السعودية: 12 مليار ريال تكلفة علاج الأمراض الناتجة عن التدخين خلال 4 سنوات
الانسداد الرئوي المزمن إحدى نتائج التدخين
تشير التقديرات في المملكة إلى وفاة 30 ألف مدخن في العام 2008، كنتيجة مباشرة للتدخين
جدة: علي شراية
قالت مصادر طبية سعودية لـ «الشرق الأوسط» إن تكلفة علاج الأمراض الناتجة عن التدخين خلال أربع سنوات في السعودية بلغت نحو 12 مليار ريال، مشيرة إلى أن هذه الامراض تستنزف الكثير من ميزانيات الرعاية الصحية مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الجهات الطبية وعلى الدولة بشكل عام.وأوضح الدكتور خالد مطبقاني نائب رئيس مجلس إدارة مستشفى جدة الوطني الجديد لـ «الشرق الأوسط» أن الأبحاث العلمية الحديثة أكدت أن التدخين أحد الأسباب الرئيسية المرتبطة بحدوث الوفاة في مختلف أنحاء العالم ومن ضمنها السعودية، حيث تشير التقديرات في المملكة إلى وفاة 30 ألف مدخن في العام 2008، كنتيجة مباشرة للتدخين.
وأشار الدكتور خالد أنه وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية فقد تم تصنيف التدخين كإدمان يستوجب العلاج والمساعدة، مشيراً إلى أن تكلفة علاج الأمراض الناتجة عن التدخين في الفترة ما بين عامي 2000 - 2004، باهظة جداً، إذ تصل إلى 12 مليار ريال سعودي، وتستنزف الكثير من ميزانيات الرعاية الصحية مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الجهات الطبية وعلى الدولة بشكل عام. وفي السياق نفسه، أعطى الدكتور شريف رفعت استشاري الأمراض الصدرية وزميل الجمعية الأمريكية لأطباء الصدر، مثالاً لما يتكبده الاقتصاد من خسائر نتيجة علاج مرض واحد له ارتباط مباشر بالتدخين، وهو مرض الانسداد الرئوي المزمن، والذي يعد ثاني أهم أسباب أمراض الجهاز التنفسي المؤدية للتنويم بالمستشفيات بالمملكة بنسبة تصل إلى 18 في المائة.
وأضاف الدكتور رفعت «بالإضافة لكونه رابع أهم الأمراض المؤدية للوفاة بالمملكة، وتصل تكلفتها السنوية العلاجية للمريض المدخن أكثر من عشرة أضعاف تكلفة علاج الإقلاع عن التدخين لنفس المريض». من جانبه، دعا عبد الله السروجي مدير الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات إلى ضرورة تكاتف كافة الجهود من أجل مساعدة المدخن على الإقلاع عن التدخين، سواء من خلال تشديد إجراءات منع التدخين في الأماكن العامة، ومواصلة حملات التوعية بين المدخنين وغير المدخنين.
كما دعا السروجي إلى توفير أي وسائل علاجية أو دوائية لمساعدة المدخن على التخلص من هذه «الآفة» بحسب تعبيره، مع الوضع في الاعتبار أن التدخين هو نوع من أنواع الإدمان العضوي المرتبط بعادة وليس كما يعتقد البعض بأنه مجرد عادة يستطيع المدخن التخلص منها وقتما شاء. بينما أوضح الدكتور مجدي محسن مدير الشؤون العامة بشركة فايزر السعودية أن الدراسات الإحصائية تؤكد أن السعوديين يحرقون أكثر من 5 مليارات ريال ثمناً لـ 40 ألف طن من التبغ يستهلك بالمملكة سنوياً.
وقال «وهو رقم مخيف إذا ما وضعنا في الحسبان أنه يعادل قيمة واردات المملكة من سلعة غذائية أساسية مثل الأرز، وإيقاف التدخين سيساهم في منع الإصابة بأكثر من 90 بالمائة من أنواع السرطان المختلفة، وبالتالي تحسين مستوى الصحة العامة بصورة ملحوظة».
وبالعودة للدكتور مطبقاني الذي طالب بضرورة العمل على تفعيل «شباب بلا تبغ» والذي رفعته منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي لمكافحة التدخين، وذلك من خلال افتتاح عيادة مكافحة التدخين وتوفير الحلول الناجحة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.
يشار إلى أنه تجاوباً مع صيحات التحذير التي أطلقها مسؤولون حكوميون ومواطنون وخبراء الصحة بالمملكة بضرورة التعامل بجدية للحد من انتشار التدخين من أجل خفض معدلات الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة المؤدية للوفاة مثل مختلف أنواع السرطان وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والشرايين، دشن الدكتور سامي باداوود مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة خلال الأسبوع الماضي، أول عيادة خاصة لمكافحة التدخين على مستوى البلاد في مستشفى جدة الوطني الجديد بالتعاون مع شركة فايزر للأدوية.