عندما بدأ جهازي المحمول يرن، ونظرت إلى الرسائل فها هي التغييرات التي كان المواطن يحلم بها منذ زمن، فها هي حقيبة الصحة تذهب إلى طبيب مشهور يعلم ما تحوي هذه الحقيبة من ملفات ساخنة، وتلتها كثير من الرسائل التي تبشر بفجر جديد وسماء صافية ولكن هناك تساؤلات عن أداء بعض الوزارات الأخرى مثل التجارة والعمل، فأنا كمواطنة تعاني -مثلها مثل غيرها- من أوضاع غير واضحة لوزارتي التجارة والعمل، ولنبدأ بوزارة التجارة، فكما هو معروف في أي بلد من العالم المتقدم، تحمل وزارة التجارة العبء الأكبر للنهوض باقتصاد الوطن وعدم الاعتماد على منتج أو اثنين للنهوض بالاقتصاد، ولكن لسبب ما أجهله، وأنا متأكدة أن كثيرًا من الناس لا يعرفون طبيعة عمل وزارة التجارة، فهل هي لضبط الأسعار في السوق المحلية؟ فإن كان ذلك فهي لم تنجح، وإن كانت لضبط حماية المستهلك من الغش التجاري والمواد الفاسدة، فهي لم تنجح أيضًا، وإن كانت لضبط الاحتيال والنصب في مجال العقارات؟ فهي لم تنجح كذلك، وإن كانت لضبط التجار وعدم تلاعبهم بالمواطنين فهي لم تنجح، وإن كان..... وإن كان........... فهي لم تنجح.
نحن نعرف من خلال الإعلام أن في دول العالم الأول أن المسؤولين إن فشلوا فعندهم الجرأة أن يقدموا استقالاتهم لمصلحة الوطن والمواطن، مترفعين عن أية حساسية وإن كانت سلبية، فأين نحن منهم؟ ومتى ننهض باقتصادنا إلى مرتبة الدول الناجحة اقتصاديًا؟ ومتى نتنازل عن مناصبنا في حال فشلنا؟ متى نقدم مصلحة الوطن على أنفسنا؟ أسئلة كثيرة ولابد لها من إجابة.
فقد قال علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه: «من خشي الله فاز، ومن استند للجهل ترك طريق العدل، ومن أعجب برأيه ضل، ومن كابر في الأمور عطب، ومن استغنى بعقله زل، ومن علم ساد ومن ساد استفاد»، فلنرجع إلى أخلاقيات الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم في التجارة فلنا فيه وفي صحابته الكرام أكبر مثل للأمانة في التجارة لنتعلم ونستفيد قبل فوات الأوان.
http://al-madina.com/node/116410