لاحول ولاقوة الابالله..
اسعار الكلي تتراوح بين 20 و40 الف جنيه ومئات العمليات غير القانونية تجري سنويا
تقرير: زرع الاعضاء البشرية اصبح تجارة رائجة في مصر مع اشتداد الأزمة الاقتصادية
15/03/2008
لندن ـ القدس العربي : يعرف المصريون والمشاهدون العرب معهم من الافلام السينمائية القليل عن التجارة الرابحة في الاعضاء البشرية، ولكنهم لا يعرفون كيف تدفع الحاجة او الجشع وحلم التخلص من الفقر وشراء شقة وسيارة وتقليد اصحاب المال في بلادهم لممارسة التجارة كمهنة شريفة واستغلال آلام الاخرين وحاجتهم.
واذا اخذنا بعين الاعتبار نسب الفقر وارتفاع مستوي المعيشة في معظم البلاد العربية بما فيها الدول النفطية فان مشهد تجارة الاعضاء البشرية يبدو مثيرا للتحقيق خاصة ان الحصول او بيع جزء من الجسد قد يجلب الكثير من الاموال والارباح التي تعادل ربح الموظف العادي في سنين طويلة.
صحيفة لوس انجليس تايمز التقت سائق حافلة سابقا في القاهرة والذي وجد ان عمله كسمسار اعضاء بشرية يعطيه ارباحا كثيرة تظهر في الاسورة الذهبية التي تلمع في يده، ويقوم السمسار بالتوسط من اجل توفير الاعضاء للمحتاجين والتوسط لمن يريدون بيع اجزاء من جسدهم.
وطريق السمسار بدأت عندما احتاج ولده المصاب بمرض السرطان لعملية تكلف خمسة الاف دولار. ولان كل تحويشة العمر لم تكن كافية لتأمين تكلفة العملية، فقد استمع لنصيحة احدهم عندما همس في اذنه ان بامكانه توفير المبلغ لو باع جزءا من كبده، ومع انه حصل علي المبلغ الا ان ابنه مات تحت العملية.
ولكن العملية التي تعرض لها فتحت عينيه امام حقيقة جديدة اذ انه قرر التخلي عن مهنة قيادة الحافلات والتفرغ لتجارة الاعضاء البشرية حيث قام باول عملية ناجحة لبيع عضو بشري قبل اربعة اشهر وعادت عليه بتسعة آلاف دولار.
ويتحدث السمسار عن طبيعة الزبائن الذين يلقاهم ويقول ان العديد منهم لا يعاني وضعا حرجا ويمكن التغلب علي العوز بطريقة او باخري الا ان ما يدفعهم لهذا هو طمعهم بالحصول مقابل بيع جزء من جسدهم علي مال يمكنهم من شراء شقة او سيارة.
ويقول انه دائما يحاول نصح زبائنه بالصبر الا انهم لا يعرفون معني الصبر في ظروف المعيشة الصعبة وطوابير الواقفين امام المخابز، فيما ارتفعت اسعار السلع الغذائية بنسب تصل الي 9% وتسارعت معدلات التضخم بدرجات كبيرة.
وبديهي ان تجارة الاعضاء البشرية ليست حكرا علي مصر بل تنتشر في انحاء مختلفة من العالم، وهناك قصص مماثلة في الهند حيث يتعرض ابناء القري الفقيرة لاستغلال من عصابات الاعضاء البشرية، وفي الصين سجلت حالات اخري كما ان دول اوروبا الشرقية وجمهوريات في الاتحاد السوفييتي السابق شهدت حوادث مشابهة.
وتشير الصحيفة الي ان الفلبين تعرض رحلات لما يعرف بسياحة الاعضاء البشرية، حيث يتم ترتيب رحلات للراغبين ببيع اعضائهم البشرية لمرضي اغنياء. وفي الغالب ينتهي المتبرعون اما مرضي ام موتي بعد عملية التبرع.
وفي مصر تقول الصحيفة ان جهات صحية تقدر عدد عمليات زرع الكلي غير القانونية التي تتم كل عام بـ500 فيما يقدرها خبراء قانون باكثر من هذا. وفي الغالب يتواجد سماسرة الاعضاء البشرية في المقاهي قرب العيادات والمعامل الطبية، يشربون الشاي ويدخنون وهواتفهم ترن بدون توقف.
وتقول الصحيفة ان المحتاجين لعمليات زرع من السهل تحديدهم من صور الاشعة التي يحملونها وفحوص الدم، بعضهم يأتي من الصعيد وجيوبهم مليئة بالنقود التي اقترضوها ويأملون بالحصول علي كلي من اجل ان يقوم طبيب ياباني بزرعها والذي يحضر لمصر مرة كل شهر.
ويعرف الاطباء كيف يوجهون مرضاهم لاماكن التسوق من اجل الاعضاء البشرية، ويقول شخص ان الكلي تكلف ما بين 20 ـ 40 الف جنيه مصري وهو لا يملك الا 30 الف جنيه مصري، ويقول انه يحاول تخفيض السعر مع السمسار دون جدوي.
وهناك قصة شقيقين انتقلا من الصعيد وفتحا محلا لبيع الهواتف النقالة الا ان شريكها خدعهما واخذ كل المال ليتركهما بدين كبير، ولانه لم يكن امامهما الا امران دخول السجن او البحث عن حل آخر مثل بيع جزء من جسدهما، وعندما حاولا البحث عن اعلانات وجدا ان ثمن الكلي يصل الي 20 الف جنيه ولكنهما وجدا ان سعر جزء من الكبد يصل الي 40 الف جنيه مصري.
ويقول احدهما انه لو شفي من العملية فسيغادر مصر دون رجعة لكي يمحو العار الذي اصابه من خلال الشريك المحتال واضطراره لبيع جزء من جسده.
ويحاول برلمانيون اصدار قانون يحظر الاتجار بالاعضاء البشرية ويقولون ان هذه الممارسة اسوأ من الرقيق مشيرين الي انهم لا يريدون ان يتحول الفقراء لقطع غيار للاغنياء. في الوقت نفسه يدافع تجار الاعضاء عن تجارتهم ويقول احدهم ان شيخا حلل له العمل وقال انه لا ينتهك التعاليم الاسلامية طالما لم يفاوض حول السعر.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...ية&storytitlec=