22-07-2012, 11:52 AM
|
#1
|
الإدارة
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
|
وكأنهم لم يأكلوا قط >> محمد أحمد مشاط
وكأنهم لم يأكلوا قط
محمد أحمد مشاط
الأحد 22/07/2012
لقد أصبح النمط الاستهلاكي في حياتنا بارزاً بشكل لا يستطيع عاقل إغفاله وتحاشيه. ويتمثل في تغير سلوك كثير من أفراد المجتمع من مجتمع التواد والتراحم إلى مجتمع التزاحم والأنانية.
ولعل أصدق دلالة على ذلك، ما يقوم به الأفراد والمؤسسات التجارية والمؤسسات الإعلامية والترفيهية؛ من حملات قوية ومركزة لاستقبال الشهر الفضيل. انظر إلى سلوك الناس – على سبيل المثال – في البقالات الكبرى. ترى أرتال العربات المحملة بالمواد الغذائية، وكأننا نستعد لشهر تحطيم الأرقام القياسية "الجينيس" في كميات الغذاء والأكل. وانظر إلى المحطات التلفزيونية وكمية المسلسلات، وكأنها تتسابق للحصول على السعفة الذهبية بكان أو الأوسكار بهوليوود. ولو حسبنا عدد البرامج والمسلسلات وعدد المحطات التي تذيعها لغطى ذلك زمناً أطول من عدة شهور بل عدة سنين.
يتساءل المرء هل هذا هو شهر الصيام؟ وشهر التعاطف والتكاتف والتواصل بين الأقارب والجيران والأغنياء والفقراء؟ أم هو شهر الأنانية والأثرة والتباعد والتسابق والتزاحم وردم العواطف والروحانيات؟إن كان كذلك فقد فقدنا الكثير. والشواهد للأسف تبرهن على ذلك، من أول منظر الشخص الذي يلتهم "الهمبورجر" فاغراً فاه بشراهة، إلى آخر الذي يدفع عربته المتخمة بالمنتجات الغذائية وكأنه قادم من مجاعة!
كل ذلك مدعاة للبلادة والكسل والخواء الروحي والفكري ناهيك عن الشأن الاقتصادي.فيا أيها الاستهلاكيون، نظفوا أدمغتكم ونفوسكم من هذا الداء والدافع الذي يسيطر على سلوككم وعواطفكم. فما أحوجنا إلى سلوك المؤمن وخصال المسلمين، والتحلي بأخلاق القرآن العظيم. ولنجعل شهرنا ليس صوماً عن الأكل والشرب فقط، بل صوماً عن الاستهلاك ومغرياته ودوافعه. وذكراً لاخواننا الفقراء المحتاجين الجائعين، فهذه إحدى عبر الصوم الكبرى.
http://www.al-madina.com/node/391394
|
|
|
|
|
|
|