لا حياة لمن تنادي!
الأربعاء 07/09/2011
محمد الرطيان
(١)
أدخلوا موقع أي صحيفة سعودية، أدخلوا إلى زاوية أي كاتب يتحدّث عن الشأن المحلي والمشكلات التي تواجه المواطنين، حاولوا أن تقرؤوا ردود الناس على المقالة.. أجزم أنكم ستجدون بين هذه الردود هذه العبارة تتكرر كثيرًا: (لا حياة لمن تنادي)! ولو عمل استفتاء عن أكثر عبارة يكتبها المواطن السعودي ردًّا على أي خبر، أو قضية، أو مشكلة محلية، لفازت العبارة بالمركز الأول! لماذا؟
لأن المواطن لا يرى أي ردة فعل لما يطرح، ولا يذكر آخر مرة خرج فيها هذا المسؤول، أو ذاك ليرد عليه، أو يُوضّح له أو يعده ببرنامج واضح وتاريخ محدد لإنهاء المشكلة..
وإذا خرج إليهم -في حالة نادرة وفريدة من نوعها- يقول لهم.. على سبيل المثال: لا تتجمعون مثل الحريم، أو: غيّروا عاداتكم الغذائية.. أو غيرها من التصريحات (الطوام) المشهورة!
(٢)
الناس تشكو من غلاء أسعار بعض السلع، والمقالات تكتب حول هذا الأمر، والناس تصرخ في الفضاءات الإلكترونية.. ولكن (لا حياة لمن تنادي)..
والدليل: كم مرة سمعتم صوت وزير التجارة، أو ردة فعله.. وكذلك رئيس حماية المستهلك! على فكرة: هل تعرفون -أصلاً- اسم رئيس حماية المستهلك؟! المستهلك: هل هي مأخوذة من استهلاك المواطن أم هلاك المواطن؟!
(٣)
عودوا بالذاكرة إلى عشرات الكُتّاب ومئات المقالات التي كُتبت في العام الماضي عن هيئة الاستثمار..
ما الذي حدث؟.. لا شيء!
(٤)
حاولوا أن تتذكروا -رغم صعوبة المحاولة- عدد المرات التي تحدّثنا فيها عن «السرير الخرافي» الذي لا يأتي إلاّ بمعروض.. وتذمر الناس من خدمات وزارة الصحة.. هل تم إيجاد السرير؟ حتى هذه اللحظة -وعند مرض أي أحد من أقاربك- أول جملة ستجابهك هي: لا يوجد سرير!
هل هنالك من يهتم لأنين المرضى، وصراخ أهاليهم بين جشع المستشفى الخاص، وصعوبة المستشفى الحكومي الذي لا تحصل على سريره إلاّ بالواسطة و»حب الخشوم»؟!
(٥)
وعود وزارة التربية والتعليم بالتعيين، وترسيم المتعاقدين معها.. أين ذهبت؟ لا نعلم! الذي نعلمه أن بعض المتعاقدين انقطعت رواتبهم طوال فصل الصيف. هل جرّب أي أحد من مسؤولي الوزارة الدخول ولو لمرة واحدة إلى منتداهم الإلكتروني؛ ليقرأ معاناتهم، ويُفكِّر بحلول لمشكلاتهم، ويعرف رأيهم الصريح به وبأدائه؟!
(٦)
قائمة (لا حياة لمن تنادي) تطول وتشمل أغلب القطاعات: الخطوط، الجامعات، وزارة العمل، الشركات الكبرى، وزارة الخدمة المدنية.. الجميع يعتمد سياسة: طناش!!
يا أصحاب المعالي: لا بد أن يكون لصوت الناس صدى لديكم ومنكم.. أسوأ شيء أن يُردِّد الناس (لا حياة لمن تنادي)، هذا يعني أنهم أصابهم الإحباط.. وتذكّروا أنكم لستم سوى موظفين، تحصلون على رواتبكم وامتيازاتكم لكي تخدموا الناس؛ وترعوا مصالحهم وتحلوا مشكلاتهم.
من غير المعقول أننا لا نحفظ أسماءكم، ولا نسمع أصواتكم خلال سنوات!.. فزّوا.. تحرّكوا.. صرّحوا.. قولوا لنا إننا نكذب.. أو لا نفهم.. أو أي شيء! لكن اتركوا سياسة أذن من طين وأذن من عجين..!
http://www.al-madina.com/node/325324