كثيرون غيروا عاداتهم الشرائية
البحرينيون يهربون إلى السوق السعودي للحصول على أسعار أفضل
المنامة - هناء مكي
جريدة اليوم


شهد الموسم الرمضاني في البحرين هذا العام انحسارا ملحوظا في عمليات الشراء .
وارجع التجار السبب الى الارتفاع الهائل في اسعار السلع والمنتجات بالذات الغذائية منها التي تضاعفت قيمتها الشرائية بشكل كبير .
وحيث ان الموسم الرمضاني يعتبر من المواسم المهمة لتجار التجزئة والجملة على السواء كونه موسم البيع الاول لديهم بسبب العادات الشرائية التي تتسم بالشراهة في المجتمع البحريني الذي يعتمد على عادات اجتماعية في تبادل الاطباق الرمضانية والزيارات المنزلية التي تكثر في هذا الشهر مع اعتماد عادة «الغبقات الرمضانية» التي تشكل ظاهرة مُمارسة في البحرين .
تقليد
غير ان المواطنين صرحوا بان امر الاسعار هو الذي غير ذلك التقليد «الشراء الشره»، وفي هذا الصدد تقول ام أحمد ،ربة بيت :انه امر غير معقول لقد بات الغلاء كجلاد يحط بحرارة سوطه على ظهورنا ، فهل يعقل ان تصل رزمة البصل الى دينار او 900 فلس وقد كانت لا تتعدى النصف دينار وكذلك البطاطس التي وصلت الى 700 فلس وهي التي كانت في وقت ما تباع بـ 300 فلس واقل.
ام أحمد قالت لنا انها قد غيرت عادتها الشرائية فهي كانت قبل ذلك تشتري الرزم من المواد الغذائية الاولية لتكفيها لأيام عدة ولكنها الآن حسب قولها لم تعد راغبة في كل ذلك فتكتفي بشراء ما تحتاجه بنظام الحبة او الكيلو حسب قولها.
واذا كانت ام أحمد قد غيرت عادتها الشرائية فهناك من قام بتغيير إستراتيجيته في عملية الشراء كلها متوجها الى أسواق غير محلية لتوفير ما يريده من لوازم واحتياجات و»ميرة» البيت والعائلة.
ولقيام وزير الصناعة والتجارة البحريني حسن عبدالله فخرو مؤخرا باعطاء توجيهاته في إحكام الرقابة على أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية في البلاد، وقيام إدارة حماية المستهلك بعمل مقارنة في أسعار بعض السلع الغذائية في البحرين ومقارنتها بمثيلاتها بدول مجلس التعاون الخليجية، اتضح من خلال هذه المقارنة أن بعض الأسعار الخاصة بالسلع الغذائية في البحرين أرخص من معظم مثيلاتها بمعظم دول مجلس التعاون الشقيقة.
رصد الأسعار
وقد دأبت إدارة حماية المستهلك في رصد الأسعار ومقارنتها بالأسعار العالمية التي يتضح من خلالها دوماً أن الأسعار المحلية أدنى من مثيلاتها بالدول المجاورة في الغالب، بسبب سياسة الدعم الدولة التي تنتهجها الحكومة والممنوحة على السلع الغذائية.
وقد وضحت الادارة بمقارنة اجرتها بين سوقي البحرين والسعودية على سبيل المثال أن أسعار المنتجات الغذائية أقل سعراً في البحرين عن مثيلاتها بالمملكة العربية السعودية حيث بلغ أعلى انخفاض للحم الغنم الاسترالي المدعوم بنسبة 152بالمائة بواقع 1.520 دينار، في حين أن أدنى انخفاض بلغ نسبة 0.4بالمائة بواقع أربعة فلوس للدقيق العادي.
ذلك ما قالته ادارة المستهلك ولكن ما يقوله المواطنون وما تشهد عليه الحركة في الجوازات والجمارك يؤكد ذلك، يقول المواطن محمد أحمد انه يحرص في كل موسم ومنذ بدء موجة الغلاء غزو الاسواق المحلية ، الذهاب بصحبة عائلته إلى السوق السعودي لشراء احتياجات الاسرة وقال لنا : الموسم الرمضاني هذا العام صادفه موسم العودة للمدارس فانتهزت الفرصة للذهاب الى اسواق المنطقة الشرقية في السعودية حيث احرص على الشراء منها بعد ان ارتفعت الاسعار التي تشهدها السوق البحرينية منذ اعوام قريبة التي زادت وطأتها هذا العام وقد قمنا هذا العام بالعادة ذاتها ودهشنا بان اسعار المواد الغذائية ارخص بنسبة الضعف عن السوق البحرينية وحتى المنتجات المدرسية هي الاخرى رخيصة بالمقارنة ولذلك فقد قامت زوجتي بشراء ما يلزم الاسرة لمدة محددة لشهر رمضان من المنتجات الغذائية حتى لا تصادفنا مشكلة مع الجمارك فيما لو قمنا بشراء كميات اكبر من المعتاد .
وحين سألنا أحمد عن بيان ادارة المستهلك رد قائلا : لدي رصيد من المحلات التي اشترينا منها وهي تدل بما لا يدع مجالا للشك على صحة كلامي وإلا فما الذي يدعوني إلى تكبد العناء للذهاب إلى المملكة العربية السعودية والشراء منها ألا يدعو ذلك للتساؤل؟
واستدرك قائلا: وليكن في العلم اننا نستعد لزيارة الاسواق السعودية لمرات قادمة لتكملة مشترياتنا الرمضانية وكذلك لابتياع حاجات العيد في نهاية شهر رمضان.
وعلى الرغم من أن هناك بيانات اخبارية تؤكد تأثر السوق السعودي بظاهرة الغلاء وارتفاع اسعار المنتجات التي تباع هناك بنسبة 30 بالمائة غير أن ذلك لم يمنع تدفق العديد من البحرينيين على السوق السعودي.
وقد اكدت ادارتا الجمارك والجوازات البحرينية إن نحو 80 الف سيارة بحرينية عبرت الحدود لدخول المملكة قبل اسبوع واحد من بدء شهر رمضان مؤكدين إن الرقم في ارتفاع في الاجازاة الاسبوعية.

http://www.alyaum.com/issue/article....3&I=524012&G=1

هذا مع العلم بأن الجمارك في البحرين الاعلى على مستوى دول الخليج وهناك ايضا ضرائب اكثرمن السعودية.