حركة بيع كثيفة تستبق تشديد المراقبة والتجار يتحايلون على "المطوعين"
متاجر سعودية تتحدى منع "عيد الحب" وتتزين باللون الأحمر
</IMG>
بين الرياض وجدة والمنطقة الشرقية
</IMG>مبيعات عالية لمحلات الهدايا
</IMG>اللون الأحمر يتلألأ
</IMG>ازدهار الشراء سرا
</IMG>الممنوع مرغوب
</IMG>ارتفاع إيجار السيارات الحمراء
</IMG>تحايل على تضييق الهيئة
</IMG>
</IMG>
</IMG>
الرياض – عمر عبد العزيز
لم يجد العاشقون الراغبون في الاحتفال بعيد الحب أو "الفلنتاين داي" ـ الذي يوافق غدا الخميس 14 فبراير/ شباط، في السعودية هذه السنة ـ صعوبة في العثور على هدايا ملونة بالأحمر لتقديمها لمن يحبون، على الرغم من منع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المحلات من بيع، أو حتى عرض الهدايا التي تتعلق بهذا اليوم.
فالمحلات في العاصمة الرياض تحدت بيان الهيئة بحظر عرض وبيع كل ما له علاقة بعيد الحب، وعجت بالهدايا الحمراء، وإن لم تكن في الواجهة، وسجلت مبيعاتها ارتفاعات فاقت 50% مقارنة بالأيام الماضية، على الرغم من قيام الكثير من أصحاب المحلات برفع الأسعار وأحيانا مضاعفتها في هذه الأيام، لكن اللون الأحمر يختفي من تلك المحلات اعتبارا من اليوم الأربعاء 13 فبراير؛ بسبب تشديد الهيئة حملات التفتيش والمراقبة.
</IMG>بين الرياض وجدة والمنطقة الشرقية
ولم تقتصر تلك الأجواء على العاصمة الرياض، بل امتدت إلى جدة والمنطقة الشرقية، والأخيرة من المناطق الأكثر انفتاحا في السعودية، وخالفت الكثير من المحلات ـ أيضا ـ الحظر المفروض وعرضت هدايا عيد الحب، والتي تنوعت بين أكاليل الورود، ودمى، وبطاقات تهنئة، وقلوب كلها باللون الأحمر.
وإذا كانت مفردات الاحتفال بيوم عيد الحب تكاد تكون متشابهة في مختلف البلدان، فإن لها طابعا خاصا في السعودية، فالهيئة تستبق كل عام يوم 14 فبراير بتحذير أصحاب المحلات التجارية، والفنادق، والمطاعم، والمقاهي من إبراز أي مظهر من مظاهر الاحتفال بعيد الحب.
وهددت الهيئة في بيان بمصادرة كل المواد التي تعبر عن المناسبة ومحاسبة الباعة.
ويتضمن البيان بيع كل ما لونه أحمر في الأسواق، أو الإشارة لهذه المناسبة بأي وسيلة، وتقوم عناصر الهيئة بجولات ميدانية وقائية في الأماكن التي تكثر فيها المخالفات، والميادين التي يجتمع فيها الشباب، لضبط المخالفين.
وقبل ست سنوات، كان مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وصف عيد الحب بأنه: "عيد وثني"، وقال في فتوى له: إن "على كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن لا يحتفل بهذا العيد".
</IMG>مبيعات عالية لمحلات الهدايا
ورغم الرقابة الصارمة إلا أن محلات بيع الهدايا والورود والملابس، وحتى شركات تأجير السيارات حصلت على ما كانت تصبو إليه من هذا اليوم، بعد أن حققت مبيعات عالية قبل أيام من حلوله، لأن السعوديين يعرفون كيف يتعاملون مع الحظر الذي تفرضه الهيئة.
ويشتكي أصحاب محلات بيع الهدايا من تضييق الهيئة وحظرها بيع الهدايا الخاصة بالمناسبة، والتي تجد إقبالا من الكثيرين من الذكور والإناث سعوديين ومقيمين.
ويقول صاحب محل هدايا سعد الفهيد: إنه بات من المألوف أن تجد سيدة سعودية ترتدي العباءة السوداء التقليدية مسرعة من محل للهدايا بعد أن اشترت هدايا لعيد الحب، إما بالونات أو دمى حمراء وتضعها في السيارة قبل أن تختفي، في مشهد يذكر بمشاهد السطو في أفلام الأكشن الأمريكية.
وأضاف الفهيد لـ"الأسواق نت" أن سيدة سعودية في منتصف العشرينات من عمرها اشترت ـ قبل يومين ـ 100 بالونة حمراء اللون، وأوصت محل الورد بجوارنا لإرسال أكليل من الورد الأحمر؛ لتحتفل مع زوجها بعيد الحب.
وأوضح أن "الكثير من السعوديين يدخلون المحل مثل اللصوص، وعلينا أن نهمس لهم بأن القسم الخاص بعيد الحب موجود في الجانب الخلفي من المحل، لكي لا يسمعنا أحد ويبلغ المطوعين".
وأشار إلى أن معظم من يحتفلون بعيد الحب يشترون الهدايا قبل يوم 13 فبراير، ومبيعاتنا ترتفع بنسبة 100%، ولولا تشديد الهيئة لحققنا مكاسب خرافية، إذ يقوم المطوعون بالمرور على المحلات ومصادرة كل ما له صلة باللون الأحمر.
وأشار إلى أنه يقوم بإيقاف عاملين فلبينيين خارج المحل، ومعهما هاتفان جوالان لمراقبة تحركات عناصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإبلاغ عن وصولهم، قبل أن يباغتوا الزبائن وهم يشترون الدببة الحمراء والبيضاء والتي كتبت عليها عبارة "أحبك" ، والعلب الحمراء والورود على شكل قلب التي كتب عليها "تذكار حب".
وأشار إلى أن الأيام التي تسبق عيد الحب تمثل موسما خاصا لنا فمبيعاتنا تزيد بأكثر من 50%، كما أن بعض الزبائن ينفقون مبالغ كبيرة على شراء الهدايا، وقد اشترت سيدة منذ عدة أيام دمى وهدايا أخرى بأكثر من ألفي ريال (الدولار = 3.75 ريالا).
</IMG>اللون الأحمر يتلألأ
ويقول منسق ورود في أحد المحلات سالم الزيد: إننا نقدم سلعة رائجة لموسم من يوم واحد، الكل يأتي إلى هنا وقد توحدت أذواقهم باتجاه اللون الأحمر.
ورغم تحفظ الزيد على الأسعار المبالغ بها في هذا اليوم لكل سلعة حمراء، إلا أنه يعترف بشيء واحد وهو أنه في هذا اليوم تختفي عبارات المساومة وتظهر ابتسامة لا يكسرها السعر.
ويضيف "إقبال الشابات والشبان من السعوديين، خصوصا كبير جدا على شراء الورود الحمراء قبل تلك المناسبة".
من جانبه انتقد صاحب محل للهدايا في وسط الرياض محمد الزارع، حظر الهيئة بيع الهدايا الحمراء، وقال: مبيعاتنا تنخفض في يوم عيد الحب بسبب مراقبة محلات الهدايا، لكن تلك الخسارة يسبقها تحقيق مكاسب كبيرة قبل يوم 14 فبراير.
وقال بائع ورد باكستاني في حي السليمانية في العاصمة الرياض: إن المطوعين "يمرون مرتين أو ثلاث مرات في يوم عيد الحب؛ ليتأكدوا من أنه ليس لدينا أي ورد أحمر.
وأضاف أن المحتفلين بيوم عيد الحب يقومون بالتجهيز له مبكرا، حيث يشترون الورد والهدايا الحمراء قبل العيد بعدة أيام، لأن رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمرون على محلات الهدايا بداية من يوم 13 فبراير، ليتأكدوا من عدم مخالفة تعليمات الهيئة.
</IMG>ازدهار الشراء سرا
وقال مدير محل لبيع الزهور في الرياض أحمد السمري: إنه رغم الحظر فإن الطلب على الورود المحظورة شديد، والبيع والشراء مزدهران سرا.
وأضاف أننا نحقق مبيعات قياسية في هذا اليوم، مشيرا إلى أن سعر الوردة الحمراء يباع بعشرة ريالات، والألوان الأخرى تباع بسبعة ريالات.
وأوضح أن الأسعار ترتفع كثيرا في يوم عيد الحب، بسبب المراقبة الشديدة من رجال الهيئة، وسعر الوردة قد يصل إلى 20 ريالا، إذ نقوم بإحضارها خفية للزبون من المنزل، أو مكان بعيد عن المحل وفي سرية شديدة خوفا من رجال الهيئة.
وقال: إن زبائننا ليسوا سعوديين فقط، فهناك مقيمون من جنسيات مختلفة يحتفلون بعيد الحب ويشترون الهدايا لهذا اليوم.
ويشير بائع آخر من جنسية أسيوية إلى أن عيد الحب انتشر في السعودية بشكلٍ كبير خلال السنوات الأخيرة، وخصوصا من الشباب والفتيات، موضحا أن الطلب يتزايد، والسعر يتضاعف على الرغم من تحذيرات الجهات المسؤولة ولكن المكسب مغر.
وما إن يقترب يوم "الفالنتاين داي" من كل عام، حتى يتجدد الجدل في السعودية حول الاحتفال به، ويتبارى الداعون للاحتفال بهذا اليوم للدفاع عن وجهة نظرهم، فيما يقوم المؤيدون لتحريم الاحتفال بالتحذير من مغبة الاحتفال به، وتنشط هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لضبط المحتفلين، ومصادرة الورود الحمراء.
ويمر اليوم، ويلجأ المؤيدون للاحتفال سرا بهذا اليوم، ومن يتم ضبطه يتعهد للهيئة ألا يعود لهذا الفعل مرة أخرى، وفي العام القادم يتم إعادة الكرة.
</IMG>الممنوع مرغوب
وانتقد رمزي الخازمي المعالجة النمطية للاحتفال بعيد الحب، وتكرار خطابات التحريم بشكل ممل ورتيب، ومصادرة كل ما له علاقة باللون الأحمر باعتباره اللون المتهم بالتعبير عن يوم الحب، دون الأخذ في الاعتبار أن الأحوال تتغير، ومفردات خطاب الأمس لا تصلح لليوم.
وقال الخازمي لـ"الأسواق نت": إن الشباب بحاجة إلى التخفيف من قائمة الممنوعات والمحاذير دون مخالفة الشرع والتقاليد، وهذه هي الإشكالية.
ورأى أن "علماء الدين يعوزهم أساليب التوعية التي تتلاءم مع هذا العصر، فهم يميلون إلى رفض الأمور بدون مناقشة، ويتعاملون مع الشباب بشكل عنيف، دون الأخذ في الاعتبار الفراغ الروحي والاجتماعي الذي يعاني منه الشباب".
ويتفق معه في الرأي نايف الحميد، قائلا: "لماذا نفترض أن من يحتفل بعيد الحب يتبع التقليد النصراني، فمن حق كل إنسان منا أن يحتفل بعيد الحب من أجل التعبير عن الفرح والحب والسلام، أما مسألة أن الاحتفال حرام، فهذا أمر بين العبد وربه ولا يحق لأي أحد مصادرة الورود والهدايا".
وأشار إلى أن المصادرة لا تحول دون أن يحصل الشباب على ما يبتغون من هدايا، وأن كل ما في الأمر أنهم يحصلون عليه قبل عيد الحب بأيام.
وتقول إحدى النساء في أحد محلات الزهور: إنها اعتادت أن تقدم لزوجها الورود الحمراء في هذه المناسبة؛ لأنها تعبر عن الحب ولكنها لا تعرف ما حقيقة أو أساس قصة الفلنتاين.
وفي الجانب المعارض، يقف محمد الهلول مدافعا عن ما وصفه بتحريم الاحتفال بهذا العيد، ويقول: إن مثل هذه الاحتفالات عادات دخيلة على المجتمع، ولا تتناسب مع قيمه وعاداته وتقاليده وثقافته الإسلامية.
وفي السياق نفسه يعبر عبد الله الغامدي عن رفضه للاحتفال بهذا اليوم قائلا: إن رفضه للاحتفال لا يعني رفضه للحب، فالإسلام هو دين المحبة والسلام، وهذا مبدأ يطبق في المعاملة والسلوك، ولا يحتاج إلى أن نخصص له يوما، أو نمارس طقوسا وعادات محرمة شرعا.
وأشار إلى أن الإجراءات التي يقوم بها رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست ضد الحب، إنما ضد التقاليع التي تريد منا أن نزايد على أعيادنا الإسلامية بلا وجه حق.
</IMG>ارتفاع إيجار السيارات الحمراء
وشهدت مكاتب تأجير السيارات إقبالا ملحوظا من الشباب؛ لاستئجار السيارات ذات اللون الأحمر مع اقتراب عيد الحب، وذلك على الرغم من استغلال أصحاب المكاتب لهذا الإقبال برفع قيمة تأجير هذه السيارات بشكل كبير من القيمة الأصلية للسيارة والمقدرة بـ 130 ريال يوميا إلى أكثر من 200 ريال.
وقال المسؤول بأحد مكاتب تأجير السيارات في الرياض أحمد البدوي: إن الكثير من الشباب يقومون بحجز السيارات ذات اللون الأحمر من بداية شهر فبراير/ شباط، وقبل يوم عيد الحب وخاصة أن عدد السيارات الحمراء ليس كثيرا في شركات تأجير السيارات.
وأشار إلى أن الشركات تقوم برفع أسعار الإيجارات، وهذا أمر طبيعي بسبب زيادة الطلب، كما أن ذلك يكون يوما واحدا في السنة.
ولم يقتصر نشاط البيع على محلات الورود، بل شمل محلات الملابس، ويقول البائع في محل ملابس في وسط الرياض مهند البلوشي: إن عيد الحب يؤثر في سوق البيع والشراء للقمصان أو الملابس الحمراء، حيث يتزايد عدد الشبان الذين يشترون هذه الملابس.
وأضاف لموقعنا: إنه في الأيام المعتادة نبيع كل يوم أو يومين قميصا أحمر، بينما في الفترة التي تسبق يوم الحب يتزايد الطلب عليها ليصل على ما يقارب 10 أو 15 قميصا يوميا".
</IMG>تحايل على تضييق الهيئة
وتختلف طريقة إيصال الهدايا بين المحبين، كما يوضح شاب سعودي ـ طلب عدم الكشف عن هويته ـ : "يقول شاب لفتاة: إنه يحبها أو العكس، وإنه اشترى لها هدية لمناسبة عيد العشاق، ويمكنها استلامها من محل معين يحدده لها".
وأضاف قائلا: "إنها الطريقة التي يتم بها تبادل الهدايا هنا بين الرجال والنساء، إلا إن حظيا بفرصة لقاء في مكان ما".
من جانبها، تقول سحر السويد: إنه لا ينبغي أن نختلف ونتشنج في معني هذا اليوم، دعنا نترك الغرب يسمونه عيد الحب، ونحن نسميه يوم الحب، قد يقول معارض ليس هناك داع من يوم يؤخذ من الغرب يتهادى فيه الناس الهدايا، ويقول شخص آخر متفائل وإيجابي: لماذا لا تكون الهدايا دائما دون تحديد أيام؟.
وأضافت لماذا لا نأخذ من الأشياء جمالها وندع الباقي لأهلها الأصليين، فالمتحابون إذا أرادوا بالخفاء أن يبعثوا لبعضهم الهدايا والورود سوف يبعثونها، وهناك عشرات الطرق لإرسالها، فليس بالضرورة أن أذهب إلى محل الورود في 14 فبراير وآخذ الهدايا لأعطيها لمن أريد.
وأضافت أنه يجب أن نتعامل مع هذا اليوم بما يناسبنا، داعية أمانة مدينة الرياض أن تجعل معرض الورود العام المقبل في 14 فبراير؛ لنرى أفراد الأسرة يهدون لبعضهم الورود الحمراء والبيضاء وجميع الألوان.
http://www.alaswaq.net/articles/2008/02/13/13936.html
اي تحدي هذه عقيدة يا تجار لاتبعون وتشترون مافيهاالا خسارة لكم
13-02-2008, 11:43 AM
متاجر سعودية تتحدى منع "عيد الحب" وتتزين باللون الأحمر
العرض العادي
