شهر استغلال المستهلك

عبدالعزيز الخضيري
2012/4/20

بدايةً أقدر لجمعية حماية المستهلك اجتهاداتها غير الموفقة -برأيي- في كثير من خططها وأدائها بشكل عام، وبخلاف خرائطها ومشروعاتها ومراكزها ولجانها ومؤشراتها ودراساتها وأدلتها ومطبوعاتها وتهديداتها التي توحي للمتلقي أنها (وزارة) وليست جمعية أهلية، أقول: بخلاف ذلك فإن ما استوقفني فعلا هو (فعاليات شهر المستهلك) الذي قالت عنه الجمعية ما لم تقله إمارة دبي عن فعاليات مهرجاناتها السنوية التي لا تنقطع.

ولعلي أظن -وبعض الظن إثم- أن سبب هذه الهالة وهذا الضجيج الإعلامي لفعاليات قليلة في شهر كامل -وهو ما أنا مقتنع به تماما- هو الوجود الإعلامي لا غير، وأن هذه الهالة جزء لا يتجزأ من لجلجة الجمعية الإعلامية. كما أن ما تم تسميته بـ(شهر المستهلك) ما هو إلا لذر الرماد في العيون ولتلميع نشاطات الجمعية أمام الآخرين. وإنشاء قصة جديدة من القصص الإعلامية التي عفا عليها الزمن.

فعندما أتابع تصريحات الجمعية عن هذه الفعاليات أجدها محصورة في مدينة الرياض فقط وفي أيام معدودة من شهر مارس، متناسية عشرات المدن الكبيرة ومئات المدن الصغيرة وكذلك القرى في المملكة وهي التي في أمس الحاجة لهذه الفعاليات لإضافة حراك ثقافي وإعلامي لها، ناهيك عن أن بعضاً من هذه الفعاليات التي شارك بها بعض الإخوة العرب -لأن السعوديين لا يفهمون في ثقافة وشؤون وهموم المستهلك- كانت متواضعة جدا من ناحية الحضور.

إن تواضع حضور هذه الفعاليات يجب أن يستوقف المسؤولين عن الجمعية وأن تفكر في السبب والبحث عن ضعف وإحجام الناس عن حضور فعالياتها، بل يجب على الجمعية بحث مسألة عدم تفاعل المستهلكين معها بشكل عام.

إن ثقة المستهلك في جمعيته على المحك، فهل تبادر الجمعية بجرد حسابها -وبكل وضوح ومصداقية- خلال الفترة الماضية، أم تأخذها العزة وتكابر على حساب سمعتها أمام المستهلكين؟

http://www.alsharq.net.sa/2012/04/20/231070