التنفيذ... والوعي بالمسؤولية
السبت, 19 مارس 2011
عبدالعزيز السويد
حرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استهداف أهم القضايا التي تشغل بال الشارع السعودي، وهو حرص متوقع وغير مستغرب، ولو تمكنت «الجهات المختصة»
أي تلك التي يوكل إليها التنفيذ في العادة، من محاولة اللحاق بطموحات خادم الحرمين الشريفين وتطلعاته وهواجسه تجاه الوطن والمواطن لكنا في وضع مغاير تماماً.
من تلك الرؤية الملكية جاءت الأوامر الصادرة أمس لمعالجة اختناقات وفتح آفاق رحبة، مع وضع النقاط على الحروف في قضايا كانت محل مراوحة. حزمة كبيرة من القرارات لا يمكن الإشارة إليها في مقال واحد، أيضاً لا يمكن قراءة آثارها بسرعة لتنوّعها وشموليتها لأكثر من قطاع.
في العام كان واضحاً تأكيد ثوابت معروفة، برز هذا في الدعم الحريص على تقدير دور المفتي وهيئة كبار العلماء والإفتاء من خلال تأكيد حصانتهم من المساس إعلامياً بالنقد، وبرز ذلك أيضاً في دعم أجهزة أخرى لها عناية بالشؤون الدينية مثل الإفتاء وتحفيظ القرآن والعناية بالمساجد والأمر بالمعروف.
وفي الخاص، وضعت النقاط على الحروف في قضية مكافحة الفساد التي طال انتظار تفعيلها، فتم تعيين رئيس للهيئة التي أعلن عنها قبل سنوات، مع وضع جدول زمني لإصدار نظامها «ثلاثة أشهر»، وهذا مما يبعث على التفاؤل، والأستاذ محمد الشريف الذي اختير لتولي هذه المهمة النبيلة خبير في العمل الحكومي - وهي حاجة ملحة في هذه المهمة - أيضاً هو متابع للشأن العام، ومن كتاباته يلمس القارئ إحساساً وتفاعلاً مع قضايا وهموم تشغل بال الجميع.
ومع مكافحة الفساد، استهدف الملك عبدالله بن عبدالعزيز البطالة مرة أخرى، وزاد جرعة لتفكيك اختناقات الترقيات للموظفين من عسكريين ومدنيين، وهي مسألة مهمة الشكوى منها معروفة، إضافة إلى استحداث وظائف الرقابة بخاصة للتجارة التي تشتكي من ذلك،
وبرز حرص ملكي مشدد على التشهير بالمخالفين من التجار، وبعد هذا الأمر المشدد لا مكان للنقاش والتنظير حول إمكانية التشهير، وفي المضمون تحذير من رفع الأسعار مع زيادة الضخ المالي.
لا شك في أن حزمة القرارات الملكية هذه مع سابقتها قبل أسابيع قد أوجدت حالة من الراحة والبهجة لدى شرائح عريضة من المواطنين.
بقي أمر في غاية الأهمية حتى تحقق الأوامر الملكية نتائجها المطلوبة وهو التنفيذ، تفسيراً وسرعة أداء، حيث إن بعض الأجهزة الحكومية التي من مهامها التنفيذ تقوم أحياناً بدور سلبي، إما بتعقيدات أو تفسيرات تقلل من الأثر الإيجابي للأوامر والقرارات، الكرة الآن في ملعب التنفيذ.
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/245948