خرجنا هذا العام أكثر من خمس مرات للاستسقاء
فلم نمطر بقطرة واحدة ولم ننعم بالأودية الجارية أو الربيع المشوق..
ولم نظفر بزهرة البابونج, ولا برحيق الأرجوان, وأضحى «السحقان» مغبراً موحشاً وروضات أرضاً يباباً وبلاقع ترابا!!
فما أسباب ذلك الحرمان المهيب؟ وهل إلى خروج من سبيل؟
إنَّ السماء لا تمطر بمجرد خروج فئة قليلة من الكهول والعجائز إلى المصليات حتى لو خرجوا كل ّ يوم فالله تعالى جعل التوبة والاستغفار سبباً للقطر المدرار، والسيل الكرَّار !.
« فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12}.»
إنّ الحرمان من الغيث والأمطار مصيبة صنعناها بأنفسنا, ونسجناها بأيدينا ونتحمل لوحدنا مسؤوليتها ولن يُرفع البلاء ولن تُمطر السماء إلا بالتوبة النصوح وتصحيح الأوضاع المؤلمة التي يعانيها المجتمع ولن نهنأ بربيع ولا غدير, ولا رحيق ولاعبير, إلا بالتخلي عن الذنوب التي تنشق من هولها الجبال الرواسي!
نحن لا نتألى على الله ولربما اكفهرت السماء وهطلت الأمطار قبل أن نفرغ من هذا المقال فإن حصل هذا بدون توبة واستغفار فهو أبلغ في الخطر وأدعى لإعادة النظر في أوضاعنا وأحوالنا فربما كان استدراجاً ( فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ) .
االمهم يا مسلمون يجب أن نعترف بأننا سبب رئيس في حجب القطر عن البلاد والعباد؛ فحلّ بنا االجفاف وقبله الغلاء ومعه الخوف وشيوع الجريمة في كثير من الأحوال!!
ألسنا نتعامل بالربا ونفسح لصروحه بالتوالد والتناسل في كل جبل وسهل وواد؟
ألسنا نسمح لمئات القنوات الماجنة ذات المضامين الهابطة بدخول بيوتنا عبر الأطباق الفضائية ؟!
ألسنا نفسح المجال في معارض الكتاب لكتب إلحادية تسبَّ الإله جهاراً نهاراً؟!
ألسنا نغضُّ الطرف عن توظيف النساء جنباً إلى جنب مع الرجال في العديد من الشركات والمؤسسات ؟!
ألسنا نسمح لعتاة الليبراليين والعلمانيين بكتابة ما يشاءون على صفحات الجرائد والمجلات وحتى تهكموا بشريعتنا وسخروا من ثوابتنا بدعوى الحرية والانفتاح ؟!
ألسنا نغدق الأموال الطائلة على الرياضة واللاعبين وتتعاقد أنديتنا مع لاعبين محليين وأجانب بالملايين فيما يعيش الكثيرون حالة فقر مدقع, منهم نساء أرامل وأطفال يتامى لا عائل لهم إلاّ الله ثم بعض ما تجود به أنفس ذوي اليسار ؟!
كيف تمطر السماء ونحن نبعثر الملايين لإنشاء مضامير للهرولة والمشي فتتصادم أكتاف النساء االتافهات بأشباه الرجال دون حياء ولا حشمة، ودون مراعاة لشعائر الدين ومشاعر الأخيار أو حتى مراعاة لخصوصية مجتمعنا المحافظ وآدابنا العريقة !!
لقد كنا فيما مضى نستقبل شتاءً ممطراً، وربيعاً مبهجاً دون أن نصلي مرة واحدة مستغيثين ولولا أننا قرأنا عن الاستغاثة في كتب الفقه والحديث لما أحسنا أداءها فلم نكن نفتقد الأمطار يوم كنا ننعم بخير أرض وأفضل جوار !!
إنَّ القضية يا مسلمون أخطاءٌ تتوالى، وفتن يرقق بعضها بعضاً تحتاج إلى شجاعة وإخلاص وندم وتوبة لعل الله يرحمنا ويرفع البلاء عنّا ويكرمنا بغيث مغيث هنيء مريء !!
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون)
فلنتق الله يا إخوة الدين والعقيدة، ولنتب يا أهل الغيرة والديانة قبل أن تغور مياه الآبار، وتبور مكائن البحار وحينها نعرف حقاً معنى حرمان القطر وشدة السنين!!
االلهم أغثنا بالإيمان واليقين والأمطار والبركات ولا تؤاخنا بما اقترفته أيدينا وبما فعله السفهاء منّا يا رحيم يا ودود
منقول http://www.alrassxp.com/forum/t96222.html

الف شكر على الموضوع فعلا صدق الكاتب في كل حرف خطه قلمه.

مين الكاتب؟؟؟

صدقت والله
نواجه قحط من السماء.... وغلاء في الأرض
من كان يصدق قبل سنة فقط أن المواطن السعودي لن يجد خبزاً؟؟؟
ذنوبنا تجر مصائبنا .... وأعظم ذنوبنا سكوتنا عن المعاصي الظاهرة اللتي ملئت الجو والأرض
.......................
وأعتقد أن من أسباب هذا البلاء أيضاً وضع قيود على التبرعات فبعد أن كان الكل يتصدق(الكبير والصغير) ويتبرع في أي مكان بسبب صناديق التبرعات .... صار المتبرع أما أن يكون له حساب في بنك أو يقطع عدة كيلومترات ليصل لمكتب تبرعات؟؟ حارمين فئة كبيرة من المجتمع من التبرع ..... وحارمينهم في نفس الوقت من بركته لتي ترد التلف وتمحي الذنوب
للمعلومية : صناديق التبرعات بعد 11 سبتمبر لاتزال موجودة في أمريكا وأوروبا وحتى دبي؟؟