يعلم الجميع خطر الفساد المنتشر في المجتمع من أدناه إلى أعلاه ، وقد طالة هذه الآفة بعض الوزارات الإدارات الحكومة والأهلية فضلاً عن الأشخاص ،وأصبح أمراً ملزماً علينا الالتفاف حول هذه الفوضى والضرب بيد من حديد على كل مستهتر بمصلحة هذا الوطن العزيز الذي أعطانا الكثير وينتظر منا القليل من الاهتمام به، حتى يبقى هذا الوطن معطاء للجيل الذي يلي ،فلا تنفرط سبحة الإصلاح والتطوير في ظل وجود قوى خفية تعمل على زعزعة المواطن واستفزازه سواء بتشديد الإجراءات أو تعطيلها ويعمل بموافقة السلطة التنفيذية أو حتى القضائية من حيث لا تعلم هذه السلطات عن ما يخفيه هذا الشخص من هذا الإجراء الذي تشدق به وطالب بتنفيذه على الكل بصرامة ودقة ولا استثناء إلا عن طريقه فقط !َ!
فكم تبدو المسافة واسعة بين من يحني قامته ويستجدي رزقه من غير ربه وبين رجال يصنعون أنفسهم دون أن تنحني هاماتهم لغير ربهم . فالبلد الطيب سيظل يلد أبطالا ورجالا يخلدهم التاريخ كما تنبت الأرض زخرفها .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نقوم بالإصلاح ونحن نصمت عن كل هذه الفوضى التي نمر بها ونتعاطاها أحيانا بحجة الروتين أو الحاجة الملحة وكل ما نفعله هو الصمت !
فوضى في الطريق .. فوضى في الادارات .. فوضى في القرارات .. فوضى في انفسنا نحن ...
وقد أخبرنا خير البشر صلى الله عليه وسلم بان نغير المنكر بأيدينا فإن لم نستطع فبلساننا فإن لم نستطع بقلبنا وذلك أضعف الإيمان ، دعونا على الأقل أن نكون متوسطي الإيمان ونقول للفاسد كلمة لا يسمعها من أحد وهي ،،، لا وألف لا .
لماذا لا نصرخ في وجه من يضع القرارات ويشرع الأنظمة التي تجعل من الفساد والفوضى الإدارية أمرا مشروعا ؟
لماذا لا نقول للفاسد الذي ينخر جسد الأمة انك على غير هدى وأن الوطن يموت ببطيء منك ومن أمثالك ؟
لماذا لا نقول لأنفسنا بأننا فاسدون إن سكتنا عن الفوضى ونذكر أنفسنا بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ؟
ألا يجب علينا أن نفضح كل من يرى نفسه هو النظام بعينه أو فوق النظام وإنه القائد الفذ صاحب الفكر المستنير والرؤية الثاقبة ؟
أليس سكوتنا عن هؤلاء نساعدهم على التمادي في الفوضى العارمة بصمتنا المطبق واكتفائنا بالسكوت والتنحي عن الفضيلة ؟
لماذا لا نتجرأ على خوفنا ونصدع بالفضيلة ونواجه صراع الفساد والفوضى بمطرقة الإصلاح والدعوة إلى التغيير إلى الأفضل ؟
لماذا لا نستغل سياسة حكومتنا الرشيدة التي أعلنت مرارا وتكراراً سياسة إصلاحية وسطية ؟
لماذا لا نستغل وجود وزراء ومدراء يريدون بالفعل الإصلاح وهم يعرفون جيدا بأنهم يرثون تركة ثقيلة مثقلة بالمفسدين والفوضويين ؟
لماذا لا نقدم يد العون لهذا الرجل الذي يريد منا المساعدة في الصلاح والإصلاح وفضح المفسد والخائن والمرتشي والخارق للنظام ؟
إنها فرصتنا يا أبناء الوطن ، والسلام سيبقى لمن يقتحمون السماء ولمن يصنعون من الموت الحياة ولا نامت أعين الجبناء
.
http://burnews.com/articles-action-show-id-1672.htm