موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-03-2008, 10:54 AM   #1
محاربة الغلاء
مقاطع نشيط

 
رقـم العضويــة: 8189
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشـــاركـات: 222

Arrow العسكري والمجتمع

العسكرية كلمة مرتبطة بالسلطة التنفيذية سواء لحكم قضائي ينفذه العسكري المختص .. أو إيقاف مصيبة من الشروع في خطواتها في ضبط إداري قد يكون متميزا لمنع الجريمة .. أو غافلا عن ما يجري هناك وعندها يفوت الأوان فيبحثون عن المطلوبين للقانون والشريعة .. تلك الظواهر التي يدركها عامة الناس دون أن يخوضوا في تفاصيل الخدمة العسكرية للمجتمع ومهامها .. ومدى إمكانية استفادة الفرد استفادة حقيقة من العسكري من انطلاقة معرفة الواجبات العسكرية اتجاه الأفراد.. وأيضا واجبات أفراد المجتمع تجاه العسكري .. فتكتمل حلقة الأمن التي لا يستطيع العسكري أن يحتويها كلها مهما كان عدد الأفراد والصلاحيات ومن يرأسهم .. ناهيك أن العسكري إنسان مثل الآخرين يخطئ إذا ما انطلق من الزاوية المظلمة في استغلال ( الزي ) الذي يلبسه أو حاجة الآخرين لخدماته وخاصة الجاهلين من أفراد المجتمع الذين يعتقدون أن خدمات العسكري هي امتنان على الفرد .. ورحمة إنسانية منفردة يقوم بها العسكري .. دون أن يدركوا الواجبات الثقيلة التي يقوم بها العسكري خادما أمينا حريصا على حماية الآخرين .. وتكون خدماته مشروطة أن يكون الفرد عضوا صالحا في المجتمع .. متجنبا الإجرام أو ما يسبق التخطيط له أو مساعدة الآخرين.. وغير متجاهل للأمور الشرعية والقانونية سواء في الأرواح أو الممتلكات .. وأيضا في انتهاك حقوق الغير وما يترب على المخالفات بأنواعها حتى تصل إلى إزهاق الأرواح البريئة لأسباب إجرامية أمام متطلبات مادية أو جهالة فكرية .
العسكري أو الجندي تجده في تاريخ الزمان وحاضره قد ورد في القرآن الكريم عندما كان النبي سليمان عليه السلام يضع الضوابط المحددة لمختلف الجنود سواء البشرية أوغيرها من الجنود مثلما كان الهدهد جنديا .. وقد كان الجندي يخاف من تصرفاته الخاطئة حينما يتضرر منها الفرد.. فيشتكي المتضرر للنبي سليمان عليه السلام .. فيلقى الجندي وقائده العقوبة الرادعة .. وكيف تلك العقوبة وقد جاءت من نبي .. فتكون معنوياتها أكبر من الماديات الملموسة في العقوبة .. هكذا تنطلق كلمة العسكرية لتصل إلى مضمار الحرب عندما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأمر من الله يضع قوانين الجهاد ..وأختار النبي القائد بعيدا عن المحسوبية معتمدا على ما يراه عليه أفضل الصلاة .. وكان الصحابة من السامعين الطائعين للنبي الذي نقل الرسالة المحمدية وقد اشتملت في القرآن على مجمل الحياة التي عاشها الصحابة حينذاك .. ونعيشها اليوم ومن يأتي حتى يرث الله الأرض ومن عليها في اكتشافات يومية يفرح بها العلماء والخبراء .. وتلك في محتويات كتابنا الكريم يوضحها الراسخون في العلم بعد وقوعها تأكيدا أن الكتاب ما فرّط في شيء .
مضى زمن ليس ببعيد عندما كان العسكري مترئسا العسس أو الحارس الليلي في مداخل الحارات وفي الطرقات .. وقد حمل معه الصفارة التي كانت تحميه من المجرمين وكأنه يقول أنا هنا وفي الوقت نفسه كان يستخدمها الرئيس من مكان بعيد .. ليتأكد أن رجل العسس لم ينم في ليله.. وما عرف رئيس العسس أن حارس الليل قد توكل على المولى ونام ليصحوا ويطلق الصفارة تأكديا فرديا انه لم ينم في ظلمات الليل وبرده القارس ..أو قسوة الصيف الشديد ليلا فهبت نسمة جاءت بنوم سريع .
وجاء العسكري الحالي تسبقه الهيّبة من أفراد المجتمع لأسباب متعددة ومختلفة من فرد لآخر سواء بما يميّز العسكري من اللبس .. أو تفكير بعض المجتمع انه البطل الذي يواجه المجرمين والحرامية .. وأيضا لهيبة السجن واعتقاد البعض أن العسكري يمكن أن يرمي ما يريد في السجن دون مساءلة .. إضافة إلى قلة الأفراد العسكرية في الطرقات قد لفتت الانتباه فأصبح العسكري مشهورا عن الآخرين .. أما السبب الرئيسي لهذه الهيبة المفرطة من بعض أسوياء المجتمع .. سببه الجهل في عدم معرفة واجبات العسكري خادم المجتمع الأمين الذي يدرك واجباته وأراد أن يتبعها منفذا ..غير أن بعضا من الأفراد صنعوا الهالة والوجاهة بصورة المبالغة .. فأصبح البعض متسلطا ومستغلا هذا الخوف بالخفاء تارة .. وأخرى أمام المجتمع إذا ما وجد من يحميه لمصالح مشتركة .. أو عوامل أسرية واجتماعية وعادات وتقاليد لا تؤمن بالضوابط العسكرية عندما لا تجد من يدرك حقوقه .. ويعرف أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين حتى في شرع القانون ومن يقوم عليه في التنفيذ
وبدأ العسكري مستمرا بولائه للأوامر في طاعة رؤسائه ليس حبا بل طبيعة الوظيفة تستدعي أن يكون حاضرا ملبيا منفذا التعليمات دون مناقشة .. قاتلا رغباته الخاصة أو ما يفكر به دون أن يكون له الحق في إعطاء مرئيات لا تتفق مع متطلبات قائده مهما كان القائد جاهلا أو ظالما أو متحيزا لفرد دون الآخر .. تلك تعليمات عسكرية عمياء يقوم بها مثل الآلة التي تعمل بلا انقطاع حتى يتعب المشغّل فيقفلها طلبا للراحة .. وعندها يرتاح العسكري من راحة القائد الذي طال به الوقت بالعمل .. لأن العسكري جاء مبكرا بينما القائد حضرا متأخرا .. وبدأ العمل بعد وجبة الإفطار وما يترتب عليها من المتعة استعدادا للعمل مع الآلات البشرية .
لا يوجد من يؤكد أن العسكرية بأنواعها المختلفة كلها لا تأكل أو تشرب .. كما أنها لاتفكر ولا يوجد لها متطلبات خاصة .. وأيضا لا تهوى أو تحب وتكره وأن بعضها له من الميول الفكري والنفسي الإجرامي .. وغير ذلك من الأمور العديدة التي تظهر بعدما كانت مندسة في أعصاب التربية الأسرية والاجتماعية ومحيط البيئة التي نشأ به الفرد قبل أن يكون عسكريا ليقوم بتنفيذ متطلبات محددة الغرض .. منها الحفاظ على الآخرين بكل المعاني والمقاييس .. وكم من القادة العسكريين الذي طغوا في مواقعهم سواء بالقتل الجماعي أو الظلم والفساد واستغلال السلطة بطريقة تعدى بها على حقوق الآخرين.. معتقدا أن هيبته التي سبقت قدومه هي الغطاء الواقي في استمراره لهذا التسلط وظلم الآخرين .. وكم قائد رغب أن يكون هتلرا في جولاته وصولاته وكانت نفحات المولى في رفع الظلم عن المظلومين .. وكم كانت الفرحة تُملي قلب العسكري عندما توهم انه صاحب المصداقية فيما يقول ويفعل طالما كان مرتديا هذا الزي المتميز.. حتى باتت الأهواء الفردية تنطلق باستغلال هذه المصداقية الكاذبة .. فانتشرت بعض المواقف التي لا تتفق مع الحقوق الفردية للمجتمع أن يتجرأ أحد بالتشكك بمصداقية العسكري على مدرا الساعة .. فبات المجتمع كله كاذبا مخادعا أمام العسكري الذي له من المتطلبات والأهواء والأماني والرغبات ما يتربص بها من الغير .. منطلقا من ثقافته الفردية الأسرية والإجتماعية المحدودة التي عاش بها مع الصحبة .. وأيضا ممن يرأسه والذي كان من المفترض أن يعيد غرس القيّم العسكرية التي تخدم المجتمع والعسكري معا .. أسوة بالقائد الذي يكون قدوة جيدة لهؤلاء فهو صاحب السلطة في موقعه .
هكذا نشأت محاكم عسكرية تتقصى الحقائق بعد أن أدرك المتعقلون أن السلطة المطلقة للعسكري هي حرب باردة تؤدي إلى الانفجار في لحظة لا يتوقعها العسكري من شريحة قد أدركت انه لافرق بين الموت وحياة الذل من الأفراد .. وهكذا بدأت الضوابط العسكرية في تراجع من العسكري ليعود محافظا على متطلبات الأداء في الحفاظ على المواطن الصالح في مجتمعه .. وقد رحل الرعب من الأفراد بعد أن عرف الجميع أن العسكري حارس أمين تتمثل به سلطة الدولة في حدود لها إطار لا يخرج عنه باجتهاد أو أهواء .. ولكنه إنسان قد يميل مع هذا ويظلم الآخر.. وسريعا ما يتراجع عندما يدرك أن أفراد المجتمع تبحث عن حقوقها .. فيتذكر المحكمة العسكرية التي لا مفر منها وخاصة أن العاملين عليها أوفياء .. وأيضا بشر لهم من الأهواء مثل الآخرين .. ولكنهم تمكنوا من جمح هذه الأهواء لاكتفائهم المعنوي لما يتمتعون به من ثقة كبيرة يحافظون عليها .. مدركين أن أخطاءهم ينتظرها موتهم داخل المجتمع ليكون أصحابها أشباحا تسير وتتمنى الموت الذي قد يتأخر إلى حين .. فتتعذب النفس طويلا في ذكريات ظلمها أمام موقع الحق .. ويكفي انه اسم وصفه المولى رب الأرباب وأيضا رب العسكري المهاب .. تلك العسكرية وافرادها .. ويبقى المقياس على جهات عديدة قد يطول حال الفرد معها .. وتبقى قضيته في دائرة الظلم .. عندها تنفجر نفسه رغما عن إرادة الآخرين .. وكم من جهات باتت أكثر هيبة وخوفا وتخوفا وتخويفا من العسكري الذي اصبح حاله مقبولا .. وشتان بين عسكري يمكن أن تجد من يحاسبه .. وبين جهة اخرى تقف امامها عاجزا ومكتوف الأيادي واللسان وقد تسأل نفسك عندها هل أنت هناك إنسان ؟؟

منقول
محاربة الغلاء غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:54 PM.