من المركز التجاري .. أكتب لكم مقالي !!


01-30-1433 11:27 AM


لست عادةً من مرتادي المجمعات التجارية العصرية ومراكز التسوق الكبرى ـ بشكل دائم ـ وأقصد تلك التي تضم المطاعم والمقاهي المفتوحة والألعاب الترفيهية .

فشخصيا تبقى الأسواق بالنسبة لي مكان للتبضّع وشراء الاحتياجات , وليس وجهة مناسبة للترويح والتنزّه ، أو محلا مريحا وملائما لتناول الطعام بهذا الشكل المكشوف المختلط !

ولكن الحقيقة أن تلك المراكز المكتظّة بالزائرين خاصةً مع نهاية الأسبوع , تمنحك وغيرها من الأماكن العامة صورا مطابقة وواضحة لواقع المجتمع , كنافذة توفّر لك إطلالة عابرة ـ لكنها كافية ـ على أحوال الناس ، عاداتهم ، طبائعهم , المتغيرات التي استجدّت في حياتهم فبدّلت الكثير في شخصياتهم وجوانب معيشتهم .

ساعات قليلة كنت مضطرة فيها للتواجد في ساحة تعجّ بالأفراد والأسر .. الرجال والنساء .. من شتى الجنسيات والطبقات .

فكان لي هذه التصورات والانطباعات السريعة :

ــ نظرة خاطفة لمحلات خطوط الأزياء والماركات الشهيرة وحجم الإقبال الضخم على الشراء منها رغم أسعارها الباهظة , تكشف عن اهتمام متزايد بالمظاهر والقشور ربما لمجرد التباهي أو تعويض نقص معين في حين أن بالإمكان اقتناء الكثير من الاحتياجات ـ الأنثوية خاصة ـ بأسعار معقولة جدا وبجودة وأناقة عالية .

ولكنها للأسف بعض العقليات التي تقيّم الأشخاص دوما بناءً على مظاهرهم ! والأشياء بناءً على ثمنها المادي المرتفع وإلا فلن تجد القبول والرضا .

ــ متابعة بسيطة لهذا التدافع في الإنفاق والاستهلاك ربما دون حساب أو تقدير يذكرني بتلك الصفة الذميمة التي عُرفت عن السعوديين والخليجيين على وجه العموم " الهدر والإسراف " . نظرة خاطفة للعربات المُثقلة بالأغراض , والأطباق المتراصة فوق طاولات الطعام بما يفوق الاحتياج , ووضع الأموال الطائلة بأيدي الأطفال لتُصرف بفوضى ومبالغة في شراء تذاكر الألعاب والبالونات والحلوى و الآيس كريم , كل ذلك وغيره يوحي لك أن تراجع المستوى المادي لبعض الأسر وغلاء الأسعار الحاصل مؤخرا لم يرافقه ما ينبغي من تصحيح العادات الاستهلاكية. وهنا أشيد كثيرا بميزة الترشيد وحسن التدبير الظاهر لدى إخوتنا العرب من مصر والسودان وبلاد الشام حيث يبدو كل شي لديهم موزونا وفي موضعه الصحيح !

ــ التفاته سريعة لما وصل إليه حالنا في قضية اللباس تثير الحزن في النفس ! فالحجاب يغزوه الكثير من صور العبث والتغيير ... عباءات تغلب عليها الألوان والزركشة وكل أشكال الزينة .. وعجبي ! أي حجاب هذا ؟ وأي غرض سيؤديه إن بات هو في حد ذاته زينةً وجاذبا للأنظار ؟!

أحيانا أتساءل وأتمنى أن أجد جوابا لسؤالي هذا يوما ما : تلك التي تخرج من منزلها قاصدة التوجّة لمكان تعلم مُسبقا ازدحامه بعشرات أو مئات الرجال الأجانب لماذا إذن كل هذا التجمّل والتعطّر ؟!

وبعيدا عن الحجاب تظهر أيضا الكثير من التقليعات الغريبة المخالفة لهويتنا الإسلامية والعربية كبعض قصات الشعر وأنواع الملابس التي يرتديها الأطفال والشباب .

ــ لفتات كثيرة تعكس سلبيات موجودة في المجتمع كهذا الإغراق الصارخ في عالم التقنية والانهماك في عالمها لدرجة الانفصال عن محيطنا ومن حولنا , صغارا وكبارا .. الكل منصرف تماما إلى الجهاز يحتضنه بين يديه أو يعلّقه على صدره .. وكل إحساسه وفكره وبصره منصبا عليه !

أخيرا : أعترف أنني اتخذت من الخروج بهذا المقال مبررا لممارسة عادة لئيمة ليست من طباعي حقيقة ! ألا وهي استغلال مقعدي هذا وموقعي المركزي في هذا المجمع التجاري للمراقبة الغبية الساذجة لتحركات الآخرين ! .. أتوب إلى الله مما صنعت , عفا الله عني وعنكم , والسلام عليكم .

http://burnews.com/articles-action-show-id-5623.htm

من اكثر الاشياء اللي تضايقني عند ذهابي مع عائلتي للمراكز التجارية هي تلك النماذج السيئة لبعض شبابنا وبناتنا الله يهديهم يؤزهم الشيطان للمعاصي أزا وهذا طبعا خارج موضوع المقال
اما الاسراف والبطر وتبذير الاموال فحدث ولا حرج