الرياض (صدى) : باتت موجة الجفاف القاسية التي تعرصت لها مناطق زراعية هامة في الولايات المتحدة والتي تعد الأسوأ منذ عام 1936، فضلا عن نقص المياه في مناطق زراعية في أمريكا الجنوبية وروسيا تمثل تهديدا واضحا بمزيد من الإرتفاع في أسعار الحبوب وغيرها من المحاصيل.
وفقا لتحليل صادر من "رابو بنك" المتخصص في السلع الزراعية فإن الأسوأ لم يأت بعد، حيث ان أسعار الغذاء العالمية من المنتظر ان تبلغ أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال الربع الأول من العام القادم.
وهذا يعني ان ارهاصات الإرتفاع الحالي تمثل موجات الصعود الكبرى الثالثة خلال نصف عقد من الزمن، وهي مساحة زمنية ضيقة جدا.
وطبقا لما رصده المحللون في "رابو بنك" فإن مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة "فاو" الذي يتابع العديد من أسعار المواد الغذائية بما فيها الحبوب ، السكر، واللحوم، والألبان سوف يقفز 15% من مستوياته الحالية بحلول يونيو/حزيران عام 2013.
"سيشهد العام القادم دخول الإقتصاد العالمي فترة تضخم أسعار المحاصيل الزراعية بالتزامن مع انخفاض مخزونات الحبوب والبذور الزيتية إلى مستويات منخفضة بشكل كبير، مما سيدفع مؤشر "فاو" للغذاء إلى تجاوز قمته القياسية التي بلغها في فبراير/شباط عام 2011".
ومن المعلوم ان ارتفاع أسعار المواد الغذائية لا يكون دليل خير لصانعي السياسة، حيث ان ذلك سيصحبه احتجاجات واضطرابات اجتماعية كما حدث من قبل في سنوات سابقة.
ويدلل بعض المحللين بما سبق أحداث ما يسمى "الربيع العربي" حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل أثقل كاهل طبقة كبرى من الشعوب التي شهدت احتجاجات واضطرابات، لكن في المقابل فإن محللي "رابنو بنك" لا يعتقدون ان الوضع سيكون مماثلا للماضي.
حيث ان التأثير سيكون "أقل ايلاما" للمستهلك بالمقارنة مع عام 2008 عندما حدث نقص حاد في امدادات القمح والأرز، وذلك لأن النقص الحادث هذه المرة يتعلق بمحاصيل مستخدمة في صناعة العلف الحيواني مثل الذرة وفول الصويا.
لكن في المقابل سيكون هناك تأثيرا على أسعار اللحوم والدواجن ومنتجاتها التي تشمل الألبان والأجبان والبيض، هذا بجانب القلق من نقص أحجام قطعان الماشية نتيجة عدم تمكن المربين من مواجهة ارتفاعات أسعار العلف فيقومون بالتخلص منها، ليطال التأثير المستهلك العادى في النهاية.