قد يتداولها الأطفال في غياب رقابة الأهل
الألعاب النارية.. حوادث وإصابات خطيرة
مع حلول عيد الفطر المبارك -أعاده الله علينا وعليكم والامة الاسلامية بالخير والأمن والعزة- تظهر الفرحة على الصغير والكبير ويلجأ بعض الاطفال إلى التعبير عن فرحتهم أحيانا بطريقة غير صحية في استعمال الألعاب النارية والمفرقعات التي لا تخلو من اخطارها على الطفل ومن حوله.
بدأ تاريخ استعمال هذه المفرقعات قديما، حيث يعود ارتباط اشتعال النيران بمفرقعات وأوراق محشوة بالبارود الخفيف إلى الصينيين قبل مجيء الاستعمار الهولندي وكان يعرف عن تقاليد المناسبات في الحضارة الصينية استخدامها للمفرقعات ضمن الطقوس الصينية، وقد دخل هذا التقليد إلى دول جنوب شرق آسيا ثم إلى بقية انحاء العالم.
تكثر في مثل هذه الأيام حوادث حرائق وانفجارات سببها الألعاب النارية طال ضررها العديد من الأطفال على مستوى العالم فقد شهدت الصين وهي اكبر منتج لتلك الألعاب النارية وقائع كارثية متعددة اودت بحياة مئات الاطفال. وقد وضعت الحكومة الصينية قيودا واجراءات صارمة للحد من تصنيع وانتاج تلك المفرقعات.
تنقسم الألعاب النارية إلى أنواع عديدة ويمثل المركب الاساسي فيه من البارود والذي يتكون من مزيج من الفحم والكبريت ونترات البوتاسيوم وعنصر الالومنيوم وبعد اطلاقها يبدأ انتشار الشرر في جميع الاتجاهات لتأخذ اشكالا متعددة وتحتوي الألعاب المضيئة على عنصر الحديد على شكل بودرة.
تساعد بودرة الألمنيوم والحديد والزنك أو الماغنسيوم إلى اظهار الأضواء أكثر بريقا ولمعانا وبألوان متعددة وجذابة. ويتم إشعال الفتيل ليصل إلى الجزء المخزن من البارود والذي يعطي طاقة كبيرة لاطلاق محتوى المفرقعات من خلال انبوب صلب والقذائف النارية متعددة الأشكال هناك بعض المفرقعات تنفجر في الهواء على عدة مراحل وبمختلف الأشكال، حيث إنها تحتوي على نجوم مختلفة الألوان والأشكال وينتج عند انفجارها أصوات صاخبة.
العناصر المكونة للالعاب النارية:
1 . الليثيوم: فلز يستخدم لإضفاء اللون الأحمر للألعاب النارية وبشكل خاص مركب كربونات الليثيوم.
2. الكربون: أحد أهم المكونات الأساسية في المسحوق الأسود المستخدم كعبوة للألعاب النارية.
3. الأكسجين: تحتوي الألعاب النارية على مواد مؤكسدة تحتوي على الأكسجين لإحداث الاشتعال. هذه المواد المؤكسدة عادة ما تكون نترات أو كلورات أو بيركلورات. كما قد يستخدم بعضها كمواد مؤكسدة ومضفية للألوان.
4. الصوديوم: يستخدم لإضفاء اللون الأصفر أو الذهبي على الألعاب النارية.
5. المغنيسيوم: يعطي لونا أبيض براقًا ووميضًا يزيد من تألق الألعاب النارية.
6. الألمنيوم: يعطي وهجا فضيا ولذلك يكثر استعماله في الألعاب النارية المطلقة للشرارات.
7. الفوسفور: يشتعل الفوسفور تلقائيا في الهواء كما أنه قد يكون أحد مكونات وقود الألعاب.
8. الكبريت: أحد مكونات المسحوق الأسود ووقود الألعاب.
9. الكلور: واحد من أهم مكونات المواد المؤكسدة، كما أن هنالك بعض الأملاح المحتوية على الكلور والتي تستخدم لإضفاء ألوان مختلفة على الألعاب.
10. البوتاسيوم: أحد مكونات المواد المؤكسدة مثل نترات البوتاسيوم وكلورات البوتاسيوم وغيرهما.
11. الكالسيوم: الأملاح المحتوية على الكالسيوم تعطي اللون البرتقالي.
12. التيتانيوم: يشتعل كمسحوق أو رقاقات ليكسب الألعاب النارية لونًا فضيًا.
13. النحاس: مركبات النحاس المختلفة تعطي وهجا أزرقا للألعاب.
14. الخارصين: فلز أبيض يميل إلى الزرقة يضفي تأثيرات دخانية.
15. السترنتيوم: تعطي أملاح السترنتيوم اللون الأحمر، كما أن بعض مركباته تعمل على ثبات خليط الألعاب النارية.
16. الأنتيمون: يعمل على إضفاء البريق على الألعاب النارية.
17. الباريوم: أملاحه تضفي اللون الأخضر على الألعاب، كما أن مركباته تعمل على ثبات خليط الألعاب النارية.
18. السيزيوم: مركبات السيزيوم مساعدة لأكسدة مركبات الألعاب النارية، وتنتج اللون النيلي في الألعاب النارية.
19. الحديد: ويستخدم الحديد لانتاج البريق، وحرارة المعدن تحدد البريق.
20. الراديوم: يستخدم الراديوم في لإنتاج اللون الأخضر في الألعاب.
21. الروبيديوم: مساعدة لأكسدة مركبات الألعاب النارية، وتنتج اللون البنفسجي والأحمر في الألعاب النارية.
كل عام وخاصة في مثل هذه الأيام فترات الأعياد، نطالع بالصحف أخبار حوادث الألعاب النارية التي يقع الأطفال ضحايا لها فيتشوهون في بعض الحالات، ويفقدون بعضا من حواسهم في احيان اخرى، كما يتعرضون إلى اضرار جسيمة قد تؤدي بحياتهم لا سمح الله، حيث يتعرض الاطفال إلى حوادث حرائق وانفجارات سببها الألعاب النارية وتشكل الأدخنة والروائح المنبعثة من تلك المفرقعات جزءا من التلوث الكيميائي فضلا على ان بعض الاطفال قد تظهر لديهم اعراض الحساسية على الجلد او على هيئة ضيق بالتنفس كأزمات ربو جراء تلك الروائح في حالة قربهم منها بالاضافة إلى ذلك يعتبر الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات عاملا ضارا للعين سواء الجزء الامامي للعين او تأثيرا مباشرا على قاع العين والشبكية فالكثير من حالات اصابات القرنية نتجت عن تلك المفرقعات. ويعتبر الرماد الناتج عن عملية الاحتراق عاملا ضارا بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، إذ تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة، وقد يحصل تمزق في الجفن أو قد يؤدي اللعب بهذه الألعاب النارية إلى دخول أجسام غريبة في العين مما يتسبب في انفصال في الشبكية وربما يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للبصر.
يسبب اللعب بالالعاب النارية من قبل الاطفال إلى إصابتهم بالحروق وتعتبر الحروق من أكثر الحوادث التي يتعرض لها الأطفال وأكثرها إيلاما، ولا يقتصر ضررها على تهتك الجلد كما اسلفنا، بل تسبب أيضا في فقدان السوائل وعناصر مهمة من الجسم مما يؤدي إلى الصدمة وهبوط مفاجئ في الضغط والدورة الدموية وقد يترك آثارا وندبا مشوهة قد تستمر مدى الحياة إذ لا تلتئم هذه الحروق إلا بعملية ترقيع للجلد وتترك أثرا أو ندبة مكان الحروق. وقد باتت هذه المواد تشكل خطرا ليس على مستخدميها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين والقريبين من محيط استخدامها لما تسببه أحيانا من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة كما تحدث أضرارا في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، إضافة إلى التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل الدماغ قد يستمر لمدة طويلة كما تؤدي إلى ترهيب الأطفال النائمين الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات التي تسبب لهم الهلع والخوف والانزعاج وبالتالي تترك آثارا نفسية سيئة عليهم.
الأسرة ودورها في ترشيد الطفل
هناك من الآباء من يشتري لأبنائه تلك الألعاب وهو غافل عن خطورتها بل وقد يشعل فتيلها لأبنائه بنفسه لذا لابد من بث التوعية الاجتماعية في الأسرة بمخاطر الألعاب النارية على أبنائها، وتوضيح ذلك لهم، وتوجيه الأطفال بالابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها كما انه يقع على الأسرة دور متابعة أبنائهم وردعهم عن استخدام هذه الألعاب ومحاسبتهم على كيفية إنفاق النقود التي تعطى لهم والمراقبة الدائمة على مشترياتهم.
تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية اذ نلاحظ كثيرا من الاطفال الذين وقعوا ضحية التداول والاستخدام العشوائي من قبل هؤلاء الاطفال. ونحن بذلك لا نحد من استمتاعهم بفرحة العيد بل نحافظ عليهم من اضرار جسيمة قد تنتج بسبب تلك الألعاب النارية وفي المقابل يمكن اعطاء الفرصة لاستمتاعهم بذلك من خلال تنسيق منظم ومقنن من قبل الجهات المعنية في ساحات كبيرة في جو واحتياطات اكثر امانا وهو ما نشاهده من تنظيم في احتفالات الرياض وغيرها من المدن السعودية وبشكل مقنن ومرتب يستبعد باذن الله تعالى ان يحل بالأطفال أي خطر قد يؤثر عليهم كما ان الفرحة والاستمتاع بالألعاب النارية يشعر بها الصغار والكبار وتنتابهم البهجة عندما يشاهدونها وكل عام وأنتم بخير.
http://www.alriyadh.com/956340