مطرح ما يسرى يهري
احمد بن جزاء العوفي
الأحد 04/03/2012
لم يعد غريبا أن نسمع كل يوم عن إغلاق مطعم أو تسمم جماعي بسبب أكلة من مطعم ، فهذا غيض من فيض ، و ماخفي كان أعظم ، فهناك مطاعم نحرت فيها النظافة،ومع ذلك نجدها مكتظة بالأفواه الجائعة التي تعودت بطونها على(بربسة) هذه المطاعم واللي (يفقع قلبك) هو انك تجد من يتعب نفسه بعمل دعاية مجانية لها وإذا سألته عن النظافة رد وبكل ثقة : يارجال لنا سنين نأكل منها و ما شفنا إلا العافية ، يعني بالبلدي (تلايط) لا تسوي نفسك أبو العريف وأنت من جنبها .
أذكر أن أحدهم أصر على دعوتي للعشاء ،في ذلك المطعم الذي لا مثيل له،وأحسن من طبخ (أم العيال)،حسب زعمه ،وصلنا إلى المطعم الذي ينبيك ظاهره عن سوء باطنه،لاحظ صاحبي تغير وجهي ، فقال ممازحاً : أهم حاجة الأخلاق، يعني لا يغرك المظهر،استقبلتنا أسراب الذباب عند دخولنا ،
وقابلنا ذلك العامل الذي يخيل إليك من الوهلة الأولى انه عامل (بنشر) وقد تعصب بعصابة، تأبى أي بكتيريا عندها ذرة كرامة أن تقيم فيها،أشار بسبابته التي اكتحل أظفرها بالسواد ، إلى مكان جلوسنا، ثم لحقنا بالسفرة،وأخذ يسرد علينا (المنيو) برياني دجاج ( نشقه) دجاج شواية ( نشقه) ، حتى انتهى من سرد حوالي خمس عشرة نشقه عفواً اقصد صنفاً ، قلت لصاحبي : خاف الله أنت ناوي تذبحنا ؟!!! ، رد بثقة : يارجال والله ما قدامك إلا العافية ، أنت جرب أكلهم والله إن تسكن عندهم ، قلت في نفسي (أمحق سكن) ، وُِضعَ الطلب،وشمر صاحبي عن ساعده ، وبدأ معركته مع الصحن ، بينما انشغلت في معركة ضد الذباب، نظر إلي قائلاً وقد امتلأ فمه بالأكل : خل عنك الذبان وتعشَّ !!! قلت له : أي عشاء الله يرحم والديك،رد وهو(يعلج) أحمد ربك غيرك ما حصلها ،انتهى صاحبي من (طفحه) وقد بدا كأن لغما ثار في صحنه،ودعنا ذلك العامل وهو يبتسم ، وكأن لسان حاله يقول ( مطرح ما يسري يهري ).
سألت صاحبي بتعجب وين البلدية وين الصحة ؟! حرام المطعم ذا فاتح ،رد وهو يخلل أسنانه ما عندك أحد ،لا ، وأزيدك شوق مرتين يقفلونه بسبب حالات تسمم !!! .
كثيرة هي المطاعم والبوفيهات التي على شاكلة هذا المطعم ، فمن أمن العقوبة أساء الأدب ، فالرقابة شبه معدومة،وحتى إن كان هناك ريحة رقابة، فهناك المحسوبيات ،والرشاوى ،وأطعم الفم تستحي العين .
ولعل تعدد جهات الرقابة وعدم اقتصارها على جهة واحدة قد يسهم في القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها ،كما ينبغي إيجاد رقم موحد لاستقبال الشكاوى والملاحظات مرتبط بالدوريات الأمنية ، التي تعمل محضرا بالواقعة ثم تحولها إلى البلدية، ويلزم صاحب المطعم بوضع الرقم في مكان بارز ، على أن يتم التشهير بالمطاعم المخالفة في الصحف بالاسم ، وياليت لو كان مكان إعداد الطعام مشاهداً للزبائن .
و يبقى المواطن هو خط الدفاع الأول، في ظل سبات الجهات الرقابية، ولكن مع صاحبي وأشكاله أعتقد أننا ننفخ في قربة مخرومة.
http://www.al-madina.com/node/362014