إضافة رائعة أبو حميد تؤكد ضرورة تسليط الضوء على قنوات الأطفال وعدم الثقة فيها بتاتاً .

عزيزي الرجل الذي يطير..
نتفق تماما أن جميع تلك القنوات التي أشرت إليها تستخدم الموسيقى والحكم الشرعي واضح في هذا الجانب (على القول الراجح)، ولكن لنتجاوز فرضيا هذا العامل السلبي المشترك، ودعنا نأخذ الموضوع من زاوية أخرى، ونضع معايير سريعة لتقييم تلك القنوات من خلال هذه التساؤلات التالية لنستطيع الحكم بشكل مناسب وحيادي..
1. أي من تلك القنوات يعرض شيئا من حياة الطفل المسلم وممارساته اليومية بشكل واضح؟ كالصلاة، وطاعة الوالدين، الأدعية، الصوم، الحج، الجوانب المتعلقة بالإيمانيات، عدا بعض مآسي المسلمين كمحنة القدس.
2. أي من تلك القنوات التي تظهر فيها المرأة محتشمة أو لا تظهر مطلقا .. وأي من تلك القنوات تظهر المرأة فيها وفق الثقافة والقيم والتوجهات الغربية ..
3. أي من تلك القنوات تصمم برامجها وفق الثقافة الإسلامية (لحد ما)؟ وأي منها مجرد نقل ودبلجة لثقافات غربية مليئة بالعنف والقتل والتدمير؟!!
4. أين من تلك القنوات تحترم عقلية الطفل (لحد ما) ولا تعرض مسلسلات الخرافات وطقوس السحر والشعوذة والقوى الخارجة عن الطبيعة والدخول في قضايا الغيبيات وتشويش عقائد الطفل في تلك الجوانب؟!!

وللمعلومية، فمن المفاهيم الحديثة التي بدأت العديد من الدول الغربية تطبيقها في مناهج التعليم العام، ما يسمى بمحو الأمية الإعلامية (Media Literacy)، ومن أهم مضامين هذا المفهوم هو تعليم الطفل كيفية التعرف على الرسائل الخفية وغير ظاهرة فيما ينشر في الإعلام.. وهنا دعني أسألك كم من تلك الرسائل المخفية التي نجدها في مسلسلات بعض تلك القنوات بما فيها بث لقيم وثقافات غربية، سواء علم القائمين عليها ذلك أم لا؟!! فربعنا الإعلاميين القائمين على مثل تلك القنوات ربما لم يسمعوا بهذا المفهوم مطلقا!!

أعتقد ومن خلال الإجابة على هذه الأسئلة نستطيع أن نوازن الرؤية فيما بين تلك القنوات..
فكل قناة فيها مساوئ ومحاسن .. ولا يمكن إلغاء إحداهن بشكل نهائي ..
إذا العبرة في الترشيد والانتقاء.. وهو ما نتفق عليه جميعا