سياحتنا الداخلية (المطاعم كلها مشتاقة لك)

غانم الحمر
2012/5/31

عندما تذهب للسياحة في أي بلد من بلدان العالم التي تهتم بالسائح، وتجد في السياحة دخلا ينمي إيراداتها الاقتصادية فإنك تجد ملامح ذلك الاهتمام في كل مكان بدءاً من صالات القدوم بالمطارات التي تجد مكاتب الاستعلامات تستقبلك وتجيب عن استفساراتك وتهب لمساعدتك وإرشادك، ثم الفندق الذي تتزل فيه تستقبلك غرف الاستقبال بأنواع (البروشورات) التي تعرفك بالمدينة وأبرز الفعاليات السياحية وخرائط الأماكن المهمة من خدمات ومواصلات، وأشهر المعالم، وتخفيضات المواصلات والملاهي التي يشترك فيها الفندق، نفس المعلومات تجد نسخا منها في غرفتك، تشعر أن هذه المدينة تعرفك وتعرفها منذ زمن وتمد إليك يديها لتحتضنك،تعجب عندما تجد كل السكان الاصليين يعملون كمرشدين سياحيين ويتبرعون بمساعدتك اينما تكون، كل شيء يدعوك للبقاء ويجذبك اليه ويترك ذكرى جميلة تحرضك على العودة.

وللمقارنة فالأمر يختلف تماما في سياحتنا الداخلية ، فأول (المرمطة) تبدأ من المطار،وصعوبة الحجوزات في فترة الصيف،والاحتمال في التأخير أو أن تجدك في مكان وأمتعتك في مكان خر، ثم في معاناة البحث عن شقق مفروشة أو فنادق مناسبة،ثم(توهانك)في المدينة التي تقطن فيها فلا تجد بأماكن إقامتك سوى بروشورات المطاعم، حتى انك تشعر أن الفنان محمد عبده يصدح بصوته الشجي مغنيا (المطاعم كلها مشتاقة لك)، ثم الزحام المهول والطرق المغلقة فجأة وقضاء نصف متعتك المسائية بالوقوف أمام إشارات المرور، والأسعار المرتفعة غير الخاضعة للرقابة والتي لا تتواءم والخدمات المقدمة،والضعف في سلامة الملاهي وأماكن الترفيه، بكل اختصار السياحة لدينا هي نوع من وعثاء السفر وكآبة المنظر، وضغطا رهيبا على أعصابك تحتاج بعد قضائها إلى فترة راحة لعدة أيام.

http://www.alsharq.net.sa/2012/05/31/316535