نصائح أم عالجت طفليها من التوحد بنظام غذائي محكم
باحثة تعد بظهور النتائج خلال 10 أيام
صورة مما نشرته "الوطن" عن نجاح علاج الطفلين من التوحد في 21 سبتمبر 2009
الدمام : سهام الدعجاني
بعد أن انفردت " الوطن" في 21 من الشهر الماضي بنشر خبر المرأة السعودية التي شفي طفلاها من مرض التوحد انهالت على الصحيفة كثير من الاتصالات للاستفسار عن النظام الغذائي الذي طبقته الأم على طفليها.
وهنا تكشف الأم سهيمة الحمود تفاصيل النظام الغذائي مستعرضة الممنوع على طفل التوحد تناوله، مشددة على أهمية ترك الحليب ومشتقاته كأنواع الأجبان والزبدة والقشدة واللبنة والزبادي واللبن والكريمة والسمن، والقمح ومشتقاته كالخبز والبسكويت والمعجنات والفطير والكيك والخميرة، والحبوب كالشعير والشوفان والحنطة والهريس والجريش.
وأشارت إلى أهمية اجتناب جميع الحلويات والسكاكر والألوان والنكهات المصنّعة والمشروبات الغازية، وجميع العصائر الجاهزة والشيبس والكاتشب. مشيرة إلى أن الممنوعات تزيد من العصبية والنشاط الحركي، موضحة أن هذه المعلومة أخذتها من كتاب "طيف التوحد".
وأوضحت الحمود طريقة عمل بعض المأكولات المناسبة لمرضى التوحد بقولها "يوضع في الخلاط طحين الأرز مضاف إليه التمر المطحون أو المعجون والبيكنغ بودر والبيض والماء وجوز الهند، والقليل من الزيت النباتي، والقليل من الهيل المطحون. ثم تصب في صينية مدهونة بالزيت، وتوضع بالفرن حتى تنضج".
وأضافت الأم أنها تقوم أيضا بسلق الأرز وتضعه في الخلاط مع مائه. ثم تضعه مرة أخرى في القدر، وتضع عليه القليل من السكر الأسمر والنشاء، وقليلاً من ماء الورد أو الزهر، وتستمر في تحريكه حتى يغلظ. ثم تصبه في الوعاء، وتدخله في الثلاجة"، مؤكدة أنه يمكن عمل الكثير من المأكولات من طحين الأرز والذرة ومشتقاتها.
وعن فائدة النظام الغذائي قالت الحمود إنه يزود الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية ويغذي الدماغ ويزيد من وزن الطفل، ويكافح العصبية والأرق ويخلص الجسم من السموم.
وتذكر الحمود أنها تعطي طفليها في نظامها الغذائي يوميا ربع كيلو من اليقطين و15 حبة تمر يفضل (تمر العجوة)، و10 حبات من الجوز (عين الجمل)، بحيث تقوم بخلط هذه المقادير في الخلاط، مع إضافة الفواكه المحببة للطفل، وإضافة الماء. ثم تضعه في وعاء زجاجي، ويحفظ في الثلاجة، ويشرب منه من 4 إلى 5 كأسات كبيرة في اليوم الواحد أو حتى انتهاء الوعاء الزجاجي.
كما أوضحت أنه يمكن عمل من اليقطين أنواع أخرى حيث يقطع ربع كيلو من اليقطين، ويؤكل مع حبات التمر والجوز في اليوم، وذلك إذا لم يفضل الطفل العصير.
وأضافت الحمود أنها أعطت طفليها عشبتين وغسولاً أخذتها من الباحثة السورية هيفاء كيالي حيث إن العشبة الأولى تساعد على الانتباه والتركيز، والعشبة الثانية تخلص الجسم من السموم والمعادن الثقيلة. بينما الغسول يساعد الجسم على امتصاص الفيتامين، والعشبة رقم 1 والعشبة رقم 2، وتوصيله إلى الدم لكي تساعده على الهدوء والتخلص من العصبية، موضحة أن تركيبة الأعشاب لم تكشفها الاختصاصية هيفاء الكيالي.
من جهتها أشارت الباحثة السورية هيفاء كيالي إلى أن النظام الغذائي الذي اتبعته سهيمة الحمود يناسب جميع أطفال التوحد بشكل عام، ولكن الأفضل الاستشارة وذلك لاختلاف الأعمار.
ونبهت كيالي أولياء الأمور بضرورة منع اطفال التوحد من شرب الكولا وأي مشروب موجود بالسوق يحوي مواد حافظة، واستبدالها بالمشروبات الطبيعية كالعصير الطبيعي الذي يعصر بالبيت طازجا، كما حذرت من أكل جميع أنواع الشوكولاته والقمح وكل مشتقاته كخبز القمح، والحليب وكل مشتقاته كالزبدة والسمن.
وأشارت إلى أنه يمكن الاستعاضة عن خبز القمح بخبز الذرة ومكرونة الذرة وكل أنواع الفواكه والخضار والأرز والزيتون وكل أنواع اللحوم. سواء كانت مقلية أم مسلوقة أم مشوية، موضحة أنها إذا كانت مقلية لا تقلى بسمن أو زبدة بل بالزيت سواء زيت الزيتون أو زيت عباد الشمس الذرة.
وأضافت أن أكل البيض مسلوقا أم مقليا بغير السمن أو الزبدة مناسب لمرضى التوحد، وقالت إن أي طفل يعاني من حساسية تجاه نوعية معينة من الأكل يمكن أن يلجأ لأكل الموز فهو مفيد جدا لاحتوائه على p11 p12. كما انه يحتوي على مواد تعمل على إقباض المعدة ومواد غذائية مفيدة جدا كالمغنيزيوم.
ودعت كيالي الأمهات إلى اتباع الحمية الغذائية جيدا، مشيرة إلى أن النتائج ستكون واضحة خلال 10 أيام، وتظهر في هدوء حركات الأطفال والتواصل البصري الجيد والصحة الكاملة للطفل.
وشددت كيالي على دور الأم في العلاج وقالت إن شفاء كل طفل يكون بسببها بعد الله لأنها الأساس، مدللة على ذلك بالأم روشين التي بجهودها العظيمة واتباعها التعليمات بحذافيرها كانت السبب الكبير في شفاء طفلها إيفان المصاب بالتوحد، والذي أتقن ثلاث لغات العربية والكردية والإنجليزية.
أهمية الحمية الغذائية
عن أهمية الحمية الغذائية لمرضى التوحد قالت الأم سهيمة الحمود إنها من خلال قراءاتها العديدة في المرض علمت أن مادة الكاسين ((Casein وهي مادة موجودة في الحليب ومادة الجلوتين Gluten)) الموجودة بالقمح تسببان اضطرابا بالمعدة ينتقل إلى الدماغ عن طريق الدم، فينتج عنه المخدر الذي يصيب المخ لدى المصاب. مما يؤدي إلى حدوث تصرفات غير مرغوب بها.
120 ألف مريض بالتوحد في المملكة
قال الأستاذ المساعد في قسم التربية الخاصة تخصص توحد في جامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم العثمان أنه يوجد في المملكة أكثر من 120 ألف مريض توحد وفق آخر إحصائية عام 2005، وأنه لا يوجد حتى الآن علاج للتوحد 100%، كما أنه يؤمن أن العلاج عن طريق الغذاء جزء من عملية العلاج لأطفال التوحد، حيث ينجح في علاج بعض الحالات القليلة، وتخف معه الأعراض بجانب العلاج السلوكي والتربوي، ولكن ذلك لا يعني أنه وحده علاج التوحد لجميع الحالات.
وأضاف أن اكبر المكتشفين يوثق اكتشافاته بحيث يضمن حقوقه الأدبية والمالية، ويستعان بعلاجه بطريقة أكثر أمانا، مشيرا إلى أهمية الحرص على الدراسات المقننة والتي تحقق نسب نجاح عالية. وطلب من الدكتورة هيفاء كيالي التوضيح أكثر بذكر عدد المستخدمين للعلاج وعدد الذين شفوا من المرض، ومدة العلاج، والإستراتيجية المستخدمة. حيث أشار إلى أن شفاء طفلين أو أكثر لا يعني التوصل للعلاج.
الأكلات المسموح بها
حول المأكولات المسموح بها ذكرت الأم أنها جميع الفواكه الطازجة أو المجففة والخضروات وجميع اللحوم والذرة والأرز والنشاء وجوز الهند وزيت الزيتون والبيكنغ بودر وبيكربونات الصوديوم، مشيرة إلى أنها تستخدم الزيوت النباتية استخدامات خفيفة جدا، وكل منتجات حليب الصويا كونها مفيدة لمرضى التوحد.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...1296&groupID=0