الأزمة تتصاعد في الجنوب والأسعار تواصل الارتفاع سوق دقيق سوداء بخميس مشيط وإقفال مخابز في بدر الجنوب وعصابات يمنية بجازان
سوق سوداء خارج الصوامع في خميس مشيط
خميس مشيط،الرونة، بدر الجنوب، جازان: محمد آل عطيف، ناجي الدغيش، حسين معشي
تصاعدت أزمة الدقيق بخميس مشيط ، مما أدى إلى تذمر الأهالي وخوفهم الشديد من ارتفاع أسعار الدقيق، واحتكاره بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة.
والتقت "الوطن" بأهالي خميس مشيط،خارج أسوار صوامع الغلال ومطاحن الدقيق وداخل المكاتب أمس، في زحام كثيف .
وأشار الأهالي إلى أن مندوب البنك رفض استلام القيمة إلا بعد تناوله الإفطار،
وحاولوا الوصول إلى مدير الصوامع محمد عبد الله القحطاني ،إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، وبصعوبة استطاع مندوب "الوطن" الوصول إلى مكتب الأمن، وبعد اتصال مع سكرتير المدير، سُمح له بعبور البوابة بعد رهن البطاقة الصحفية ،وتقابل مع رئيس قسم المشتريات سعد الأسمري،(يعني الدخول على الملك اسهل من الدخول على مدير الصوامع!!!!) وقال إنه هنا لينوب عن المدير وعن العلاقات العامة في الحديث
وطلب منا تزويده بالأسئلة مكتوبة ومطبوعة ، ليتمكن من إرسالها للإدارة المتخصصة في الرياض لعرضها على كبار المسؤولين هناك والإجابة عليها ،ومن ثم يرسلها للصحيفة بالفاكس وأشار أنه غير مسموح لهم جميعاً بالتحدث لوسائل الإعلام.(واضح اللي شغلهم كله لف ودوران)
وأشار المورد سعد بن ظافر البشري أنه حاول لقاء المسؤولين في صوامع خميس مشيط، لكنه لم يستطع، لأن رجال الأمن منعوه من مقابلة مديرها، بحجة أن المدير مشغول ولا يستطيع مقابلة أحد.
وقال عبدالله علي الشهراني إن له 3 أيام يحاول لقاء المسؤولين ولكن جميع محاولاته فشلت لإقناعهم، إنه ينتظر موعده في 9/8/1429 ،وأشار إلى أن كثيراً من العمالة السائبة تقبع أمام الصوامع ويبيعون الدقيق إلى أصحاب الأغنام، وبعض التجار يذهب به إلى اليمن. وطالب الشهراني بتدخل إمارة عسير لحل الأزمة.
وأغلقت مخابز صغيرة ومتوسطة في أبها في منطقة عسير ،فيما تواجه باقي المخابز نفس المصير بسبب قلة المعروض من الدقيق في الأسواق.
وتطورت مشكلة الدقيق أيضاً في كافة محافظات منطقة جازان، من ارتفاع أسعار الدقيق التي تراوحت نسبتها ما بين 60 و 80%، إلى مشكلة ندرة وعدم توفر أكياس الدقيق للمستهلك العادي في أسواق المنطقة، في الوقت الذي يؤكد فيه المسؤولون في فرع وزارة التجارة بجازان التزام صوامع الغلال بصرف حصة المنطقة من الدقيق التي تزيد عن 47 ألف كيس أسبوعيا. وقد أرجع عدد من المسؤولين والمستهلكين وأصحاب المخابز عدم توفر الدقيق في أسواق المنطقة إلى عمليات تهريب الدقيق الضخمة خارج الحدود السعودية إلى دولة اليمن, لبيعها بأسعار مضاعفة من قبل المهربين.
وسيطرت دوريات حرس الحدود على عمليات تهريب لمئات الأكياس من الدقيق على الحدود الجنوبية للمملكة. حيث وجدت بقرى المصفق الحدودية بمحافظة صامطة أكثر من 8 أحواش تستخدم كمستودعات للدقيق المهرب , وتشهد القرية حركة غير عادية يومياً في الصباح الباكر , فهناك سيارات قادمة من محافظة صامطه محملة بالدقيق معظمها ليست سيارات نقل وإنما سيارات مخصصة للركاب حوّلها المهربون لسيارات شحن الدقيق المهرب . وفور وصول هذه السيارات تقوم بتنزيل شحنتها من الدقيق في أحد الأحواش ، وتغادر بعدها بأقصى سرعة . و في الجزء الجنوبي من القرية تتجمع عشرات الدواب "الحمير" المحملة بأكياس الدقيق يركبها أو يقودها أطفال, في انتظار لحظة الانطلاق لعبور الحدود التي على مرمى البصر .
ويقول ثلاثة أطفال" من الجنسية اليمنية" إنهم يقومون بتهريب الدقيق إلى داخل اليمن مقابل 10 أو 15 ريالاً للكيس.
وأوضح مدير فرع وزارة التجارة أنه تم تكوين لجنة مشكلة من الإمارة والتجارة وعدد من الجهات الأمنية والمدنية ، وذلك بناء على توجيهات أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر لرصد عمليات تهريب الدقيق ووضع الحلول اللازمة لإيقافها .
وفي بدر الجنوب تواصل ارتفاع أسعار أكياس الدقيق وندرته ، مما أجبر المخابز على إقفال المحلات بسبب الخسائر المستمرة.
وأوضح محمد عاطف "خباز في بدر الجنوب" أن سعر كيس دقيق البر قبل شهر من الآن لم يتجاوز 28 ريالاً ، وفجأة ارتفع سعر الكيس لـ 60 ريالاً، مع
قلة الكميات المعروضة الأمر الذي سبب لنا الخسائر مع ما نحتاجه من كميات الكيروسين والملح والخميرة، وأكياس التعبئة، والكهرباء لتشغيل المكائن، وإيجار العمال.
وتم الاتصال على مدير فرع وزارة التجارة بنجران في وقت سابق
وبين لأصحاب المخابز، أن ارتفاع الأسعار عالمي وأن بدر الجنوب من المحافظات البعيدة ولها طبيعة جغرافية خاصة ، تجبر التجار على رفع الأسعار وأن هناك لجان مراقبة للأسعار وحماية المستهلك في المجمعات القروية ،وهي مكلفة بمتابعة الغش وضبط ومحاسبة التجار في ارتفاع الأسعار وتباينها ، وفرض العقوبات عليهم بالأنظمة المتبعة.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2675&id=39312