التشهير بـ«فلان»!
خالد السليمان
حكمت المحكمة الجزائية على «فلان» من الناس بالسجن لمدة عامين وإغلاق المنتجع البحري الذي يملكه في محافظة جدة بعد إدانته بمخالفة الآداب العامة وإقامة حفلات راقصة مختلطة !
طبعا كل العالم يعرفون القصة ويعرفون من هو «فلان»، وشهدوا المخالفة المخلة بالآداب بالصوت والصورة من خلال مقاطع فيديو منتشرة، لكن النظام القضائي لا يشهر بالمتهمين إلا بعد صدور الأحكام النهائية !
ولو رجعنا للأرشيف لن تجدوا مدانا واحدا تم التشهير به سواء حكم عليه ابتداء أو انتهاء، ما عدا صغار ملاك محطات البنزين وورش تبديل الزيوت ومحلات الحلاقة ومطاعم الكبدة والبخاري، حتى مزورو الأختام يتم تصوريهم من «قفاهم» وكأننا سنتعرف على الواحد منهم من «علباه»، هاتوا لي هامورا واحدا تم التشهير به أو تجرأت وسائل الإعلام على الإشارة له بالاسم الصريح حتى بعد صدور الأحكام النهائية بإدانته ؟!
العجيب أن الحجة كانت دائما المحافظة على سمعة أسرته وعشيرته، وكأن سمعة المجتمع الذي يشوه صورته بأعماله المخلة أقل أهمية، أو أن المجتمع يجب أن يكون أحرص منه على سمعة أهله وعشيرته التي لم يفكر بها عند ارتكاب جريمته !
وحدها وزارة التجارة امتلكت الجرأة على التشهير بمخالفات وعقوبات الشركات كبيرها قبل صغيرها، فأسقطت الحاجز النفسي لتطبيق القانون على كائن من كان، وخلعت ثوب الحصانة الوهمية عن الوجاهة المالية !
http://www.okaz.com.sa/new/mobile/20...1105806469.htm