انقلاب على لا شيء
حمود أبو طالب

غضبت جمعية حماية المستهلك غضبة مضرية وانتفضت انتفاضة هادرة أطاحت برئيسها الدكتور محمد الحمد، وأعلنت إسقاط عضويته وزوال صفته كرئيس للجمعية والمجلس التنفيذي والجمعية العمومية، وإنه لم يعد يمثلها بأي شكل من الأشكال وليست لديه أية صلاحيات للتحدث باسمها .. مثير جدا أن نقرأ خبرا كهذا يذكرنا بانقلابات بعض الدول التي تحدث في غمضة طرف لكنها تعيد الأمور إلى أسوأ من سابقها، ونتمنى أن لا يحدث هذا بعد انقلاب الجمعية على رئيسها الذي ــ كما أعتقد ــ تسنم سدة الرئاسة نتيجة عملية انتخابية، مما يجعلنا نستنتج أن هذا الإجراء ضد الديموقراطية الانتخابية له أسباب قوية ووجيهة تبرره، وأن الجمعية لم تلجأ إليه إلا بعد استنفاد كل الحلول السلمية الممكنة. فهل الأمر كذلك فعلا ؟؟..
السبب الظاهر في الخبر المنشور في الصحف أن المجلس اشتط غضبا من دعوة الحمد الأسبوع الماضي إلى عقد جمعية عمومية عبر إعلانات نشرتها الصحف دون الرجوع إلى أعضاء المجلس. ويقال ــ والله أعلم ــ إن مجلس الجمعية مستاء من كثرة انتدابات الرئيس، وربما هناك أسباب أخرى لا يعلمها إلا الله ومجلس الجمعية ..
على أية حال، عندما علمنا بالخبر شطح بنا الخيال واعتقدنا أن المجلس احتج احتجاجا شديدا على رئيسه لأنه لم يتحمل مسؤوليته بتبني ودعم جهود الجمعية الجبارة لحماية المستهلك من أشكال الاستغلال البشعة التي يعاني منها. وإنه تقاعس عن تفعيل التوصيات المهمة التي قررتها الجمعية، ولم يساهم بدوره القيادي في الاجتماعات الساخنة المتوالية التي تعقدها الجمعية مع الجهات المعنية بالشأن الاستهلاكي، ولم يتحمس للحلول الجذرية لحماية المستهلك التي تفتقت عنها عقول الأعضاء وقرروا الضغط على وزارة التجارة لتنفيذها. لقد اعتقدنا أن الرئيس المقال كان حجر عثرة أمام إصرار الجمعية على الوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها تجاه المستهلك، بعد أن استفادت من تجارب الجمعيات المماثلة في دول العالم وطورتها لتضمن أقصى حماية للمستهلك السعودي.
وآخر ما اعتقدناه أن الجمعية قد أعدت خطة هجومية كاسحة لقمع ثورة أسعار الطماطم باعتبارها آخر السلع التي أعلنت تمردها وعصيانها بشكل سافر، لكن الرئيس كان متواطئا مع ثوار (تجار) الخضار، وحين اكتشف المجلس هذه الخيانة الطماطمية العظمى قرر خلعه فورا..
هكذا تخيلنا أسباب الإطاحة برئيس الجمعية، لكننا للأسف لم نتبين سببا آخر غير دعوته لعقد الجمعية العمومية دون علم المجلس. وهنا نود أن نقول للرئيس المكلف إننا قد نسينا أن لدينا جمعية اسمها «جمعية حماية المستهلك» لأنها ماتت فور ولادتها، ولم نسمع صوتها منذ إعلان إنشائها، ولم يذكرنا بها إلا هذا الخبر المفاجئ المثير. وما دامت الجمعية لا تفعل شيئا فلا تخسروا بعضكم أيها الأعضاء من أجل لا شيء. اجمعوا أوراقكم وغادروا مقر الجمعية بعد أن تضعوا على بوابته لوحة كبيرة تقول: «مغلق نهائيا بسبب العجز التام»..
habutalib@hotmail.com

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...1021378933.htm

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمرة غضا التميمية

انقلاب على لا شيء
حمود أبو طالب

وهنا نود أن نقول للرئيس المكلف إننا قد نسينا أن لدينا جمعية اسمها «جمعية حماية المستهلك» لأنها ماتت فور ولادتها، ولم نسمع صوتها منذ إعلان إنشائها، ولم يذكرنا بها إلا هذا الخبر المفاجئ المثير.
اجمعوا أوراقكم وغادروا مقر الجمعية بعد أن تضعوا على بوابته لوحة كبيرة تقول: «مغلق نهائيا بسبب العجز التام»..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمرة غضا التميمية

. وما دامت الجمعية لا تفعل شيئا فلا تخسروا بعضكم أيها الأعضاء من أجل لا شيء. اجمعوا أوراقكم وغادروا مقر الجمعية بعد أن تضعوا على بوابته لوحة كبيرة تقول: «مغلق نهائيا بسبب العجز التام»..

روعه هالمقطع