دخل المواطن يرتفع بمسارين

راشد محمد الفوزان
الأربعاء 30 جمادى الاخرة 1435 هـ - 30 ابريل 2014م - العدد 16746

يعتقد الكثير من الناس «العامة» خصوصاً أن رفع الرواتب هو الحل لمشكلة ضعف قوته الشرائية وكفاية الحاجة له، وهذا غير صحيح بالطبع فمعدلات الدخل لا تعني بالضرورة الكفاية، فالقانون الاقتصادي في العالم هو كلما ارتفع الدخل زادت المصروفات، ورفع الرواتب لا يعني بالضرورة أبداً ثبات الأسعار، فالأسعار سترتفع لماذا؟ لأن راتب الموظف سيرتفع وتكلفة على المنشأة ستزيد وهذا يأتي على حساب الربحية التي ستتدنى إن لم ترفع الأسعار، فلا يجوز أن نتوقع رفع رواتب مع ثبات الأسعار هذه لا تحدث. ولا يعني أنني لا اطالب رفع الرواتب بل ترفع، ولكن بتوازن وحسابات متقنة وعميقة اقتصادياً، والأهم وهنا المفصل المهم هو ماذا يوجد من خدمات للمواطن «سكن - تعليم - طب - نقل» وهذه تشكل ما يتجاوز 70% من تكاليف الحياة لدينا، فهل هي متوفرة ومتاحة بكفاية للمواطن الآن؟ الواقع يقول لا. ونلاحظ أزمة السكن وتداعياتها والعلاج الطبي كم يحتاج من وقت ونمو التعليم الأهلي وضعف العام، وأخيراً انعدام النقل العام لليوم. ولم اتحدث عن الغذاء الذي هو متغير ومتقلب وفق الاحتياج لكل مواطن والسلع الأساسية هي متاحة للجميع بأقل الأسعار وهذا لا يحتاج لنقاش.

رفع الرواتب يتم بمسارين، الأول رفع مدروس ومقنن للرواتب، وتوفير الخدمات الأخرى، كمثال وفر السكن يعني أن المواطن سيوفر ما لا يقل عن 30% من راتبة، وهذا سيكون مفيداً له في الصرف على نفسه وحاجاته وقد يحقق ادخارا وهو مهم اقتصادياً، توفير السكن سيرفع الدخل بشكل ملموس لجميع المواطنين، فهو ليس سكنا فقط، قرار تنموي مهم للمواطن والدولة ومكاسب لا حصر لها هنا فهو أول الحلول المفترضة للمواطن لكي يكون قد حقق حلم عمره وحياته وهو السكن. لا تختزلوا حل ضعف الراتب بتدني الراتب فقط، بل هناك مصروفات مفترض أنها متوفرة وأساسية للمواطن لم توفر وهو يدفعها من راتبه، وهذا ما يضعف مستوى الدخل ضعيف وضعيف جداً. الحل الإستراتيجي الذي لا نقاش به هو «السكن – العلاج الطبي – النقل – توفر الخدمات الأخرى» كل هذا إن تم ستتغير معالم بلادنا ودخل المواطن.

يجب أن ندرك ونعرف سنن الكون الاقتصادية وهي بسيطة وموجودة، منها الأسعار لا تتراجع بدون تدخل الدول ودعمها أو بالأزمات، الغني يزداد غنى مالم يكن مقامراً، وهكذا من النظريات الاقتصادية ومن سنن الكون حاجة الانسان «للمأوى» أي السكن، فهي تحقق له قيمة كبرى ليست مالية فقط.

http://www.alriyadh.com/931514

كيف سيتم توفير السكن؟

هل سيكون السكن مجاني حتى يتمكن المواطن من توفير الـ 30% من الراتب؟

كل الحلول التمويلية للسكن تأتي باستقطاعات تتراوح بين 40 و 60% من الراتب فكيف سيتمتع المواطن براتبه في بيته؟

أمر أخر.. ألا ترون لاستمرار الارتباط بالدولار الضعيف وثبات سعر الصرف بدون تعديل دور في المعاناة؟