حسام الشيخ (جدة)

ليس مثيرا للغرابة أن يأخذ وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة نصيبا من اسمه، مصداقا للمقولة الشهيرة «لكل امرئ من اسمه نصيب»، فالتوفيق يصاحبه منذ انطلاقه في العمل العام، إبان إدارته لقطاع تنمية الاستثمار بالهيئة العامة للاستثمار، وحتى وصوله إلى كرسي الوزارة المعنية بحماية المستهلك ومكافحة الغلاء.

لم يخيب الربيعة ظن الكثيرين ممن أطلقوا عليه صائد المشاهير، فحرصه على كشف المتلاعبين بالأسعار والتشهير بهم، كان وراء الغرامات المالية التي فرضتها لجنة النظر والفصل في مخالفات نظام المنافسة مؤخرا على شركات الأرز والبالغة 140 مليون ريال.

ولا يبالغ مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي حين تناقلوا كاريكاتيرا يطالب باستنساخ الوزير لأكثر من نسخة، دلالة على كفاءته وهمته، في وقت يصفه الكثيرون بكابح جماح الأسعار التي أثقلت كاهل المواطن، فيما يتصدر حساب الربيعة على «تويتر» قائمة الوزراء الأكثر متابعة، بعدد متابعين بلغ 1.34 مليون، كما قاربت تغريداته 1.5 مليون تغريدة.

وبنظرة مختلفة لا يدعم الربيعة احتكار الوكالات التجارية، بل يرى أن من حق المواطن أن يستورد أي سلعة للاستخدام، خاصة إذا علمنا أن هناك 80 قضية احتكار أمام ديوان المظالم، ما دعاه لاقتراح تغيير نظام الغرامات لتصل قيمتها إلى مليار ريال، فيما جاء قراره بتشكيل المجلس التنفيذي لجمعية حماية المستهلك بهدف حماية المواطن من الغش والاحتيال.

التفاؤل والشفافية أهم ما يميز الوزير الربيعة، حيث توقع كرئيس لمجلس إدارة هيئة تنمية الصادرات السعودية نموا مضاعفا في السنوات المقبلة للصادرات غير النفطية التي تجاوزت 200 مليار ريال.

ولا يفوت الربيعة فرصة إلا ويستثمرها، إذ تبنى توصية لاستحداث شركتين بحريتين للخدمات اللوجستية بين الدول العربية وأمريكا الجنوبية، ما يزيد حجم التبادل التجاري الذي تضاعف خمس مرات خلال 10 سنوات، ليقفز إلى 30 مليارا في 2015.

ميوله الصناعية دفعته لدعم هذا القطاع بالأفكار والإستراتيجيات لخلق بيئة صناعية تضع السعودية في مصاف الدول المنتجة، كأحد رواد الصناعة عالميا، ما يحقق تنوع مصادر الدخل، ونمو الاستثمارات إلى 8 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة.

ولا ينسى الربيعة في زحام مسؤولياته توطين الوظائف بالتنسيق مع «العمل» لإعادة دراسة النسب المقررة، لخلق فرص عمل حقيقية للشباب، كما سعى لأتمتة معاملات الوزارة بنسبة 80 في المئة، ليصبح استخراج السجل التجاري في 180 ثانية.

بقي أن نقول أن الوزير الذي يحمل الدكتوراة في علوم الحاسب الآلي من جامعة بيتسبرغ الأمريكية، أرسل خطابات لأمهات موظفي الوزارة -في لفتة غير مسبوقة- تقديرا لفضلهن في وصول أبنائهن لهذه المراكز ليكونوا عونا في رقي الوطن والمواطن، مذيلا الخطابات بكلمة «أخوك».