حول العالم
موقع الخدمات السيئة
فهد عامر الأحمدي
كم مرة اشتريت سلعة ثم اكتشفت فيها عيبا أو مشكلة فرفض البائع ردها أو إصلاحها؟
وكم مرة تحملت عناء تحويلها للوكيل والانتظار لأيام وأسابيع دون فائدة؟
وكم مرة بحثت عن جهة تساندك فاكتشفت في النهاية أنك "قد أسمعت لو ناديت حياً"؟
الجواب (كثيييير) … وحدثت لغيرك (كثيييير)…
فحين أعود بذاكرتي للوراء أتذكر مواقف كثيرة تورطت خلالها بشراء منتجات "مضروبة" عجزت عن إعادتها أو استبدالها أو إقناع البائع بتحمله "لضمان الوكيل".. وأفضل ما يمكن فعله في هذه الحالة الموافقة على الانتظار وبعثها للاستبدال أو الإصلاح رغم أنك لم تتسبب بذلك فتموت فرحتك وربما فرحة أطفالك في مهدها.. وفي حال ذهبت للوكيل ستأخذ لديه عدة أسابيع وربما عدة أشهر (في حال كنت تسكن في مدينة غير الرياض وجدة حيث المراكز الرئيسية) تعود بعدها السلعة دون إصلاح أو بعيوب إضافية..
وخلال ذلك لن تجد من يقف معك (لا وزارة التجارة ولا حماية المستهلك ولا أي جهة رسمية أو مدنية) فتزداد غيظاً ويزداد لدينا تعنت الوكلاء واستهوان الشركات العالمية.. فالأنظمة والإجراءات لدينا ضبابية ورخوة بحيث يخسر المواطن على الدوام وتدرك الشركات بمرور الأيام أن (عدم التجاوب) هو الحل الأسهل في السعودية!!
واليوم أريد منك نسيان وزارة التجارة وحماية المستهلك (وكل المباني الرسمية ذات اللوحات الذهبية) واعتماد مبدأ إخبار المستهلكين ومشاركتهم في تجربتك . فمن خلال خبرتي المتواضعة اكتشفت أن الشركات لدينا لاتخشى إلا على سمعتها وانتشار خبر تعاملها السيىء لدى بقية المستهلكين.. لهذا السبب أنصحكم باللجوء للانترنت والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي للكتابة عن تجاربكم ونشر أي تعامل سيىء أو منتج مغشوش أو خدمه مخادعة أو رسوم خفية تقف وراءها أي شركة أو مؤسسة أو وكيل بيع...
ولا يجب أن يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يجب عليك بعث نسخة مما كتبت الى قسم العلاقات العامة في الشركة ذاتها وإخبارهم صراحة أن ما كتبته عنهم ينتشر بسرعة على الانترنت وستسعى قريبا لنشره في احدى الصحف.. وفي حال كانت الشركة ذكية بما يكفي ستقول لنفسها عاجلا أم آجلا: "هذا يكفي، ربما خدعنا الرجل وكسبنا منه بضعة ريالات، ولكنه بهذه الطريقة سيمنع عنا آلاف العملاء المحتملين ويتسبب بخسارتنا لأضعاف ما أخذنا منه"… وبيني وبينك حتى لو تستعيد حقك بهذه الطريقة يكفيك شرف تنبيه عشرات العملاء غيرك ومنع الشركة من الاستفادة منهم مستقبلا!!
ولأنني طبقت هذه الطريقة بنجاح أكثر من مرة (ولكن ليس في زاويتي أو صحيفتي) أدعو خبراء التصميم والبرمجة للمشاركة في إنشاء موقع الكتروني متخصص بتقييم وتصنيف المنتجات والخدمات التي تقدمها كافة الشركات.. موقع مفتوح يعزز أسلحة المواطن أمام الشركات المعنية كما هو شأنه في المجتمعات الغربية ويتيح للزوار إخبارنا بتجاربهم السلبية والإيجابية وترك تقييمهم سواء بالتعليق أو "النقاط"..
والفكرة بحد ذاتها ليست جديدة كونها تستخدم من قبل بعض المواقع لتقييم مستوى الفنادق والخدمات والسلع التي تبيعها.. ولكن الفرق أن موقعنا المفترض لا يبيع شيئا بل يهتم ب(التقييم) وذكر سلبيات ومحاسن ماجربناه وتعاملنا معه.
… وصدّق أو لا تصدّق؛ موقع كهذا يصب أيضا في صالح الشركات ذاتها كونه يعمل ك(ترمومتر) يقيس خدماتها ويقيم منتجاتها ويكشف تقصير وكلائها ويحسن خدمات مابعد المبيع ، ناهيك عن أن التحذير (مقدما) من خدمة معينة أفضل للشركة من إقبال الزبائن عليها ثم خسارتهم بسببها (للأبد)!
… والآن ؛ راجعوا المقال جيداً لتكتشفوا أنني لم أذكر اسم أي شركة أو منتج كوني أهتم فقط بالفكرة والمبدأ… فمن يستطيع المشاركة؟
التعليق :
هذه الفكرة هي من ضمن أهداف موقع مقاطعة الذي نفخر بالانظمام إليه
تحياتي لك يا أيها الكاتب الكبير / فهد عامر الأحمدي