كانت هناك محاضرة
والجميع منصت
وبينما كان المحاضر يتحدث إذ قطع حديثه فجأة
ثم نظر إلينا مطولاً
وقال لدي سؤال وأريد الإجابة عليه
لكن قبل أن أسأل السؤال أريد من يتطوع لإجابته فمن يتطوع ؟
فلم يرفع أحد يده
وبعد برهة من الزمن رفع ثلاثة أشخاص أيديهم على استحياء
فنظر مستغرباً ثم لم يسأل سؤاله ومضى مستمراً في حديثه
ثم فجأة قال المحاضر : لدي لعبة وأرغب أن نتشارك جميعاً في لعبها
هيا قوموا عن الكراسي واجتمعوا لدي هنا في المقدمة
ولما تقدم الجميع واجتمعوا لديه قال أريد أربعة يكونون قادة فرق فتقدمت ثم تقدم بعدي شخص آخر ثم لم يتقدم أحد ثم بدأ يحث الجميع على التطوع وتقدم اثنين آخرين…
هنا قال لنا عندما سألت من سيجيب فلم يرفع أحد يده مالذي دعاكم لعدم رفع أيديكم.. أوه ربما تقول أخشى أن أخطئ في الإجابة أو ربما تقول أخشى أن أكون مغفلاً فيضحك علي الناس أو ربما تقول أخشى أنه سؤال مخادع فأقع في الإحراج.. أسباب كثيرة.. وإخفاقات كثيرة
ولكن عندما قلت لكم هيا نلعب لعبة لماذا لم تتقدموا ما هي الأسباب؟!! إنها مجرد لعبة مالذي يمنعك أن تلعب إنها مجرد لعبة.. لعبة..لعبة وخرج بمعادلة بسيطة وسماها معادلة النجاح وهي( النية = النجاح)
الفرق أيها السادة كان في النية الذين لم يشاركوا لم يكن لديهم النية في المشاركة والذين لم ينجحوا لم يكن لديهم النية في النجاح بادئ الأمر.. ولا تختلط عليكم المفاهيم فتقولوا الظروف الصعبة وخلافه …
إن النوايا الصادقة تقهر الظروف الصعبة وأعطيكم مثالين:
المثال الأول: صلاح الدين لما عزم على تحرير المسجد الأقصى كانت الظروف صعبة والقوى غير متزنة ولكن النية كانت حقيقية فأقسم أن لا يضحك حتى يحرر الأقصى وبدأ يعد الجيش لهذا اللقاء وجعل النجارين يبنون منبراً عظيماً من أجل ذلك اليوم وأن لا يكملوا بناءه حتى يشعرهم بذلك واستمر الوضع خمسة عشر عاماً وفي النهاية تحقق ما أراد … ولو كان ما فكر فيه أماني كما نتمنى نحن في هذا الزمان لما صنع المنبر وأعد الجيوش وعمل على تحقيق تلك النية التي تحولت إلى هدف وغاية..
المثال الثاني: أذكر أن أحد الزملاء كان مبتلى بعادة التدخين فنصحته يوماً نصيحة محب شفيق.. وسألته مالذي ييمنعك من الإقلاع فقال لقد حاولت ألف مرة فقلت متى كانت أول محاولة قال في رمضان المنصرم فقلت يارجل هذا قبل 40 يوماً فقط فلا يعقل حساً ولا عقلاً أن تكون حاولت ألف مرة منذ ذلك الحين إلا إذا كنت تحاول في اليوم 25 مرة ثم تخفق .. فاتضح لي أنه لم يحاول إلا مرة واحدة فهل كان ينوي صدقاً الإقلاع ثم شاء الله أن يتعرض لألم شديد في الصدر فراجع المستشفى فقيل له تضخم في القلب شديد ويجب إجراء عملية جراحية وإذا أردت أن تموت عاجلاً فعليك بسيجارة أخيرة فأقلع صاحبي منذ ذلك الحين .
يا ترى متى نجح؟! ..هل عندما نوى حقاً أن يقلع عن التدخين؟! أم عندما كان يتمنى ذلك ؟ بالتأكيد عندما نوى حقاً..
النجاح يبدأ من النية وكثير من الناس يختلق الصعوبات قبل أن ينوي البدء وأضرب لك مثالاً فبالمثال يتبين المقال:أحد الأخوة يقول أريد أن يكون لي منزلي الخاص وأتخلص من هذا الإيجار الذي قصم ظهري فقلت طيب عليك بالبدء بالتخطيط لهذا الهدف فقال مستحيل الراتب، الايجار، الهاتف، الكهرباء، المصاريف، السيارة…وعلى ما يقول الأخوة الهنود (قرقر كثير..).
قلت يا أخي أنت على هذا لا يمكن أن تمتلك بيت ومادام هذه ظروفك فلا يحق لك أن تمتلك منزلاً خاصاً بك فقال وقد اعتلت وجهه تلك النظرة المشدوهة وقلت له مثلك لا بد أن يعيش في الإيجار فأنت حالة خاصة فانفجر وكاد يبكي ويقول انه ليس لي الحق في ان أتفوه بمثل هذا الكلام واستمر يعاتبني ويسألني لماذا يستحق فلان وهو لايستحق..
فقلت ببساطة الرجل سعى لأن يحدث هذا..ودار بيني وبينه حديث طويل وفي النهاية قال طيب أرشدني كيف أبدأ فقلت بالنية الصادقة على الحصول على منزل..
ثم يلي ذلك خطوات كثيرة لكن إذا نويت حقاً نية وليس أمنية فستحصل على منزل فأنظر إلى هذا التشابة والإختلاف الشديد بين هاتين الكلمتين.. تريدون أن تعرفوا ماذا حدث لهذا الرجل إنه في طور الحصول على منزل بعد مضي سنتين من هذا الحديث..
النجاح يبدأ بالرغبة الحقيقية في تحقيق النجاح
والنجاح تفسير مطـاط يمكن أن يتغير من شخص إلى آخر..فهل تنوي حقاً ان تنجح إذا كنت تنوي ذلك فكل الخطوات بعد هذه الخطوة سهلة وميسرة..
النجاح ليس فقط النية كما قال الدكتور براين ولكن النية هي الأساس…
تذكير: (إنما الأعمال بالنيات..)
منقول