طالت حمى الأسعار حليب الأطفال في جميع صيدليات المملكة ليشهد ارتفاعا غير مبرر، وتذبذبا في ذات السلعة من صيدلية إلى أخرى على بعد أمتار من صيدلية تحاذيها في نفس الشارع.وبالرغم من أن تاريخ صناعة هذا الحليب من أكثر من عام، ويتضح تغيير للسعر حتى قبل ان تورد كميات جديدة من نفس المنتج، وسجلت الأسعار ارتفاعا بنحو 8ريالات في شهر واحد، فعلى سبيل المثال هناك حليب معروف مستورد من هولندا في "علب" حجم 900جرام "كان يباع قبل ستة أسابيع بسعر "42" ريالا ثم ارتفع السعر الى 50ريالا في وبعض الصيدليات بسعر 52ريالا، أي أن هناك فرق يصل الى 10ريالات لسلعة تحمل نفس تاريخ الإنتاج من البلد المصنع، ويؤكد ذلك أن السلعة كانت في مستودعات الصيدلية أو لدى الشركة المستوردة، وهناك عبوة لنفس المنتج بسعة " 400جرام" ملم ارتفع سعرها من 19ريالا الى 26ريالا خلال اقل من شهر ونصف، ويعزو الصيادلة هذا الارتفاع إلى ارتفاع سعر اليورو وانخفاض الدولار، كما يتضح من خلال تفاوت السعر أن هناك غيابا للدور الرقابي من الجهات ذات العلاقة على الصيدليات بشكل عام، وأن وضع هذه الأسعار اجتهادات شخصية للصيدليات والشركات الموردة دون خشية من جهات تردعها عن التلاعب بمصلحة المواطن في ما يتعلق بسلعة ضرورية وأساسية لحياة أطفالنا.
وهناك مجمعات تجارية كبيرة واكبت الصيدليات في هذا الجانب ورفعة سعر الحليب لنفس الدعاوي السابقة، ملقين اللوم بالدرجة الأولى على تسعيرة الشركات المحلية المستورة والموزعة للحليب في الداخل.
كما استغرب عدد من المواطنين في استطلاع للرياض غياب الجهات الرقابية عن متابعة الأسعار في الصيدليات فيما يتعلق بحاجات الأطفال وخاصة الحليب الصناعي، مؤكدين أن ارتفاع الأسعار كبير وبدعوى مبررات واهية تبرهن على عدم وجود عقوبات تطال مثل هذا التلاعب في سلع ضرورية للأطفال الرضع ولا يوجد لها بدائل في أغلب الأحيان.
المواطن عبدالله الخنين تحدث للرياض عن هذا الجانب موضحاً إن ما يحدث من بعض الصيدليات من تلاعب بالسعر لحليب الأطفال الرضع وبالتعاون مع موزعي شركات لم تراع هذه السلع التي تتعلق بحياة الأطفال يجب ان يوجد محاسبة وعقاب رادع من الجهات المسئولة، وخاصة أن البعض ممن يذهب للصيدليات يصدق السعر على أنه سعر رسمي وغير قابل للتفاوض، وعلى يقين في قرارة نفسه أن السعر موحد لدى كل الصيدليات بالمملكة وليس في المدينة الواحدة فقط.متمنياً أن يراجع مسئولو الشركات وأصحاب الصيدليات أنفسهم وعدم التبرير بموجة الغلاء في كل شيء، وانخفاض عملة اليورو أوربياً مقارنة بالدولار، وأن هذه السلع من دول أوربية، فليس من المعقول أن يتم تغير السعر وفق هذه المعايير، وهو لا يزال في داخل مستودعاتهم بالمملكة، بل ويتم تغيير السعر في نفس الصيدلية مابين يوم وآخر.
محمد الحصيني يشير الى أن التفاوت في الأسعار غريب جداً، ويبرهن على حقيقة واحدة تتمثل في غياب الرقابة على الجهات التي توزع وتبيع الحليب والكثير من احتياجات الرضع من خلال الصيدليات والمجمعات التجارية، وأضاف ان هناك فرق واضح في اختلاف السعر حتى لنفس الصيدلية التي تحمل فروع في المدن السعودية، حيث اشتريت حليب من جده وبعدها بأربعة أيام فقط شريت نفس الحليب من الرياض بسعر أغلى و بفرق 4ريال في السعر.
الدكتور سعيد الزاهراني استشاري بطب الأطفال يشير الى أن هذا الجانب والغلاء بشكل عام يتعلق اقتصادياً بمسألة العرض والطلب، حيث يتضح أن لدينا طلب كبير على حليب الأطفال الصناعي وخاصة مع ارتفاع نسبة إعداد الأطفال والمواليد في المملكة، ولكن بحكم موقعي كطبيب أطفال انظر لموضوع هذا الغلاء من جانب ضرورة الاهتمام بالرضاعة الطبيعية المجانية والتي لا يتغير سعرها باليور أو غيره، ومهما حرصت أو تنافست شركات الحليب لمحاولة صنع حليب يحتوى الفوائد الطبيعة للطفل من رضاعة الأم الطبيعة فلن تستطيع ذلك، ونصيحتنا دائماً بضرورة الحرص الدائم على الرضاعة الطبيعية وخاصة في الشهور الأولى من عمر الطفل. وأضاف مع كل أسف هناك دعاية من شركات الحليب لمنتجها الصناعي لدرجة أنها قد لا تجعل بينه وبين الطبيعي أي فرق يذكر، وأيضا مما يندى له الجبين أن أطباء أطفال في القطاع الخاص يشتركون في هذا التسويق الرخيص بل وينصحون بحليب معين للطفل بدعوى أنه قريب من حليب الأم ويوفر عناصر غذائية وفيتامينات قريبة منه، وذلك مقابل الاستفادة من شركات الحليب بشكل أو بآخر.. مشيراً الى أن التعلل ببعض الاسباب التي ترى الأم أنها سبب لترك الرضاعة الطبيعة غير منطقية، ونسبة 99% من الأمهات ليس لديهن أي أسباب قد تمنع الرضاعة الطبيعة، فالموانع البسيطة التي قد تلجأ لها الأم هي مع مرضها بأمراض قليلة، ومنها أمراض تسمم الدم الميكروبي و الدرن النشط، سرطان الثدي حمى التفويد والملاريا، وبالطبع في حالة مرض نقص المناعة
"الأيدز" .
الرياض
http://www.alriyadh.com/2007/11/30/article297999.html