الشيحي: "تجار جدة" لم ينفعوا البلد وقت الرخاء.. فهل ننتظر وقفتهم وقت الشدة
سبق – متابعة: وصف الكتاب صالح الشيحي تجار جدة بالـ "السلبيين"، مشيراً إلى عدم تفاعلهم أو المبادرة للتخفيف من معاناة الناس في أعقاب السيول التي ضربت جدة الأربعاء الماضي، وقال في مقاله الذي نشر اليوم في صحيفة "الوطن" إن هؤلاء القوم تشاهدهم في الحرم والمسابح بأيديهم فيشعرونك أنهم ملائكة تسير على قدمين.. وحينما تحل المصائب والكوارث تسقط المسابح من بين أصابعهم ويتم استبدالها بآلات حاسبة لمعرفة حجم الإيرادات المتوقعة من الكارثة.
وفيما يلي نص المقال: "ما زلت على يقين أن الحديث عن غرق جدة هو من سبيل إضاعة الوقت.. ما يمكن أن يقال سبق لنا قوله.. ما الجديد الذي يمكن لنا إضافته؟!
النقاط وضعت على جميع الحروف.. لم يبق حرف دون نقطة..
لذلك سأتحدث عن جانب آخر ما يزال يشغل بالي.. وسبق أن تحدثت عنه أكثر من مرة.. وهو
الأمر المتعلق بتجار جدة..
لم أجد في حياتي أناساً أكثر سلبية من هؤلاء إطلاقاً..
جدة غرقت.. وتشتت الناس.. والبيوت طمرتها المياه.. وأصبح الناس بلا مأوى.. لم نقرأ أو نسمع عن أي بادرة من أي رجل أعمال في جدة للتخفيف من معاناة الناس!
لديهم تهافت على الدنيا بشكل لافت.. مصاصو دماء.. لا تهمهم سمعة حسنة ولا ذكر طيب..
لم نقرأ أو نسمع عن تاجر واحد يتبرع بإسكان المشردين..
ولم نسمع، أو نقرأ، عن تاجر واحد يتبرع بفتح مستودعاته للناس..
بل لم نسمع حتى عن صاحب مطعم أو مخبز يفتح أبوابه للناس مجاناً!
والله لو كان الأمر بيدي لطالبت بمقاطعة تجار الأغذية المتمركزين في جدة.. أولئك الذين امتصوا دماء الناس طيلة السنوات الماضية.. مقاطعتهم ومقاطعة بضائعهم.. والسوق مليء بالخيارات الأخرى..
تشاهدهم في الحرم والمسابح بأيديهم فيشعرونك أنهم ملائكة تسير على قدمين.. وحينما تحل المصائب والكوارث تسقط المسابح من بين أصابعهم ويتم استبدالها بآلات حاسبة لمعرفة حجم الإيرادات المتوقعة من الكارثة..
هؤلاء لم ينفعوا البلد وقت الرخاء.. فهل ننتظر منهم أن يقفوا معنا وقت الشدة؟!
ما الذي سيفعله بنا هؤلاء وقت الحروب لا سمح الله!"؟