01-03-2008, 03:09 PM
|
#1
|
مشرف
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668
|
من المستفيد من ارتفاع سعر البترول ؟
ملاحظة: هذا المقال من باب الشفافية وقول الحق ولا شيء غير الحق ..
كان البترول بأقل من 8 دولار بالستينات الميلادية الثمانينات الهجرية وكانت حياة المواطن مستقرة وعشنا بأحسن حال وأنا منهم 0 سوف تستغربون ولكنها الحقيقة كنا عائلة مكونة من عشرة أفراد( وينطبق ذلك على عائلات كثيرة بالمملكة ) ساكنين بشارع الريل بالرياض في بيت طين ملك طوله 13متر وعرضه 8 أمتار وبدون تكييف لا صحراوي ولا فريون والتبريد الوحيد كان من المروحة وجدار الطين الذي حرمنا منه بعد صدور قرار يمنع البناء بالطين حيث أن جدار الطين كان يمنحنا بعد الله البراد صيفا والدفء شتاءا لماذا ؟
لان النوافذ معظمها كانت داخل المنزل جهة الحوش الذي يتوسط المنزل وهو المنور الذي يضيء المنزل من الداخل وحول الغرف ليوان دار ما دار حول الغرف من الداخل وهو يضلل على الغرف فيزيدها برادا بالصيف ودفء بالشتاء والزير والقربة حولنا نشرب منها وغرفة الأرزاق التي يوضع بها ( الأطعمة من شرائح اللحم المملحة وأكياس الأرز والسكر وصناديق الشاي وأكياس القهوة والهيل والملح وتنك السمن ) بالإضافة إلى المطبخ ودورات المياه تحت الدرج وأصوات الجيران الذين نستأنس بصوتهم وقربهم واطمئنانهم علينا كل يوم خاصة عند غياب الوالد عنا إذا سافر أو مرض احد العائلة أو ولدت الأم والشارع معبد بدون إ زفلت وهذا أيضا كان يساعد على برودة الجو صيفا خاصة أن السيارات كانت قليلة جدا حتى إننا كنا ننام صيفا بالسطح ونتغطى بالشراشف ونصحوا مع آذان الفجر ونشتري الفول والخبز ونفطر, ثم يذهب الوالد للعمل ونحن نذهب للمدارس على الأقدام لمسافات تصل في بعض الأحيان إلى 6كيلو متر مع بعض أولاد الجيران والحارة والبنات مع زميلاتهن من بنات الجيران بدون خوف من احد لأننا كنا متكاتفين ومتعاونين ولا يحصل بيننا مشاكل إلا نادرا وكان الآباء وإمام المسجد أو أعيان الحارة يحلون مشاكلنا قبل أن تستفحل ويصعب حلها بدون أن تتدخل الشرطة وكان في ذلك الزمان إذا جاءوا الضيوف رحبوا بهم أهل الدار وأكرموهم طيلة الأيام التي كانوا يمضونها عند العائلة دون أن يشعروا بأي حرج حتى يذهبون ويدعون لبعضهم بالتوفيق والسعادة واللقاء الحميد
وفي تلك الفترة كان معظم خريجي الجامعات والكليات والمعاهد يعينون بوظائف أغلبها حكومية بالوزارات أو مدرسين وبعضهم يذهبون إلى أرامكو بالمنطقة الشرقية والتي لا تشترط الخبرة ( مثل ألآن بالمؤسسات والشركات الأخرى ) بل تقبلهم
و تقوم بتدريبهم وتعليمهم وتبعث آخرين إلى الخارج ليعودوا مهندسين ومدربين وموظفين لديها , علما بان رواتب أرامكو أكثر من رواتب الحكومة والشركات والمؤسسات آن ذاك ومازال كما أن سابك الآن تنافسها بكل شيء
أما في ذلك الوقت كانت الديون قليلة جدا لان كل جار يستلف من جاره أو قريبه وكانوا يصبرون على بعضهم حيث أن الدائن كان يقول للمدين من عسر إلى يسر
لماذا؟
لأنهم لا يفكرون بالمادة مثل الآن حتى أن البعض امتلكوا عدة منازل من رواتبهم المتواضعة التي لا تتجاوز 600ريال شهريا
وفي بداية السبعينات الميلادية التسعينات الهجرية مع بداية ارتفاع البترول وبداية صندوق التنمية العقاري وإعطاء القروض لكل مواطن وزوجته في بداية منح القروض حيث أن بعضهم استلم 600,000ريال قرض له وزوجته وبنا بيت صغير بأقل من 200000ريال والباقي استخدمه إما بالتجارة وسدد القرض وهذا ذكي, وبعضهم استخدم القرض بأشياء لم يستفيد منها كالسفر واللهو والمرح وعاد وعليه قرض لم يسدده حتى الآن المهم إن البلديات أعطت أراضي للبعض والبعض الآخر لم يستلموا أراضي فاشتروا أراضي وبنو عليها فللا واتسعت المنازل وتباعد الجيران وتغيرت حياتهم فأصبحت العائلة لا تريد زيارة أي عائلة لمنزلها الجديد سواء قريبة أم بعيدة حتى لا يتسخ المنزل الجديد ,كما أن الجيران قد يسكنون ويرحلون ولا يعرفهم جيرانهم والسبب التباعد بالمسافات بالإضافة إلى المادة التي طغت على الأسر كما زادت الحرارة صيفا والبرد شتاء بسبب نوع البناء الذي أصبح من الخرسانة فبدل ما تكون فاتورة الكهرباء قليلة لا تتعدى 12ريال أصبح يدفع مابين400-4000ريال حسب سعة المنزل وموقعه من منطقة إلى أخرى
وفي الألفية الثالثة ارتفع البترول حتى زاد عن 55دولار واستحدثت الأسهم لجلب الناس لها والدخول بأموالهم التي يملكونها وأوعز للبنوك بإعطاء قروض وتسهيل قروض على قروض وارتفعت الأسهم وباعوا الناس أراضيهم ومنازلهم وذهب زوجاتهم ومدخراتهم الأخرى ودخلوا بالأسهم بكل ما يملكون بعد أن تقاعد عدد من الموظفين سواء العسكريين أو المدنيين لأخذ حقوقهم لعلهم يلحقوا بالطفرة المزعومة, فبعد أن علم الهوامير أن معظم المواطنين دخلوا بالأسهم ضغطوا على الأسهم وانزلوها ثم سيلت البنوك المحافظ حتى نزلت إلى أكثر من 80% من قيمتها وخسروا المواطنين أموالهم وأصبح معظمهم مدينين للبنوك وأنا واحد منهم
ولا أقول إلا الحمد لله على ذلك , قدر الله وما شاء فعل , لا حول ولا قوة إلا بالله
والآن البترول بأكثر من 88 دولار والحياة تزداد سوء خاصة الفقراء الذين يزيدون كل يوم حتى وصل عدد من هم دون خط الفقر والفقراء أكثر من 35 % ودون المتوسطي الحال ومتوسطي الحال حوالى50% والباقي حوالي 15% هم الأثرياء والهوامير الذين تسببوا بزيادة عدد فقراء الوطن حيث أن عدد الأثرياء في السعودية بلغ حتى الآن حوالي 89 ألف مواطن يملك أقل مواطن منهم مائة مليون ريال كسيولة نقدية، أي أن الثروة هي ثمانية تريليون و900 مليار ريال وزكاتها 222 مليار و500 مليون ريال سنويا, فلم يخرجوا الزكاة ولم يصدر تشريع يتم بموجبه استخراج الزكاة الشرعية السنوية من كل مواطن عن طريق البنوك مباشرة خاصة الأثرياء ال89000 لعلها تساعد كل عام على تسديد الديون عن المدينين ( الذين تورطوا ولم يعرفوا اللعبة ) وتساعد الفقراء على تجاوز فقرهم خاصة الذين تحت خط الفقر والفقراء الآخرين ولم يساهموا ببناء مساكن للذين لا يملكون مساكن تؤويهم من الحر صيفا والبرد شتاء وحفظهم من جشع المؤجرين ( خاصة الذين خدموا الدولة بكل إخلاص وأمانة وتفاني ) حيث أن المملكة العربية السعودية تعتبر العاشر من أغنى بلدان العالم من حيث دخل الدولة من البترول وزيادة الميزانية كل عام بسبب زيادة قيمة البترول فيزيد عدد الأثرياء وثرواتهم بدون أن تتحسن حياة المواطن العادي الذي هو أساس البنية التحتية والدرع الواقي بعد الله لهذا الوطن الغالي علينا جميعا بدون استثناء
فإلى متى ننتظر ارتفاع البترول الذي هو السبب الرئيسي بزيادة التضخم و البطالة والفقر والمجاعة والتسول ( التي قد تسبب السرقة والجريمة ) وقد تصل إلى الإرهاب الغير منظم
هذا ومازالت الدولة لم تحرك ساكن بسبب عدد المطبلين والمداحين ( الغير محتاجين لمعونة أو تسديد ديون ) عبر وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية فبدل ما يقولون الحق حبا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ثم حبا للمليك والوطن
( لإصلاح ما يمكن إصلاحه ) يستمرون بالمدح و قول غير الحق ربما لمصالحهم الشخصية ولأسرهم وأقاربهم فقط فإلى متى ؟ و لماذا؟ الله أعلم !!!
والأكثر من ذلك أن الميزانية الجديدة أكثر من العام الماضي فمن المستفيد منها ؟
سيقولون البنية التحتية أهم!!! علما بأن الفقر يزيد ونحن نهتم بالبنية التحتية فإلى متى ؟
القضاء على الفقر (بوضع رواتب لأسرهم تساعدهم على الحياة والمعيشة ) والبطالة ( بتعيين الخريجين بوظائف سواء حكومية أو إجبار الشركات والمؤسسات والمستشفيات والمدارس الأهلية وبرواتب لا تقل عن 5000ريال
وتمليك المواطنين مساكن قبل التفكير بالبنية التحتية لان المواطن هو أساس الوطن
والبنية التحتية والدرع الواقي للوطن بعد الله سبحانه وتعالى
فمتى ما أمنت المعيشة والصحة والتعليم والأمن للمواطن فقد استفدنا منه,
لأنه هو الدرع الواقي والآمن للوطن بعد الله وسوف يدافع عن مليكه ووطنه بكل ما أوتي من قوة و تضحية وإخلاص حتى الموت ويقضى على الإرهاب بكل معانيه وأساليبه والله من وراء القصد والسلام خير ختام
عقيد متقاعد سالم صالح الجري
http://www.najd-ksa.com/inf2/article...ion=show&id=14
|
|
|
|
___________________________
|
|
|