هل سعينا لتحقيق الأمن الغذائي«صحة » و «اقتصاداً " كما نبحث عنه» وفرة"
يكتبها - محمد طامي العويد
قرأت..تحركاً صائباً في توجهاته تمثل في سعي جهات ذات علاقة بالغذاء وأمنه على المستوى العام والخاص لإنشاء خزن استراتيجي يوفر الغذاء وقت الأزمات سواء سياسية أو مناخية أو اقتصادية ، وهي أزمات وإن تأثر بها العالم أجمع إلا أن آثارها جاءت وستأتي - ما لم يتم الاحتياط لذلك - مضاعفة على منطقتنا الخليجية عموماً مع شح مواردها الذاتية " الغذائية والمائية " نسبة لطبيعتها الجغرافية والتي تدفعها على الدوام للاعتماد على استيراد الغذاء الجاهز ومدخلاته بشكل كبير .
سمعت..ان هذه التحركات الحميدة تنطلق كركن أساس في مفهوم الأمن الغذائي ولكنه لن يحقق كل أهدافه ما لم يشمل كل ركائز ذلك الأمن بحسب تعريفاته الرسمية والإنسانية وليست المجردة ، حيث يحصر البعض تعريف الأمن الغذائي بقدرة الدول على توفير الاحتياجات الضرورية لكافة السكان في الحالات الحرجة والطارئة ، وهذا التعريف الذي يركز على مفهوم التخزين فقط يأتي متعارضاً مع المفهوم الذي استقرت عليه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو ) في تعريفها للأمن الغذائي والتي أكدت بأنه يتحقق عندما يتمتع البشر في بلد ما وفي جميع الأوقات بفرص الحصول ، من الناحية المادية ، على أغذية سليمة تلبي حاجاتهم الغذائية . وهو تعريف لم يقف عند توفير الغذاء - وقت الأزمات - بل في السعي لاستقرار أسعاره وفي خلوه من كل ما يضر بصحة الإنسان – في كل الأوقات - ، ومع كم الأمراض المنتشرة وإحصائياتها المخيفة والتي تشير بأصابع الاتهام للكثير من صناعة الأغذية والمشروبات – والتي تقف هيئة الغذاء والدواء - وهي المسئولة عن الأمن الغذائي " صحيا " - حائرة أمام ادعاءات هذه الصناعة الملتوية والمعقدة والمحترفة ، وأمام تحذيرات أولي الاختصاص من خطورة الأنماط الغذائية السلبية لدينا يكون الوقت مناسباً لنتساءل .. هل حققنا الأمن الغذائي " صحة " كما نبحث عنه " وفرة " .
رأيت..تبايناً في وجهات النظر ما بين القطاع العام والخاص حول مواقع ومسؤولية الخزن الاستراتيجي للغذاء الذي سيكون عليه ، فشعرت بأن النقاش لم يتعد حد التحذير بأهمية هذا الخزن - وقد أدى الغرض - إلا أنه خلا من التحضير، وهنا أرى أن الخزن الاستراتيجي للغذاء سيكون من الصعب تأمينه بصورته الصحيحة دون إنشاء جمعيات غذائية تعاونية تتولى عملية التدوير لهذا الغذاء الذي يتطلب العمل على تأمينه بصورة مستمرة وليس تخزينه وهو ذو صلاحية محددة ، على أن يقوم المخزن الغذائي الحكومي الكبير بعمليات إمداد هذه الجمعيات بالغذاء ، والجمعيات هنا تلعب دوراً في استقرار الأسعار ، وظهرت في بعض الدول كصناعة اقتصادية تمتلك الإمكانات وليست كجمعيات خيرية تنتظر الإعانات ، وهنا أتساءل مرة أخرى .. هل سعينا لتحقيق الأمن الغذائي اقتصاداً .. كما نبحث عنه وفرة .
http://www.alriyadh.com/2011/01/21/article596836.html