اقتباس:
بل حتى أثناء القيادة أصبحنا نقرأ بل و نقرأ بشغف أيضا ً !!!!!
|
مواطن: فقدت ٦ من أفراد عائلتي بسببه.. والمطلق: مخالف شرعاً ولا يجوز
"الجوال أثناء القيادة".. هاجس مخيف يسبب 78 % من حوادث المرور
- اختصاصي نفسي: الإفراط في استخدام المحمول يؤثر في سلوك الإنسان
- العقيد الهبدان: استخدام الجوال سبب رئيس للحوادث المرورية
- الإعلامي العتيبي: الدور الأكبر يقع على عاتق الرقيب الذاتي للإنسان
محمد الغبيشي- سبق:
لم يخطر ببال المواطن "مشعل بن ردين" يوماً أن يتسبب استخدام أحدهم للجوال أثناء القيادة في الإجهاز على حياته الأسرية والاجتماعية بعد فقده ستة من أفراد أسرته: أم وزوجة وولد وبنت وأختين، إثر حادث مروري تعرّض له على طريق المدينة- القصيم للأسباب ذاتها، نجت منه حياته شكلياً فقط، بعد ٢٢ عملية لم تنجح في إعادته للسير حتى الوقت الحالي، لتنتهي تفاصيل رحلتهم الترفيهية إلى مأساة الفقد والوحدة.
ولم يكن "مشعل بن ردين" -كحالة بحثية- هو الضحية الأولى، كما أنه لن يكون الأخيرة، حيث أكدت الدراسات الحديثة أن 78 في المائة من الحوادث المرورية وما تشمل من مآسٍ وإصابات نتيجة لاستخدام الجوال أثناء القيادة، مما أصبح يشكّل هاجساً مخيفاً لدى الكثيرين، بعد أن أصبح الهاتف الذكي أخيراً جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان، حتى لا تكاد ترى شارعاً يخلو من سائق يستخدم المحمول أثناء القيادة.
الإفراط في استخدام الأجهزة
وأوضح الاختصاصي النفسي بدر السناني، أن للإفراط في استخدام الأجهزة الذكية تأثيراً على سلوك الشخص قد يمتد إلى اعتماده عليها في تواصله مع أسرته، بأن يكون جل تواصله من خلالها، وليس وجهاً لوجه، مما يساهم في افتقاده رؤية ردود الأفعال الطبيعية لمن حوله، وتعابير وجه من يخاطبه.
وأشار إلى أن هذا الجانب يؤثر على الأطفال بشكلٍ كبير، حيث إنهم سيفتقدون جزءاً مهماً من مهارات التواصل مع الآخرين، كما أنهم يصبحون أكثر عصبية وأقل صبراً، خصوصاً أن الأجهزة الذكية تحمل ألعاباً مثيرة وسريعة تجعلهم يتوترون عند الخسارة، وأيضاً تأثيرها على الجانب التحصيلي، حيث تقلل من تحصيلهم الدراسي، وتجعلهم أقل تركيزاً.
استخدام الأجهزة الذكية أثناء القيادة
من جهة أخرى أكّد الناطق الإعلامي بشرطة القصيم العقيد فهد الهبدان أن استخدام المحمول أثناء القيادة أصبح سبباً رئيسياً في رفع معدل الحوادث خلال السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن القيادة فن يتأثر بكثير من المؤثرات سلباً وإيجاباً.
وقال الهبدان: "كنا إلى وقت قريب نطالب قائد المركبة بالحذر أثناء القيادة وعدم اللهو مع الأطفال أو العبث في المذياع، وغيره من المؤثرات التي أصبحت الآن نادرة بالنظر إلى استخدام الجوال في الاتصال أو المراسلة أو الكتابة في برامج التواصل الاجتماعي، والحديث مع الأصدقاء خلال القيادة، في شكلٍ من أشكال عبث قائد المركبة في سلامة أسرته وسلامة مرتادي الطريق".
وأضاف: "جديرٌ بنا إيصال حلول جذرية للقضاء على الظاهرة التي يجب أن تبدأ من الأسرة والمجتمع في التعاون مع رجل الأمن في دور الرقيب، ولعل ذلك يعطي لنا تفاؤلاً بالدور الفعّال والشراكة المجتمعية مع كل أطياف المجتمع للوقوف حداً لتلك التصرفات اللامسؤولة كجانب توعوي، والدور المناط بنا كرجال أمن كجهة ضبط ميداني، لوقف تلك التصرفات السلبية، فالواقع الطبيعي بكل أسف مؤلم للغاية بنتائجه المروعة والسلبية، بعد أن أصبح استخدام الجوال سبباً رئيساً للحوادث المرورية، بل سبباً مباشراً لفقدان الكثير من مستخدمي الطريق."
تسبب بوفيات أكثر من كوارث الحروب
واتهم المذيع والمعد بقناة الصحراء معيض العتيبي وسائل الإعلام ببعض التقصير في قيامهم بالدور التوعوي تجاه تلك القضية التي ذهب ضحيتها الكثير والكثير من قائدي السيارات، مؤكداً أن وفياتها وإصاباتها أصبحت أكثر من كوارث الحروب، وأكثر من ضحايا مظاهرات بعض الدول.
ولفت إلى أن السبب يعود إلى استهتار البعض وغياب الرقيب من وضع حدٍ لهذه الظاهرة، وعدم وجود مخالفات أو عقوبات كافية، ولن تنتهي حتى تنتهي مواقع التواصل من الهواتف المحمولة في ظل جهل المجتمع بعواقبها، مؤكداً أن الدور الأكبر يقع على عاتق الرقيب الذاتي للإنسان.
الحكم الشرعي لاستخدام المحمول أثناء القيادة
من جهته حرَّم عضو هيئة الإفتاء بفرع الرئاسة العامة للإفتاء والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية، الشيخ خلف بن محمد المطلق، استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة، لافتاً إلى أن الدين أتى بحماية الضروريات الخمس: "الدين والنفس والنسل والعِرض والمال".
وقال المطلق في تصريحٍ سابق لصحيفة "
سبق": "استخدام السائق الأجهزة الذكية أثناء القيادة مخالفٌ للشرع؛ ولا يجوز؛ إذ يصرفه عن الانتباه لما شغل به، وهو صارفٌ للذهن والتركيز؛ ويجب الاحتراز واحترام أنظمة المرور وحقوق مستخدمي الطريق؛ كونها تلزمه باستخدام اليدين في القيادة، وفي حال اضطر إلى استخدام الجوال فعليه بالتوقف وإجراء اتصالاته."
ولفت "المطلق" إلى أن "الأُسر تغيرت طريقة تعاملها؛ نظراً لانشغالها بتلك الأجهزة الذكية، التي بها سلبيات خطيرة؛ إذ تسببت في حوادث وضعف التحصيل الدراسي والطلاق وتفكك الأُسر وانشغال الناس بعضهم عن بعض، وطلب المعيشة والبناء والتحصيل".
http://sabq.org/ieQo5d