الثقافة الغذائية
كلمة الاقتصادية
تثير العادات الغذائية لدى المواطن السعودي الكثير من الأسئلة، وتزداد هذه الأسئلة تواردا في رمضان، خصوصا مع انتشار العديد من العادات الغذائية غير الصحية، فالعادة في أنماط الغذاء تعتبر سمة غالبة لدى السعوديين دون تقدير لنتائج هذه العادات على المستوى الاقتصادي، بل الصحة البدنية. ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن كثيرا من الأنماط الغذائية لدينا تتعدى الحدود المقبولة، وهذا لا شك يتجلى في بعض الممارسات لدى الأفراد والأسر السعودية في شهر رمضان. ولعل من أسباب انتشار العادات الغذائية غير الصحية في مجتمعنا عدم الاهتمام بتحليل مثل هذه العادات ودراستها، وتأثيراتها الصحية والاقتصادية في الأفراد والمجتمع.
وفي هذا المجال، كشفت دراسة عالمية أن انتشار أمراض الوفرة الغذائية في السعودية يستدعي تبني برامج وحملات توعوية لعادات الغذاء السليم. وكشفت الدراسة التي أجرتها شركة كرافت فودز على عينة من النساء السعوديات - وفقاً لجريدة ''الشرق الأوسط'' - عدم إدراك الأمهات السعوديات التغذية الصحية لأطفالهن. وما يثير الاهتمام أن الأمهات السعوديات يدركن تماما أنواع الأغذية الصحية كالفواكه والخضراوات، إلا أنهن يؤكدن في الوقت نفسه أن الأطفال السعوديين لا يتناولون نظاما غذائيا متوازنا.
والواقع أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي مر بها المجتمع السعودي خلال العقدين الأخيرين تركت أثرا كبيرا في السلوك الغذائي للسعوديين بشكل عام، ولدى الشباب على الخصوص. والواقع أن تجاهل المجتمع تبعات الأنماط الغذائية السيئة، وعدم إدراك تأثير العادات الغذائية الضارة، بلغ الذروة في السنوات الأخيرة، حتى أصبح من الصعب جدا تغيير تلك العادات الطارئة على المجتمع. وعلى الرغم من ذلك، فإن محاولة ترشيد هذه العادات أمر مطلوب حتى لا يتحمل المجتمع التبعات السلبية للعادات السيئة. وفي هذا المجال، فإنه ينبغي التركيز على بناء الثقافة الغذائية السليمة لدى أفراد المجتمع، فالثقافة ستعمل على تعديل السلوك الغذائي وتوجيهه إلى ممارسات جيدة.
إن ثقافتنا الإسلامية الأصيلة تحث على الاعتدال في المأكل والمشرب وتنهى عن البذخ والإسراف في فضول الطعام، كما قال تعالى ''والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما''، وكما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - ''كلوا واشربوا وتصدقوا من غير سرف ولا مخيلة''. وانطلاقا من ذلك، فإنه من الضروري أن تقوم الجهات ذات العلاقة (وزارة الصحة، هيئة الغذاء والدواء، رعاية الشباب، وزارة التربية والتعليم، والجهات الخيرية ...) بإطلاق حملات وبرامج تثقيفية للمجتمع حول العادات الغذائية السليمة، وتوعية الأمهات والأفراد بخطورة اللامبالاة الغذائية السائدة حاليا.
إن مثل هذه الحملات التثقيفية ستساعد على القضاء على العادات الغذائية السيئة التي تنتشر في المجتمع، وبالتالي تخفيف المشكلات الصحية الناتجة عن تلك العادات السيئة.
http://www.aleqt.com/2010/08/25/article_433817.html