يكفينا مجاملات حكومية
الخميس, 03 فبراير 2011
عبدالعزيز السويد
أطرف نكتة محلية ما نسب لمسؤول في مرور جدة، حينما أكد ان نظام ساهر لن يخالف أية سيارة غرقت في طرقات جدة! «ما عاد إلا هي»! المرور الذي لم يلتفت إلى ملاحظات الناس على ساهر يريد أن يتفضل عليهم في يوم الغرق الأكبر، ماذا عن مسؤولية المرور في السماح بالحركة في طرقات غير آمنة وثبت بالدليل المميت العام الماضي أنها غارقة؟!
نظام ساهر المروري من الخاسرين في غرق جدة، لذلك أطلقت نكتة تقول انه جرى تغييره من ساهر إلى غاطس!
منذ فترة كنت أراقب زيادة الاهتمام برياضة الغطس دون التفات، لكن بعد تكرار كارثة جدة فهمت بعد نظر من انخرط فيها، الغطس ليوم الغطس.
يفترض بإدارة المرور أن تجيز سلامة الطريق ثم تسمح بالحركة عليه، أو تحذر من ذلك في أوقات - حتى ولو كانت شهوراً - فالحياة ليست رخيصة والدفاع المدني مثلها أم ان «السلامة» و«الوقاية هي الغاية» مجرد شعارات لحملات «اعلانية»، ليس عيباً ان يظهر متحدث باسم جهاز قائلاً إنهم يرون خطراً من المرور بهذه المواقع خلال الفترة الفلانية، حتى لو غضب جهاز آخر، يكفينا مجاملات أجهزة حكومية لبعضها البعض، فالذين غطسوا والذين صعقوا بالكهرباء وغرقوا في رقبة من يا ترى؟
القصص التي ترد من جدة ومناظر اليوتيوب مؤلمة ومخجلة في الوقت نفسه. ولأن البعض يهتم كثيراً بصورة البلد في الخارج مع أنها لا تهمني بقدر صورته في الداخل هذا البعض عليه توقع الكثير.
الجانب الهندسي في كارثتي جدة مغفل، انه لا يجد التركيز المطلوب من الإعلام، فلا لقاءات مع مهندسين صمموا وأجازوا أو بصموا، ولا نعلم عن التحقيقات شيئاً، كل مشروع او مخطط او بناء تم في مواقع لا تصلح مر بمهندس أو أكثر عند التخطيط والترخيص، والإشراف والاستلام، أين هؤلاء ومسؤوليتهم مما حدث سواء مهندسي القطاع الخاص أو الحكومي، اما الذي يقول منهم انه نفذ أوامر صدرت له من رئيسه فعليه تحمل تنفيذ أمر هو يعلم خطورته، وإلا ما هي الأمانة وما هي النزاهة وما معنى المسؤولية بل والمهنية؟! الذين تربّحوا من بيع المخططات والتطوير العقاري عليهم تعويض من تضرر وتحمل مسؤولية التغرير بالناس، الجهاز الحكومي الذي سمح يتحمل كل المسؤولية في الإضرار بالثقة، الناس يثقون بالجهاز الحكومي بأختامه وتواقيعه وأرقام صادرة منه، وهو أمر طبيعي والذي يخرق هذه الثقة يخرق السفينة.
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/230598