عضو في مجلس الشورى :اتمنى انني وافداً وليس سعودياً واستفيد من مزايا الوافد.!
تمنى عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالوهاب بن محمد آل مجثل أن يكون وافداً وليس سعودياً معللاً ذلك بالإمتيازات والمزايا التي لا تعد ولا تحصى يحصدها الوافد بتسهيلات من بعض بني جلدته السعوديين. وقال عضو مجلس الشورى أن المواطن السعودي يجد معظم منسوبي القطاع العام والخاص من يستثقلون دمه, ويكشرون عن أنيابهم في وجهه, وضرب عدة أمثلة في ذات السياق. وقال أن الوافد الاجنبي يجد معاملة إنسانية ومحاكمة عادلة حتى وإن كان مخطئاً أو جانياً, فيما يجد المواطن استثقال دم وطنية من قبل بعض أبناء جلدته.
واعترف الدكتور محمد ال مجثل أنه ساعد في توظيف وافدة رغم فشله في العثور على فرص عمل لبعض بناته وقريباته. واختتم عضو مجلس الشورى مقالته بأن المواطن والمواطنه سبيحثون ويبحثون ويبحثون عن فرصة عمل في بلدهم ولكن هيهات, لأن الأبواب ستظل موصدة من قبل بني جدلتهم.
أنا سعودي وأفتخر أني سعودي .. ولكني أحياناً أتمنى أن أكون وافداً حتى ولو لفترة مؤقتة .. والسبب ( وهو سبب وجيه على الأقل من وجهة نظري ) .. أن للوافد مزايا لا تعد ولا تحصى فهو الأولى بالرعاية في المملكة وله الأفضلية دائماً ونصف هؤلاء يستحقون دون شك .. أما النصف الأخر فإنهم يأكلون ولا يشبعون ويستفيدون ولا يفيدون ويخالفون ولا يلتزمون وضررهم على الوطن والمواطن مستمر ..
ومع هذا فإن معظم منسوبي القطاع الحكومي و القطاع الخاص من بني جلدة الفقير إلى ربه المواطن السعودي يستثقلون دمه ويكشرون عن أنيابهم في وجهه .. وحتى لا أكون مبالغاً .. فإنني أضرب بعض الأمثلة ..
ممرضة من جنسية عربية فشلت في الاختبار مرتين في إحدى المناطق الجنوبية ولم تيأس بل ذهبت وبتوصية سعودية 100 % إلى منطقة جنوبية أخرى وعادت بتقرير ( ما يخرش الميه ) .. وما زالت على رأس العمل منذ 15 عاماً ، مع أن آلاف الممرضات والممرضين والصيادلة والمعلمين والطيارين وغيرهم من السعوديات والسعوديين بدون عمل وكما نقرأ بالصحف .. ويقال أن طبيبة وصلت إلى المملكة بتأشيرة زيارة وصدر قرار تعيينها في أحد المستشفيات الخاصة قبل أن تستلم حقيبتها من على سير الحقائب في المطار ـ وأول ضحاياها طبيب سعودي ـ رحمه الله ـ ، ووافد أخر حضر إلى المملكة قبل عشرون عاماً وأستطاع أن يستقدم زوجته وأعترف أني شخصياً ساعدته في البحث عن عمل لزوجته مع أنني فشلت في العثور على فرص عمل لبعض بناتي وقريباتي .. وما زالت على رأس العمل والكل يحظون برعايتها وبخدماتها الصحية عدا السعوديات ، وعضوة تدريس حضرت قبل ثلاثون عام للتدريس في أحد فروع إحدى الجامعات في منطقة جنوبية وحضر زوجها معها كمرافق وعثر على فرصة عمل في ذات الجامعة بعد يومين فقط من وصوله إلى المملكة .. وعندما قررت الجامعة التي تعمل بها حالياً إنهاء عقدها وخصوصاً وأنها بلغت السبعين اتخذت قراراً تعسفياً يقضي برسوب جميع الطالبات في مادتها ..
هـذا التصرف ومع أنه كان فضيحة الموسـم .. إلا أنه يدل على أن مثل هذه الوافـدة ستظل نقطة سوداء في جبين تلك الجامعة .. لأنها ظهرت على حقيقتها الحاقدة والمتربصة ولكن بعد فوات الأوان للأسف .. طبيب أخر من جنسية أسيوية مع ممرضين وعمال نظافة من بني جلدته لأنهم كانوا مشغولين بمتابعة كأس العالم ( لكرة القدم ) .. وتوفى المريض أمام أعينهم دون أن ترمش عين أي منهم ..
أما الخطوط السعودية فإن أبوابهم مفتوحة لأنصاف الطيارين والمضيفات والمضيفين من كل أقطار الدنيا .. رغم وجود أعداد كبيرة من المواطنين المؤهلين في قيادة الطائرات من أفضل معاهد الطيران في العالم .. ومع ذلك فإنهم ما يزالون ينتظرون الفرصة لأكثر من عشر سنوات .. والمفارقة أن هؤلاء الوافدون يكتسبون الخبرة في الخطوط السعودية وبرواتب مجزية ثم يغادرون إلى شركات عالمية أخرى .. وكأن خطوطنا هي معهد تدريبهم المؤقت .
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فإن الحبيبة على قلوب المستثمرين الأجانب "الهيئة العامة للاستثمار " هي أيضاً زادت الطين بلة فكان استثقالها لدم المستثمر الوطني من نوع خاص وزائداً على كل المقاييس في حين أن دم المستثمر الأجنبي لديها أخف من جناح الفراشة وكل الطرق ممهدة له ومفروشة بالورود ، حتى أن بإمكانه الاستثمار حتى في الفصفص والشاورما .. والمهم أن يكون دائماً حاضراً وله القدرة على جمع المال .. وعليه فقط أن يؤشر للملايين فتأتيه طائعة .. بما في ذلك ثمن التأشيرات المباعة على كل ذي القربى والجماعة وعلى بني الجلود جميعاً باستثناء الجلد السعودي .
ومن المميزات الأخرى للوافد أنه إذا ذهب إلى سوق الخضرة فسوف يجد من بني جلدته من يزوده بالخضار والفواكه مجاناً وسيكون جماعته حاضرة في المطعم وسيوفرون له الأكل مجاناً وآخرون سيوفرون له المأوى والتنقلات وربعه في المستشفيات الحكومية والخاصة سيوفرون له الكشف الطبي والعلاج والأدوية ـ وبالنسبة للأدوية بالذات سيتم إحضارها له في المنزل في أكياس ولمدد تكفي لفترة صلاحية إقامته في المملكة وربما تزيد .. وينسحب ذلك أيضاً على باقي الأنشطة .. بل وحتى سيارته هناك من سيعتني بها مجاناً ولن يحتاج حتى إلى ورقة إصلاح من المرور في حال تعرضت سيارته لحادث مروري .. وخصوصاً إذا كانت قيمة سيارته ألفين ريال وغير مؤمن عليها وسيارة الطرف الثاني بمائتين ألف ريال .. والنتيجة ( الصلح خير وكلٍ يصلح سيارته ) ..
لهذه الأسباب وغيرها تمنيت أن أكون وافداً .. لأني سأضمن على الأقل معاملة إنسانية ومحاكمة عادلة حتى وإن كنت مخطئاً أو جانياً .. ولذلك فإنه لا عزاء لبني جلدتي لأن حلقات مسلسل استثقال دم وطينه المواطن من قبل بني جلدته سيستمر لأنهم يستقدمون وسيستقدمون ويستقدمون ويميزون الوافد على المواطن .. وسيظل باب الاستقدام مفتوحاً إلى ما شاء الله ـ ويظل المواطن والمواطنة من فئة ثقلاء الدم والطينة يبحثون ويبحثون ويبحثون عن فرص عمل في بلدهم ولكن هيهات .. لأن الأبواب ستظل موصدة . ومن قبل بني جلدتهم .