الذباب
الذباب ولا سيما الضئيل منه، والبعوض مزعج في الجو الحار حين يأخذ بالطنين بشأن رؤوسنا، ثم يغط على ايدينا ووجوهنا ويلسع أذرعنا وأرجلنا، ولكننا لا يمكننا أن نتجاهل الذباب منها وصل بغضنا له لأنه يشكل واحدة من المجموعات الكبرى من الحشرات، ولأن عاداته تؤثر في حياتنا بصور عديدة ومختلفة .

بيانات عن الذباب




ماذا نقصد بالذبابة على وجه التحديد ؟ وكيف نميز بين الذبابة والنحلة والفراشة مثلا، الفرق الرئيسي هو في أن للذيابة زوجا واحدا لاغير من الأجنحة في حين للفراشات والنحل والزنانير زوجان، منها شريك حياة خلفي وآخر أمامي، منذ ملايين الأعوام كان للذباب ايضا زوجان من الأجنحة ثم أخذ الزوج الخلفي يصغر بشكل متدرج حتّى إختفى، وبوسعنا في الوقت الحاضر أن نشاهد مقر هذين الجناحين لان ثمة عقدتين، واحدة على كل منحى من منحى جسد الذبابة خلف الجناحين الأماميين على الفور، وهما يدعيان «دبوسي » الاتزان، ومن شأنها معاونة الحشرات على التوازن حين تطير .

أماكن تواجد الذباب
الذباب كالغالبية الكبرى من الحشرات الأخرى يتجاوز في حياته في مراحل عديدة، فإنه يبدأ كبيضة ثم يتغير إلى يرقانة ( دويدة) ثم إلى زيز وينتهي بذبابة مكتملة النمو، والقسم الأضخم من الذباب يضع بيضه في أمكنة يمكنها فيها اليرقانات أن تعتني بأنفسها، وأن تجد طعامها بيسر، لأنها لا كشوف لها وهي عاجزة عموما، والذياب النبري مثلا يضع بيضه على الماشية وحين يفقس البيض تتم اليرقانات ثقوبا في جلد البقرة وتتغذى منها محدثة بهذا تورمات عظيمة، وتضع الذبابات الأخرى بيضها في الأوساخ، كالروث أو المخلفات حيث تتغذى اليرقانات حين تفقس.





ذلك هو واحد من العوامل التي من أجلها نسعى حظر الذباب من الوصول إلى طعامنا، إنه يلتقط الأقذار والجراثيم من تلك الأمكنة القذرة غير الصحية وينشرها حيث يغط، ويضع الذباب الأزرق مجموعات البيض الضئيل الأبيض على قطعة اللحم النيئة المكشوفة في المطبخ أو نحو القصاب، وبعد 48 ساعةٍ أو ثلاثة أیام تبدو الدويدات اليرقانية الضئيلة البيضاء في قطعة اللحم .

من الذباب ما يضع بيضه على الثمار والخضار في البساتين والحدائق، فتشق اليرقانات سبيلها في الثمار والخضار محدثة فيها سراديب دقيقة الأمر الذي يتلف النبات، وكثيراً ما نجد يرقانة أو دويدة في ثمرة ناضجة مثلا، ثم أن إناث الذباب الكركي الطويل القائمتين يضع بيضه في أرض الحقول أو البساتين، فتأكل اليرقانات جذور الأعشاب ومواسم الحبوب كالقمح مثلا منزلة بها أضراراً عظيمة، ويشار إليها باسم الدويدات بذوات الجلود النعلية لأن جلودها خشنة، يصل طولها سنتمترين أو أكثر.

يرقانات الذباب
تتحول يرقانات الذباب المنزلي والكثير غيره من أشكال الذباب الأخرى إلى زيزان، ويتحول البشرة إلى لون أسمر ويتصلب إلى ما يشبه قفصا، وبعد بضعة أسابيع ينشق القفص الصلب من احد اطرافه محدثا بهذا ثقبا تطلع منه الذبابة المكتملة النمو، إلا أن البعوض الضئيل والذباب الذي تقطن يرقاناته في الماء يتغير إلى زیزان بأسلوب أخرى، إن يرقانات البعوض مخلوقات سوداء دودية تسبح في الماء الراكدة في البركة وتصعد إلى سطح الماء بين وقت وآخر للتنفس، وحين تأتي لتصبح زیزان تنشق جلودها نحو الظهر ويخرج الزيز، ويكون الزيز في الطليعة شبيهة بالضفدعة الضئيلة و يمكنه أن يتحرك خلافاً، للزيزان الأخرى . ومع مرور الزمان يرتفع الزيز إلى سطح الماء وينشق جلده ثانية وتخرج منه البعوضة المكتملة النمو وتطير .





وثمة ذباب محوم يضع بيضة ايضاًً في المياه الراكدة، ويشار إليها باسم يرقانات ذلك الذباب بالدويدات الجرذية الذيل لأن لها أنابيب طويلة تشبه الذيل للتنفس، وهي تعمل كالأنبوب الذي يزود الغواصة بالهواء النظيف وهي تحت الماء، توجد الدويدات في قاع البركة ذات المياه الراكدة، وتدفع بين الحين والأخر بأنبوبها التنفسي ذلك فوق سطح الماء لتنشق الرياح النظيف، وللذباب الملحوم ذلك جسد کجسم النحل والزنابير من حيث الشكل واللون، ولذلك يبتعد عنه أعداؤه خشية أن يسعهم، ومن الممكن لتلك الذبابة المحومة إن تحوم في موضع واحد كالطوافة ( الهليكوبتر) او إن توجد عالية، أو أن تثب إلى الواجهة والی الوراء والى الجانبين بحركات سريعة بشكل كبير من أجنحتها .

اضرار الذباب
العديد من الذباب مؤذي لأنه يحمل الجراثيم من الأمكنة القذرة التي يأكل ويتوالد فيها، ثم إن بعضه ولا سيما في البلاد والمدن الحارة يحمل جراثيم أمراض خطيرة، ثمة نوع من البعوض يحمل جرثومة الملاريا ونوع آخر ينقل الرياح الأصفر، انه يلتقط الجراثيم حين يمتص دماء السقماء وينقلها إلى الأصحاء حين يسعهم ، ولما كان البعوض يتوالد في المياه الراكدة فان التخلص منه جائز اما بتنشيف المستنقعات والسبخات التي هي موضع توالدها أو ببخ المياه الراكدة بالزيت، أما بعوضة التسي تسي الأفريقية التي تنقل مرضا يسمى بمرض السبات فالقضاء عليها أمر أقوى صعوبة .