بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى بان قرية سيكنها حوالي 3000 شخص يعملون في الزراعة وكان حكمهم ذاتي وكان بهم الصالح والطالح ولكن كانت القرية وأهلها متعاونون بالفطره ولكن قرروا أن يكون افضل تنظيم فاجتمعوا في يوم من الأيام لتشكيل مجلس يدير هذه القرية ويهتم بشئونها ويقوم بجمع مبلغ شهري من السكان يستثمره وعوائده تعود على المدينة من توظيف أبنائها لحمايتها من الدخلا وحفظ الامن ، وتم الإجتماع وتلخص في إنتخاب عدد 10 من السكان وكان المجلس يتكون من رئيس ومن نائب رئيس ومن أعضاء عددهم 8 ، وبدأ العمل في المجلس بإجتماع وتحديد مهام كل عضو منهم مسئول عن الإستثمار ومنهم التخطيط ومنهم الأمن الداخلي ومنهم الأمن الخارجي ومنهم لتوزيع المياه ومنهم لبيع منتجاهم على القرى المجاورة ،
بدأ المجلس باعمالة وكما نعلم قام الرئيس ونائبة بمهامهم وهي إستقبال رئساء مجالس القرى المجاورة وزيارتهم لتوطيد العلاقات والتبادل التجاري وتركوا التصرف للاعضاء كل حسب أختصاصة وبدأت الحياة تسير ولكن بصعوبة وتعقيد حيث ان كل عضو تفرد بالسلطة وبدأ يضع مايناسبة من القوانين وبدا المجلس في تعكير صفو السكان ورفع تقارير للرئيس ونائبة عن رضى السكان وعن مدى إرتياحهم عن أعمال المجلس .
وفي يوم من الأيام هاجم القرية مجموعة من الدبابير وأضرت بنحلهم وبعض مزارعهم فرفعوا هذا الأمر للأعضاء المختصين لحل هذه المشكلة ،
عقد أول جلسه للمجلس لمناقشة هذه المشكلة وكيف سوف يسيطرون عليها وماهي الميزانية المخصصة لذلك فكلفوا لجنة مكونه من 4 من الأعضاء ومنحوهم كافة الصلاحية فتقدم أحد أعضاء اللجنة وطرح خطة لذلك والميزانية التقديرية وهي :
أن يقوم المجلس بطلب الخبير الذي يسكن في القرية المجاورة لهم حيث أن لهم تجربة مع الدبابير وبالفعل تم طلب الخبير وتم تحمل المجلس كافة تكاليف الخبير وفريقة وتم تسكينه في أحد المزارع التي أستجأروها لهم ، (مع العلم بأن الميزانية التي في المجلس حتى هذه اللحظة هي 1000قطعة ذهبية ) وكانت التكاليف كالتالي :
- الخبير يأخذ كل يوم (3 قطع من الذهب)
- مرافقوا الخبير يأخذ كل واحد منهم يوميا (نصف قطعة من الذهب وكان عددهم 6 أشخاص)
- إيجار المزرعة يكلفهم يوميا (5 قطع من الذهب)
- الأكل والشرب يكلف بالإسبوع (قطعتين من الذهب)
وبعد مضي شهر من الإجتماعات وبعد أن أنفقوا (338 من قطع الذهب) توصل الخبير بأنه سوف يعطيهم ماده ترش على الزرع وأماكن المناحل وهذه المادة تقتل الدبابير ولكن تكلف القرية حوالي (200قطعة من الذهب) فوافقوا على ذلك وبعد شهر أخر وصرف مبلغ (338من قطع الذهب) مصاريف الخبراء للشهر الثاني + (200 من قطع الذهب) قيمة المادة التي تصنع ، تم صنع الماده ولكن المشكلة من سوف يقوم بالرش حيث أن تكلفة الرش سوف تكون غالية الثمن إذا كان الخبير هو من يقوم بها ولكن المجلس طلب توضيف عدد 100 من أهل القرية لرش المادة السامة وحيث أن أهل القرية لن يكلفوا من القطع الذهبية مثل الخبراء ، فكان نصيف كل 10 من أهل القرية المشاركين في عملية الرش هي قطعة ذهبية واحده ، تمت عملية الرش .
بعد أسبوع أكتملت العملية وكانت خسائر المجلس على ذلك هي (886 قطعة ذهبية) وباقي من الألف قطعة (114) تم صرفها على الرئيس ونائبة والأعضاء مكافأة وسفريات وأستقبالات وغيرها .
وبعد عملية الرش بيومين مات كل نحل القرية وبدأ المرض يدب في المواشي وبدأت بالموت وبدأ مرض غريب في القرية مع العلم بأن الدبابير لم تأتي للقرية في تلك الأيام وحاولوا أعضاء المجلس أن يأتوا بفريق طبي لكي يعالك أهل القرية ولكن للأسف لا يوجد ميزانية ،
مع العلم بأن أحد السكان القرية المجاورة كان مارا بالصدفة من جوار خلية الدبابير فقام أكرمكم الله بخلع نعلته ورميها على الخلية فإنهدمت فطار الدبابير إلى وجه غير معلومة .
هذا هو حال بلدي وبكل أسف الأجنبي وإن كان حقيرا يصبح خبيرا ، وإبن البلد وإن كان شهما لا يبقى له من اللحمة إلا عظما ، وهنالك طبقة بين الراعي والرعية طبقة فاسده إن رفعنا مضلمة رميت وإن نزل خير أكل يحملون الأمانة وهم بدون أدنى أمانة ، يرغموننا على الدفع لبيت مال المسلمين وهم يصيفون في اوربا على نفقة هذا الحساب ،
وزير الصحة يعالج أبنائة في الخارج ويرغمنا على مقاصبة .
وزير التربية يدرس أبنائة في المدارس الخاصة ويجبرنا على الدراسة في مزابله .
وزير المالية يأخذ بالمليارات ويعقدنا على أمر مساعدة بقيمة 5000 ريال فيطلب تختيم أوراقك من العمدة والعمدة لا يختم لك لأنه لا يعرفك ، حقك يضيع مع مرور السنوات حتى تمل وتتنازل والحق الذي عليك يحكم به في أيام .
هذه نظرتي لوطني وليست إرغاما لأحد .
اللهم أصلح الحال