التجار..لم يبق إلا العظم!
محمد علي البريدي
٢٠١٣/١/٢٣
فكلوه هنيئاً مريئاً ولن يسألكم أحد؛ ثم اذرفوا بعدها دموع التماسيح، وستجدون الدعم والمساندة،
فقط هددونا برفع أسعار الأرز والأسمنت والشعير والبرسيم وحليب الأطفال، وستتغير في الحال كل القوانين والأنظمة الجديدة التي لا تعجبكم، ولولا كسلكم أنتم لا نحن لتغيرت -أصلاً- «ربطة الخبز أبو ريال» وأصبحت بريالين وثلاثة، وسنجد ألف سبب للشراء ولتغيير عاداتنا الغذائية السيئة والضارة إكراماً لكم..
أنتم الأهم في هذا البلد وكلنا نأخذ رواتبنا في آخر الشهر ونعيدها إليكم مضاعفة بمنتهى الأدب والخشوع، وإن رأيتم أن نساهم -كمواطنين- في إقراض العاطلين والمنقطعين والمنقطعات من حافز وأهل الضمان الذين لا يجدون ما يكفيهم كي يشتروا؛ فسنفعل عن طيب خاطر.
أهم شيء أن تكونوا سعداء ومبسوطين معنا، وأن تعذرونا على أي تقصير قد تجدونه من أي مواطن جاهل لا يعرف قدركم ومقامكم العالي.
أما الذين يقولون أنكم لم تنفعوا البلد بشيء فهم جهلة وغير محترمين، ويريدون إزعاجكم دون مبررات وجيهة.
لماذا تبنون هنا مدرسة أو تسورون حديقة ووراءكم مئات القصور الفخمة هناك في الخارج وهي تحتاج بالتأكيد إلى مصاريف هائلة؟
لماذا تتبرعون لمستشفى أنتم لن تحتاجوه أصلاً؟
ولماذا يطالبكم بعض السذج بالمساهمة في بناء مرافق عامة لن يمر بها أطفالكم المدللون والسعداء؟
كيف يجرؤ بعضهم على مطالبتكم بتقليد تجار الغرب؟
وماذا تفعل الحكومة إذن؟
نعم عليها أن تفعل كل شيء.
أما أنتم فخذوا راحتكم على الآخر، واحتكروا بالطريقة التي تعجبكم؛ فما نحن إلا ظواهر صوتية تعكر الصفو والمزاج، وتحاول ادعاء مبادئ وقيم لم يعد لها وجود!
http://www.alsharq.net.sa/2013/01/23/686537