تكلفة المعيشة ترتفع محلياً وأسعار الأغذية تثير القلق عالمياً
«عكاظ» ــ جدة
سجل مؤشر الرقم القياسي العام لتكلفة المعيشة في المملكة ارتفاعا إلى مستوى 132 نقطة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مقابل 131.9 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010.
وبحسب البيانات المعلنة أمس، ارتفع مؤشر الرقم القياسي لتكلفة المعيشة في نهاية العام الماضي بنسبة 5.4 في المائة، وقياسا بما كان عليه في الفترة الماضية من عام 2009، نتيجة ارتفاع ست من المجموعات الرئيسة المكونة للرقم القياسي لتكلفة المعيشة في مؤشراتها القياسية.
وسجلت خمس من المجموعات الرئيسة المكونة للرقم القياسي لتكلفة المعيشة ثباتا عند مستوى أسعارها السابق ولم يطرأ عليها أي تغير نسبي يذكر في مؤشراتها القياسية، وهي الأقمشة والملابس والأحذية، والتأثيث المنزلي، والرعاية الطبية، والتعليم والترويح.
وبلغت نسبة الارتفاع في مجموعة الترميم والإيجار والوقود والمياه 8.5 في المائة، مجموعة سلع وخدمات أخرى 8.1 في المائة، مجموعة الأطعمة والمشروبات 7.6 في المائة، مجموعة النقل والاتصالات 1.9 في المائة، مجموعة الرعاية الطبية 1.2 في المائة، ومجموعة التعليم والترويح 0.6 في المائة.
وتزامن ارتفاع مؤشر المعيشة محليا مع إعلان منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) عن «القلق الشديد» الذي يثيره ارتفاع أسعار الأغذية على المستوى العالمي منذ أغسطس (آب) الماضي.
وفي هذا الخصوص، اعتبر خبير اقتصادي في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) زيادة أسعار المواد الغذائية التي سجلت منذ أغسطس (آب) الماضي، مدعاة لإثارة «القلق الشديد».
وقال عبدالرضا عباسيان الاقتصادي في منظمة الفاو المكلف متابعة قطاع الحبوب إن زيادة أسعار المواد الغذائية «مثيرة للقلق الشديد لأنها تطال ملايين الناس وخصوصا عندما تتعلق بمواد أساسية مثل الحبوب».
وذهب إلى أن هذه الزيادة التي بدأت في أغسطس (آب) الماضي، سجلت في ديسمبر (كانون الأول) رقما قياسيا لم تشهد له مثيلا منذ 1990 بحسب مؤشر الفاو، ما يعني تجاوز الرقم القياسي المسجل في يونيو (حزيران) 2008.
ولفت عبدالرضا عباسيان إلى فوارق داخل قطاع الحبوب بالذات: فالذرة والقمح شهدا «زيادة عالية جدا»، لكن الأرز، المادة الأساسية في آسيا، لا يزال عند نصف سعره في عامي 2007 و2008، معتبرا «وضع الحبوب ليس حرجا كما كان عليه قبل أكثر من عامين».
وفيما لم يستبعد حدوث عواقب أكثر خطورة في الأشهر المقبلة وفقا لتغيرات المناخ الذي سمح في فترات مختلفة بمواسم جيدة في أفريقيا، شدد على أن «المشكلة الرئيسة هي نقص الاستثمارات الزراعية طويلة الأمد في الدول النامية التي شهدت لوقت طويل منتجات غذائية بأسعار رخيصة جدا».
من جهته، أكد مفاوض كبير في مجموعة العشرين أمس أن المجموعة ستبحث خطوات لمعالجة الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء من بينها تنظيم التعاملات في الأدوات المرتبطة بالسلع الأولية.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0108393369.htm