النظام الاقتصادي الإسلامي هو النموذج الذي يجب أن يحتذى ويطبق لأن فيه خلاص البشرية من المشكلات ولأنه يقوم على أسس ربانية واضحة تراعي جانب الحق والعدل , ثم قام بطرح أهم الأسئلة التي تهم الاقتصاد المحلي والعالمي مثل : هل المشكلة الاقتصادية وليدة اللحظة أم أنها قديمة؟ وهل نحن في كساد أم انتعاش؟ وهل يؤثر الاقتصاد الأمريكي على الاقتصاد العالمي؟ وما الحقائق الثابتة في الاقتصاد العالمي؟ وما المتغيرات ؟ وما فائدة ربط الريال بالدولار؟ وما ماهية المخاطر المترتبة على فك الارتباط ؟ كما تطرق إلى أهم المؤشرات في الاقتصاد العالمي والمحلي وأبرز معالم السياسة النقدية.
وذكر أن تاريخ 14مارس 2008م يوم مهم في الاقتصاد العالمي حيث تخلت أمريكا عن أهم مبادئ السوق الحر، حيث قامت بإنقاذ بعض البنوك الخاسرة وهو المبدأ الذي ما فتئت تنادي به أمريكا وتخالفه حسب كلام المحاضر , كما ذكر أن الدين أهم مشاكل الاقتصاد العالمي والامريكي على وجه الخصوص الذي تعانيه أمريكا الآن.
التأثير الأمريكي على الاقتصاد
وحول تأثير الاقتصاد الأمريكي على الاقتصاد العالمي قال : انه لم تعد أمريكا تؤثر على الاقتصاد العالمي لكن في المقابل فإن نظامها المالي مازال مؤثرا بشكل كبير , ثم تطرق إلى النقاط الضعيفة المبذورة في ثقافة وول ستريت مثل المخاطرة في التجارة ومستويات الدين العالية والنسب الكبيرة من الأرباح التي تذهب للمديرين عندما يسقط السوق والقدرة على زيادة العوائد المالية من خلال القروض.
ثم تطرق لأهم الحقائق الثابتة في الاقتصاد العالمي، وذكر أن الصين تسهم فيه بنسبة 5بالمائة من الناتج العالمي فيما تسهم آسيا بنسبة 24بالمائة من الناتج العالمي , وأوروبا تسهم بنسبة 23بالمائة . أما أمريكا وحدها فتسهم بنسبة 28بالمائة من الناتج العالمي.
مؤشرات ونسب
وعن مؤشرات الاقتصاد العالمي ذكر أن الاقتصاد الصيني ينمو بنسبة 10بالمائة سنوياً ، وأكد على أن الاقتصادات الصاعدة ستسهم بحدود 5 بالمائة بسبب نشاطها المتزايد. وأضاف أن دور الولايات المتحدة الأمريكية سيتراجع كمستورد رئيس في العالم، حيث بلغت نسبة الواردات منذ عام 2000م 14بالمائة وتجاوز العجز التجاري الأمريكي 800 مليار دولار، فيما بلغ الدين الأمريكي حوالي تسعة تريليونات دولار، كما أن معدل الدين فيها يرتفع بأكثر من ارتفاع الإنتاج بأربعة أضعاف حيث إن مقابل كل 2 دولار دين لا تحقق أكثر من 25 سنتاً جديدا من الثروة.
أسباب التضخم
وعن أسباب التضخم شرح أن أسبابه عالمية ومترابطة، حيث إن الاقتصاد العالمي يؤثر سلبا أو إيجاباً على الاقتصاد المحلي وأن مواجهته تتم عن طريق الموازنة بين العرض والطلب من حيث تحسين مناخ الاستثمار، وعن أهم مقومات السياسة النقدية ذكر أن ثبات العملة من أهم عوامل الاستقرار في السوق النقدي، لذا فإن الهدف من ربط الريال بالدولار هو عدم تأرجح سعر صرف الريال
حسب كلامه.
تحذير ونقاش
ثم فتح باب الحوار والنقاش الذي أداره الأستاذ صالح الحميدان الذي تطرق فيه الحضور إلى سياسة ربط الريال بالدولار ومستقبل السوق السعودي في ظل التذبذب العالمي والمصرفية الإسلامية وموقع المملكة فيهما والصعود الصيني وتأثيره في الاقتصاد العالمي وقد رد د المحاضر بشكل مسهب أرضى الحاضرين , واختتم الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري محاضرته باستشراف المستقبل، حيث ذكر أن السوق السعودية مقبلة على طفرة لكنها تختلف عن طفرة 1970م، حيث إن التنافس في السوق ليس كما السابق. فكثير من الدول المجاورة أصبحت مستقطبة لرؤوس الأموال وعندها بيئة استثمارية واعدة الأمر الذي لم يكن في الطفرة الأولى، وحذر كثيرا من الوقوع في شراك مستثمرين دخلاء على السوق ليس لهم هدف إلا انتشال أموال الناس الذين أغرقوا السوق الأمريكية بمثل هكذا مشكلات والذي يستدعي الحيطة والحذر من الانخداع بالشعارات والإعلانات والاستثمار في المكان الصحيح . وفي ختام المحاضرة تم تكريم الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري بدرع سلمها له المدير العام لدار اليوم الأستاذ صالح الحميدان.
يذكر أن دار «اليوم» تقيم محاضرات دورية وبرامج تدريبية في إطار خدمة المجتمع وإسهاما منها في رفع الوعي لخدمة الناس والوطن.
http://www.alyaum.com/issue/article....9&I=577883&G=1