وزارة التجارة «معانا وإلا معاهم»
صالح إبراهيم الطريقي
منذ أن دخلنا القرن الجديد «21م» والمواطنون والمقيمون يعانون من تحد لمداخيلهم الشهرية رغم أنهم يستلمون نفس الراتب، أو ما يسميه الاقتصاديون «التضخم المالي»، ورغم أن هذا المصطلح يردد كثيرا، إلا أن الاقتصاديين لا يتفقون في تفسيراته، وهناك نظريات كثيرة حول هذا المصطلح، وحتى لا أزعج القارئ بالنظريات يمكن القول: إن
التضخم الذي يواجهه المواطن والمقيم يعني أن الـ 100 ريال في نهاية القرن الماضي أصبحت قيمتها الشرائية الآن 60 ريالا وكانت في 2006م قد ضمرت قيمتها إلى 40 ريالا.
وكان يقال لنا إن ارتفاع معدل التضخم «أزمة عالمية» ونحن لا نسكن وحدنا في هذا الكوكب فنتأثر بما يحدث له، فالتضخم في بريطانيا العام الماضي وصل إلى 5.2 %، ونحن مثلهم تقريبا «5.3 %» فلماذا تريد أن تكون مختلفا عنهم؟.
وهذا كلام لا غبار عليه، فنحن نتأثر بتأثر العالم، ونصاب بنفس أزماتهم، ولكن للأسف لا يحدث لنا ما يحدث لهم حين تنفرج الأمور على سكان بريطانيا على سبيل المثال.
فمعدل التضخم لدى بريطانيا هبط هذا العام إلى أن وصل في شهر مايو إلى 2.5 %، فيما نحن وفي نفس الشهر لم يحدث لنا ما حدث لهم، وما زال معدل التضخم فوق 5 %، فلماذا لا يحدث لنا ما حدث لهم، وما سبب هذا التضخم؟. هناك عدة أسباب يمكن لنا أن نتجادل حولها ونختلف، لكن مؤسسة النقد في تقرير التضخم للربع الأول 2012م تسعفنا، وتحدد لنا ما هو أهم سبب في رفع معد التضخم، إذ
تؤكد أن أهم أسباب التضخم «سلة تكاليف المعيشة، فقد سجلت مجموعة السلع والخدمات الأخرى ارتفاعا نسبته وصل إلى 8.8 %.
هذه المعلومة ستجعلنا نذهب لـ «نظريات عن أسباب التضخم»، وتحديدا «نظرية التكلفة الضاغطة» التي تقول:
إذ يمكن لمجموعة من الشركات «اتحاد المنتجين» أن يسلك سلوكا أشبه بسلوك شركة واحدة «الاحتكار» فيرفع الأسعار لجني أرباح أعلى، إن لم يكن هناك رقيب على هذه المجموعة.
وهنا تحديدا علينا أن نسأل الجهة المسئولة عن «اتحاد المنتجين» وزارة التجارة: «أنتِ معانا وإلا معاهم».
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0630513897.htm