بصوت القلم
بل المقاول رجل ديك الفساد
محمد بن سليمان الأحيدب
يقول رئيس لجنة المقاولين (لا فض فوه) إن المقاولين بريئون مما حدث في كارثة جدة، حيث يقتصر دورهم على التنفيذ وفقا لإشراف الجهة الحكومية !! انتهى.
هذا القول مقبول مع المشاريع التي تنفذ وفقا لما أعد لها من مواصفات هندسية وجدول مواد عند الطرح في المناقصة، ومقبول عن المشاريع التي تكمل عمرها الافتراضي دون أن تعيب أو تتعطل، وغير مقبول مطلقا مع الجسور التي تتهاوى أركانها قبل أن يكتمل بناؤها ولا تلك التي يقصم ظهرها بلوغ أحمالها نصف المحدد لها، ولا الجسر الذي يميل مع الريح أو تغوص أعمدته في التراب، وغير مقبول مطلقا مع الأنفاق التي لا تصرف رشة مطر أو تلك التي تحن جدرانها إلى التقارب قبل أن تحتفل بربيعها الأول.
إن المقاول يا رئيس لجنة المقاولين هو الرقم الصعب في معادلة الفساد بل هو المغري على الفساد والمستفيد منه والحريص عليه وأسرع الناس هروبا من تبعاته بكل أسف ولعل أحد أهم أسباب تمادي المقاول الفاسد (وهم كثر) أن التشهير بالراشي والرائش والمرتشي لم يطبق بعد وإن كانت المباحث الإدارية ناشطة في هذا المجال إلا أن أحداث كارثتي جدة الأولى والثانية ستؤدي بإذن الله إلى التسريع بتطبيق عقوبة التشهير دون مزيد من التردد والمجاملة والأعذار، وعندها سيجد المقاولون أنهم رقم الفساد الصعب في البداية والنهاية. ثم إن المقاول (مع كل احترام للأمين والصالح والنظيف منهم) هو رجل الديك التي إذا سحبت (جابت) الديك الفاسد كله بأجنحته المرفرفة وظهره القوي ورقبته الطويلة ورأسه وعرفه الأحمر على أساس المثل الصادق (رجل الديك تجيب الديك) فالمقاول يعرف من ارتشى ويعرف من غض الطرف وانتفع ويعرف من رأى وكأنه لم ير ويعرف من تعفف وامتنع.
إن تهرب المقاول من مسؤولية الفساد يذكرني بما ذكر عن الشيطان في أكثر من موقع في القرآن الكريم عندما يغوي ابن آدم فإذا وقع وحلت به العقوبة تبرأ منه الشيطان وقال «إني بريء منك، إني أخاف الله رب العالمين».
www.alehaidib.com
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0215400758.htm