منظمة الأغذية الدولية تؤكد استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية 10 سنوات
وزير الزراعة: المملكة غير مؤهلة لتغطية احتياجاتها الغذائية
محمد الهلالي من جدة
أكد لـ"الاقتصادية" الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة، أن المملكة محدودة الموارد المائية وليس من المتوقع أن تتمكن من إنتاج جميع المحاصيل التي تحتاج إليها داخليا، ولكننا نسعى إلى إنتاج أكبر كمية ممكنة من الإنتاج المحلي بحيث نحقق أعلى نسبة للاكتفاء الذاتي.
وأضاف: "بواقعية لا نتوقع أن المملكة تستطيع بنموها السكاني والمستوى المعيشي تغطية جميع الاحتياجات الغذائية، فالمملكة غير مؤهلة من ناحية مواردها المائية أن تغطي جميع احتياجاتها الغذائية من الإنتاج المحلي ويجب علينا الاعتماد على الاستيراد من الخارج".
وقال بالغنيم في مؤتمر صحافي على هامش انطلاق اللقاء الزراعي الثالث لتبادل الخبرات في جدة أمس: "ندرك أننا محدودو الموارد المائية في المملكة ونحن نركز على نشر الخبرات والتوعية بمجال ترشيد المياه".
وذكر أن "الموارد المائية غير كافية لإنتاج جميع الاحتياجات الغذائية وخاصة المحاصيل المستهلكة لكميات كبيرة من المياه مثل القمح والأعلاف، وأن الدولة اتخذت قرارات كبيرة للحد من استنزاف المياه في القطاع الزراعي ومنها مبادرة الملك عبد الله للاستثمار الزراعي في الخارج والتي تهدف لتشجيع رؤوس الأموال والخبرات أن تخرج للمناطق الموجودة بها الموارد الطبيعية سواء من المياه أو التربة أو اليد العاملة لزيادة الإنتاج الزراعي ككل وفتح منافذ جديدة لاستيراد المحاصيل الزراعية للمملكة".
وأفاد بأن الخبرات التي تراكمت في المجتمع الزراعي سواء للشركات أو الأفراد أو المشاريع من المهم أن يطلع عليها الجميع خصوصاً أن الفترة تشهد زخما قويا من جهة الدولة وللعاملين في القطاع الزراعي لزيادة الكفاءة والإنتاجية باستخدام أقل كمية من الموارد.
وعن زراعة الرز بالمياه المالحة، أوضح الغنيم أن "هناك رغبة على مستوى العالم ككل لعمل لتعديلات وراثية في بعض المحاصيل حيث يمكن استخدام مياه شديدة الملوحة ومياه البحر في الزراعة مازالت في مرحلة الأبحاث"، مضيفاً: "نحن كوزارة زراعة لم يتم إبلاغنا بزراعة أي محصول بالمياه المالحة حتى الآن والمحصول الوحيد الذي يتم زراعته بالمياه المالحة هي المحاصيل الزيتية، أما الرز فلا يوجد لدينا معلومات عن زراعته بالمياه المالحة".
وحول زراعة الرز وما يتم إنتاجه من قبل المستثمرين السعوديين خارج المملكة أشار إلى أن بعض المستثمرين بدأوا عملية الإنتاج، والمحصول المستهدف الرئيسي ليس الرز، حيث إن المملكة تستهلك سنويا مليون طن من الأرز وتستهلك ثلاثة ملايين طن من القمح وعشرة ملايين طن من الأعلاف فتركيزنا على القمح والأعلاف أكثر من التركيز على الأرز.
وأضاف: "تركيزنا على القمح والأعلاف أكثر من تركيزنا على الرز ولا يعني ذلك أن نهمل الرز ولكن الرز أحد المحاصيل المستهدفة لدينا للاستثمار في الخارج".
وشدد على أن المملكة لا تشجع زراعة الشعير داخل المملكة واستيراده من الخارج أفضل وتقوم الحكومة بدعمه لكي يصل إلى المملكة بأسعار معقولة وذلك لأنها محاصيل تستهلك كميات كبيرة من المياه،
وعن مشاريع المحاجر الحيوانية الجديدة في المملكة، أوضح أن "وزارة الزراعة تقوم بإنشاء محجر في ميناء الدمام وآخر في جيزان وستقوم بإنشاء محاجر أخرى متى ما دعت الحاجة لذلك، وهي المنافذ الرئيسية في المملكة وهناك أفكار لفتح منافذ جديدة بحرية في رابغ وضباء وينبع لاستيراد الأغنام من خلالها بدلا من أن يكون التركيز على ميناء جدة الإسلامي". وتطرق إلى وجود مشاريع جديدة للاستثمار داخل المملكة، مشيراً إلى "أن هناك مشاريع قاربت على الانتهاء وهناك مشاريع تحت الدراسة، وفيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية هناك مشروع واحد في منطقة جيزان لاستزراع السمك والروبيان". كما تناول إمكان منع تصدير الدواجن إلى الخارج، في حال تطلبت السوق المحلية ذلك، مضيفا أن ذلك مرتبط بوجود أزمة. وذكر بالغنيم، أن فكرة عقد اللقاء في دوراته المختلفة في مناطق المملكة هي بهدف توسيع دائرة المشاركة ويأتي عقده في منطقة مكة المكرمة امتداداً للقاءات السابقة حيث تعتبر إحدى المناطق الزراعية المهمة والتي تتمتع بميز نسبية في زراعة العديد من المحاصيل وفي إنتاج الدواجن والاستزراع السمكي ومشاريع الثروة السمكية على طول ساحل البحر الأحمر، حيث بلغ إجمالي عدد المزارع الموجودة في المنطقة نحو 38 ألف مزرعة وبلغ إنتاج التمور نحو 66 ألف طن، كما بلغ عدد مشاريع الدجاج البياض (المنتجة) تسعة مشاريع) وبلغ عدد المشاريع المنتجة 61 مشروعا.
من جهته، أوضح المهندس أحمد بن رشيد البلاع الرئيس التنفيذي لشركة الروبيان الوطنية أن انعقاد هذا اللقاء الزراعي جاء في وقت يواجه فيه العالم نقصا حادا في إنتاج المحاصيل الزراعية الرئيسية يقابله في الوقت نفسه زيادة في الطلب الناتج عن النمو الاقتصادي غير المسبوق لبعض الاقتصاديات العالمية، وهو ما نتج عنه وصول أسعار المواد الغذائية إلى مستويات تاريخية على مستوى العالم، وتتوقع منظمة الأغذية والزراعة الدولية استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا للسنوات العشر المقبلة.
وأضاف أن زيادة الضغط على الموارد الزراعية الشحيحة نتيجة زيادة الطلب، إضافة إلى التحديات الأخرى التي تواجه الزراعة على مستوى العالم والمتمثلة في التغيرات المناخية وشح المصادر الطبيعية والحاجة إلى تطوير أنواع جديدة من التكنولوجيا لزراعة كمّ أكبر من المحاصيل باستخدام مساحة أصغر من الأراضي. يذكر أن الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظة جدة افتتح أمس اللقاء الزراعي الثالث لتبادل الخبرات والمعرض المصاحب نيابة عن الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة.
http://www.aleqt.com/2011/01/03/article_486533.html
أحسها أعذار أقبح من ذنب..
عندنا ملايين الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحي المعالجة و المنقاة بترمى في البحر يوميا .. لماذا لا توجه نحو الأماكن التي تحتاجها للزراعة ..
هناك أراضي شاسعة صالحة للزراعة لو توفرت المياه .. بدلا من إستثمار الملايين في زراعة أراضي دول أجنبية .. قد تقوم بمصادرة منتجات هذه المزارع نتيجة أي مشكلة قد تحصل بيننا و بين دولهم .. لماذا لا يتم إستثمار هذه الأموال في تمديد أنابيب من محطات التنقية لإنشاء بحيرات صناعية قريبة من الأماكن و المناطق الصالحة للزراعة و الإستفادة بشكل فعلي من هذه المياه المعالجة بدلا من إهدارها في البحر.