خفافيش ومرتزقة
د. عبدالله الطويرقي
ذكر انه في ازمنة تثويّر الأمم في الستيّنيّات وازدهار تجارة الارتزاق في اميركا اللاتينيّة وافريقيا، كان على الأقل لدى المرتزقة مبدأ يبيعون انفسهم من اجله ايا كان الثمن.. اما في زمننا الماتع هذا حيث الشبكة العنكبوتيّة والعالم الافتراضي والذي يمكّن للمرتزق على ما يبدو افضل فرص بيع الوجه بأبخس الأثمان دون ان يفتضح امره ويفقد احترام اقرب الناس إليه.. بطبيعة الحال كثر من يبيعون أنفسهم للباطل للملذات للمصالح الرخيصة والوقتيّة في كل زمن، وكثر من تفرض عليهم أدوارهم البغيضة في الحياة شراء هذه النوعيّات من البشر ليبقوهم في احسن حالات تواجدهم الآدمي في المجتمع.. فقط من ايام
كتب لي كائن مرتزق و بأسلوب متخفٍّ طبعا مفنّدا جملة حقائق كتبتها هنا عن اجهزة يعشعّش فيه تلة من المتنفذّين الفاسدين بكل ما في الكلمة من معنى لم يجرؤوا أنفسهم على دفع ما وصفتهم به هنا ، ليأتي محامي الشيطان هذا مذكّرا إياي بالتوقف عن سوق التهم جزافا للشرفاء والوطنيين وان أخاف الله في الأمانة التي حمّلتها من ولاة الأمر ـ أعزهم الله - ولا انساق وراء شهوة منصب أو وراء مصالح شخصيّة أو انتصر لأقربائي تحت أي ظرف.. طبعا ما في شك نحن اليوم في زمن اللامبدأ اللاموقف وكله عاوز يعيش ومن بعده إنفلونزا الطيور يا سبحان الله.. العجيب والغريب يا سادة يا كرام ، أنني كنت أتصور ان اساليب الضرب والهرب هذه عفّى عليها الزمن، واساليب التزييّف الباهتة لسين أو صاد من تجّار العلاقات والمصالح قد ولّى عهدها إلى غير رجعة لأن وعي الناس وفهم خلق الله وذكائهم لم تعد تسمح بهكذا ابتذال قذر، ولكن لدينا هنا لايزال هؤلاء يستطيّعون البقاء في الظلام ويروّجون للأكاذيب والصرف الرخيص على عباد الله طالما هم محميّون في أوكارهم الكريهة بعيدا عن العيون.. بطبيعة الحال انا يعلم الله ممتن لأخينا هذا والذي هو إما استؤجر وبثمن يسوى وخدم من استأجروه لأغراضهم الدنيئة ولا يعرف مع من هو يتعامل، وهذا مسكين وبحاجة للتنويّر إلا إذا كان مرتزقا رخيصا واهم شيء يأكل خبزا فذلك شأن آخر، اما إذا لم يكن كذلك فهو منتم لفصيلة البطش بالمال العام وبتبديّد حقوق الناس أو مشارك نشط في عمليات استغلال النفوذ والمحسوبيات ومن الطبيعي ان يحمي ربعه لأنهم في مركب غارق لامحالة.. المريع في المسألة يا سادة يا كرام، ان الرجل تبدو من كلماته انه راعي خير كونه يستشهد بالقرآن الكريم ويردّد مقولات الفضيلة والأجر والثواب والتخويّف من العقاب وسوء المنقلب في المال والولد.. وتملّكتني الحيرة فعلا أهذا رجل مضحوك عليه ام فعلا اعتاد على ان يشتري بآيات الله ثمنا قليلا والعياذ بالله وهذه مصيبة إذا كان امثال هذا كثرا في البلد.. اما لماذا اقول هذا فلأن المسألة ببساطة تقول بتسلّط شخص/أشخاص لديهم سلطة حالوا بنفوذهم دون ان يحصل على حقه.. والمسألة ببساطة تقول ان حفنة من موظفيّن غير مسؤولين تضافرت جهودهم لحصار صاحب الحق بتعطيّل فتح ملفاتهم الممتلئة بالتزوير في محررّات رسمية وبالأساليب الخفافيشيّة لتمرير ترقيات لفاشلين يمكّنون من رقاب وحيوات المواطنين الضعاف.. على الأرجح هكذا هم اصحاب السوآت والأيدي غير النظيفة لايجرؤون على الظهور في العلن.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
http://www.alyaum.com/issue/article....9&I=547251&G=1