محمد عبد الرحمن المعيبد
غلاء الأسعــار والتبريــرات (1 من 2)
محمد عبد الرحمن المعيبد
جريدة اليوم
شدني ما كتبه فواز العلمي بجريدة (الوطن) في عددها 2517 بتاريخ 8/8/1428هـ حيث برر في مقالته ذلك الغلاء المستشري في المواد الغذائية وسواها في جميع الأصناف .. مما أدهش المتابعين للمشهد الاقتصادي في المملكة بهذه الوتيرة المتسارعة في زيادة الاسعار دون أن يكون لها كابح بتخطيط مسبق.
حيث ركز فواز على سبع نقاط جوهرية كمبرر مستساغ ومنطقي لهذه الزيادة المطردة بلا هوادة ولكنه أغفل أو تناسى وهو الخبير الاقتصادي أمورا لا يجب التغاضي عنها في علم الاقتصاد وهي التخطيط والدراسة والتحليل والاستنتاج والاستنباط لمجريات الأحداث وقراءة معطياتها الآنية والمستقبلية.
فاستسمج فواز لمناقشته في النقاط السبع التي دونها كتبريرات مقبولة ظاهريا قبل الغوص في تفاصيلها.
ففي النقطة الأولى يقول فواز: ان زيادة عدد السكان في العالم وتراجع الكميات المعروضة من السلع الزراعية ومواد البناء فمثلا ازدياد الطلب على الأرز الهندي في اوروبا وايران مما أدى الى تراجع المعروض منه عالميا وارتفاع أسعاره محليا واقليميا كما ازداد الطلب على مواد البناء الأساسية في الدول التي تشهد نموا اقتصاديا متزايدا مما أ دى الى ارتفاع أسعار هذه السلع.
هنا أتساءل : ألا يدخل ذلك ضمن مفهوم قراءة المعطيات ودراستها وتحليلها واستنتاج ما قد تظهره من تأثيرات ؟
وهل تلك الدول التي زادت من طلبها على الارز الهندي هي الوحيدة التي لديها ارتفاع في عدد السكان أم هم أكثر منا في استهلاكه مع ملاحظة النسبة والتناسب في عدد السكان والاستهلاك بين الدول.
أما عن المواد الاساسية للبناء فليس لديهم الطفرة العمرانية التي تشهدها المملكة وهذا كفيل بأن يجعل هذه المواد من أبجديات التخطيط لدينا بما يواكب الحركة التنموية حاضرا ومستقبلا.
أما عن النقطة الثانية التي تقول فيها (تضاعف أسعار النفط ومشتقاته زاد في تكاليف الانتاج وتخزين وثقل العديد من السلع المعتمدة على الطاقة وتكاليف التأمين على الشحن) فأجيبك بالقول ان هذا هو طبيعة الاقتصاد الحر المفتوح للعرض والطلب .. فما دمنا نبيع بالغالي فواجبنا مواجهة التحدي بالتخطيط لنتجنب الارتدادات المتوقعة في مثل هذه الحالة.
أما عن النقطة الثالثة والتي تقول فيها (استقطاع نسبة تفوق 35 في المائة من المحاصيل الزراعية المستخدمة كمدخلات رئيسية في صناعة الأعلاف مثل الذرة وفول الصويا في أمريكا وقصب السكر في البرازيل بهدف تخفيض الواردات من النفط مما زاد في أسعار اللحوم والطيور والبيض المعتمدة على الأعلاف).
ألم يكن ذلك جزءا اساسيا في التخطيط بعيد المدى لتكوين استراتيجية وطنية ؟ فالواجب أن نكون مدركين لأبعادها ونضع لأنفسنا خطط حماية اقتصادية ، تقينا شر الهزات ، ويعرف الآخرون اننا نخطط كما يخططون وسأكمل المناقشة في الاسبوع القادم ان شاء الله لانتهاء المساحة المخصصة. والله الموفق.
malmoaibed@gmail.com
http://www.alyaum.com/issue/article....3&I=524032&G=2