السفارة :" أكل العنب حبة حبة"
عرعر: الوئام - سطام السلطاني :
"أنقذها يا خادم الحرمين " بهذه العبارة بدأ الأكاديمي والصحفي صغير العنزي حديثه لـ"
الوئام " بعد أن عاد للتو إلى شمال السعودية بعد أن رصد العديد من الحالات للمواطنين والمواطنات في مستشفيات دول الأردن الشقيقة وستدرجها الزميلة "الرياض" في الأيام القادمة في سلسلة تحقيقات لعل الوزير الربيعة يقف على أرض الواقع ويأتي بالحلول ،
ويقول الزميل الذي قابل المواطنة "أم عبدالعزيز" مصادفة عند مبنى سفارة السعودية بالأردن أن المواطنة قالت بعد أن ضاقت بها الأرض بما رحبت ورفض مسؤولي السفارة دخولها على السفير:
"أريد أن أقابل السفير إذا لم تحلوا مشكلتي" كانت هذه بعض عبارات "أم عبدالعزيز" التي أطلقتها في بهو السفارة السعودية، وقد ناضلت بقوة دفاعا عن سبل إنقاذ حياة أخيها(ش.ح) التي تخطفها الخطر، وتعود تفاصيل القصة كما ترويها أم عبدالعزيز فتقول "أخي يمكث منذ فترة في دولة الأردن الشقيقة لأعمال خاصة، وفي 27-5-2009م اتصل بها فجرا يخبرني أنه تعرض لأزمة صحية ثم انقطع صوته إذ لم يستطع مواصلة الاتصال، وجئت أنا وزوجي وابن أخي وحضرنا إلى الأردن فوجدنا أن حالته متدهورة وأن القسطرة التشخيصية التي أجريت له اكتشفت إصابته بثلاث جلطات رئيسية في الشرايين المغذية للقلب، وجلطات أخرى في شرايين فرعية، وأمام الطلبات المادية وبعض الظروف التي تعرضنا لها قرر أخي أن يذهب إلى السعودية ليكون بين أبنائه وأهله وأن يعالج هناك، ولكن حالته تدهورت مرة أخرى ونقلناه إلى مستشفى خاص، وكان ذلك يوم الجمعة، وبعد إجراء الفحوصات تبين أن في مرحلة بداية المضاعفات وعنده استسقاء رئوي حاد أدى إلى ضعف عضلة القلب، وتواصل أم عبدالعزيز حديثها: بعد ذلك اتصلت بالسفارة وأبلغتهم أنني مواطنة سعودية وشرحت ما حدث لأخي وبينت لهم حالته الخطرة، فقال لي الموظف: أنا مناوب اليوم ومهمتي للطوارئ وأن الدوام يوم الأحد، وطلبوا مني أن أذهب إلى شؤون الرعايا، ومن حسن الحظ أن وجدت شخصا اسمه محمد الطوالة من شؤون الرعايا تابع معي عبر الهاتف، ولأنه في مثل حال أخي تقوم السفارة عادة بتحمل تكاليف العلاج طلبنا من بعض المستشفيات علاجه حتى دوام السفارة يوم الأحد، وطلب منا المستشفى الجديد 8000دينار لاستقباله وعلاجه، وبقيت محتارة وتدهورت صحة أخي يوم السبت ودخل العناية الحثيثة وطلبوا مني خطاب التغطية من السفارة، هذا غير مبلغ 7806 دينارا دفعناها للمستشفى السابق، وقد قرر أحد الأطباء حاجته لعملية قلب مفتوح وأصر عليها،ولما جاء يوم الأحد كتبت شؤون الرعايا لنا خطابا للسفارة لتغطية العملية.
وتكمل أم عبدالعزيز سرد حكاية الإجراءات الروتينية التي لا تحتملها حياة أخيها المهددة بالخطر فتقول: أمام تأخر الحل كتبت برقية علاج لاستعجال البت في الموضوع وانتظرت خطاب التغطية المؤقت من السفارة، وذهبت إلى صاحب القرار بالسفارة فحولوني إلى المكتب الصحي، وهناك وجدت موظفا "واسع الصدر"، وأنا في وضع صعب، وقد قال لي: ادفعوا الآن وسنعوضكم، ووقتها لم يكن معي شيء، كما عانيت من مادية بعض المستشفيات، واهتمامها بما يدفع أولا، ومر الوقت يخنق أنفاسي، وفي يوم الاثنين ليلة الثلاثاء اتصلنا بطبيب آخر وعرضنا عليه حالة أخي، فأوصى بعمل دعامتين للشريانين الرئيسين ونقله إلى مستشفى عمان الجراحي، ثم ذهبنا يوم الثلاثاء إلى السفارة وطلبنا مقابلة بعض المسؤولين أصحاب القرار، وتفاجأت بأحد الموظفين يسألني عن المعاملة وهي عندهم ثم قال لي( اصبري، أكل العنب حبة حبة) وتواصل : القصة طويلة، وقد خرجت وقبل نقل المريض طلب مني المستشفى السابق دفع فرق الفواتير فتكفل أحد موظفي السفارة وهو خلف الشمري بدفعها من حسابه الخاص، وفي المستشفى الجديد كفلنا الطبيب علي حجازي كفالة مادية خطية، وتم رهن جوازي وجواز أخي، وأجريت العملية ولله الحمد، ولكن خطاب التغطية لم يصل، وعندما طلبت من السفارة استرداد جوازي وجواز أخي طلبت منا التوقيع على تعهد مالي بالسداد بعد رجوعنا للسعودية، إلى أن يأتي رد بتحمل التكاليف، وقالوا: لا ندري تأتي الموافقة أم لا! وإلى الآن جوازاتنا مرهونة وقد تركت أبنائي وليس عندهم أحد في السعودية، فضلا عن عملي، وأنا أناشد خادم الحرمين الشريفين –يحفظه الله-لحل مشكلتنا.
* شرح الصورة :
السفير فهد بن عبدالمحسن الزيد سفير خادم الحرمين الشريفين المعين لدى المملكة الأردنية الهاشمية قبيل تأدية القسم بخدمة وطنه بين يدي خادم الحرمين الشريفين